تعدّ زيارة رئيس الجمهورية ميشال سليمان الى موسكو غداً الاربعاء، زيارة تاريخية.
فهي الأولى على هذا المستوى لمسؤول لبناني الى روسيا الاتحادية. انها زيارة رسمية بكامل المراسم والبروتوكول، ومواضيع البحث، واللقاءات التي ستعقد بدءاً بلقاء القمة اللبنانية الروسية بين الرئيسين سليمان وديمتري ميدفيديف ثم مع رئيس مجلس الدوما، ورئيس البرلمان، ورئيس المجلس الفيدرالي وبطريرك روسيا للروم الارثوذكس ومفتي روسيا.
وستساهم الزيارة بحسب مصادر ديبلوماسية بارزة، في إرساء أسس العلاقات في المستقبل بين البلدين، وتتمثل أهمية الزيارة بمستوى الوفد المرافق للرئيس، والمواضيع المدرجة على جدول أعمال البحث وهي: تطوير العلاقات الثنائية، ومختلف أوجه وسبل التعاون من سياسي واقتصادي وثقافي وعسكري وفي هذا المجال سيتم التركيز على تفعيل الاتفاقات الموقعة بين لبنان وروسيا، وتشمل كل النواحي. وسيتم التوقيع على اتفاق للتعاون العسكري والتقني، وهو يعني إطاراً للتعاون المتعدد الجانب في هذا الموضوع، من خطوات تنفيذية لهبة طائرات الميغ العشر للجيش اللبناني، والتجهيزات للبنى التحتية اللازمة لذلك، وتدريب الضباط والطيارين وفقاً لطريقة استعمال الأسلحة، وغيرها من التعاون والمساعدات التي قد يتم التفاهم عليها لاحقاً.
وسيسمع الرئيس سليمان في موسكو إعادة تأكيد الالتزام الروسي دعم وحدة لبنان وسيادته واستقلاله، ودعمها لتطبيق كل القرارات الدولية، وفي طليعتها القرار 1701.
ويتضمن جدول المحادثات الأوضاع في الشرق الأوسط، وتطورات العملية السلمية في المنطقة. وسيجري تبادل تقييم لذلك، في ضوء الاتصالات اللبنانية واللقاءات مع مسؤولين عرب ودوليين، و ما شهدته روسيا من زيارات مهمة في الآونة الأخيرة، ولا سيما زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليها، وزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ورئيس حركة حماس خالد مشعل، والاتصالات الروسية المصرية من خلال زيارة وزير الخارجية سيرغي لافروف الى القاهرة، فضلاً عن الاتصالات الروسية مع جامعة الدول العربية وتوسيعها.
وهناك التواصل الدائم الروسي السعودي، وانتظار موسكو زيارة ملك الأردن عبدالله الثاني في آذار المقبل.
وستبلغ موسكو الرئيس سليمان بوجود موافقة أميركية مبدئية وأخرى دولية من أقطاب الرباعية الدولية على اقتراح روسيا عقد اجتماع للرباعية على مستوى وزراء الخارجية، والموضوع قيد إجراء الترتيبات في مواعيد الوزراء لأنها تشهد تضارباً يؤجل عقدها. وترى موسكو ان في انعقادها فائدة، لأنها تشجع أي خطوة من شأنها تقريب وجهات النظر ودفع السلام قدماً، خصوصاً في ضوء التفاهم الأميركي الفلسطيني على المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل، وضرورة ان تقدم إسرائيل موافقتها على البحث في مواضيع الوضع النهائي والقدس واللاجئين، وهي أساسية في النزاع، ومن دون التوصل الى حل لها لا يمكن ان يكون هناك انفراج في الشرق الأوسط.
وبالنسبة الى روسيا قد تقوم الرباعية بتنشيط العملية السلمية بعدما وصلت الى طريق مسدود.
وهي تأمل في التئامها في آذار في موسكو بعدما تعذر ذلك في شباط. وستبقى موسكو متمسكة بـخارطة الطريق وقد شجعت مشعل لدى زيارته على توحيد الصف الفلسطيني، كضرورة لترتيب البيت الفلسطيني تهيئة للسلام. وهي تؤكد أن اجتماع اللجنة ضروري لكيلا يكون هناك تراجع أو جمود في السلام، وأنه من واجب الراعية الابقاء على الأمل بالعملية السلمية قائماً والجاهزية لها.
وسيتم البحث في عضوية لبنان في مجلس الأمن الدولي ودوره الدولي في هذا المجال، والتعاون بينه وبين روسيا التي هي عضو دائم في المجلس ويهمها التعاون. ولبنان في هذه الحالة تهمه الملفات الدولية وليس العربية فحسب، على ان يتم التطرق الى موضوع القمة العربية، ولا سيما ان روسيا تدعم القضايا العربية، وانه سيعاد في القمة التأكيد على المبادرة العربية للسلام التي انطلقت من قمة بيروت.
وستكون القضايا الإقليمية محور النقاش في القمة اللبنانية الروسية، خصوصاً الملف النووي الإيراني. إذ ان هناك خيبة أمل من المجتمع الدولي حيال عدم التعاون الإيراني مع المقترحات ستعبّر عنها روسيا، التي تنتظر بعد التفاهم الدولي على مبدأ العقوبات على إيران ان يبدأ البحث في التفاصيل، لا سيما أنها تؤيد ألا تطال العقوبات الشعب الإيراني وألا يكون القصد منها إسقاط النظام بل التزام القرارات الدولية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.