8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

رسالة ساركوزي الى دمشق تشجيع للتعاون وزيارة فيّون هدفها اقتصادي

حرصت القيادة الفرنسية على إيفاد رئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية في مجلس الشيوخ الفرنسي السيناتور فيليب ماريني الى دمشق، عشية الزيارة الأولى لرئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيّون لسوريا في 24 شباط الجاري، وما تمثله من دلالات ورمزية في العلاقات الفرنسية - السورية، من أحد أبرز مفاصلها تطورات الوضع اللبناني وتأثيراته على هذه العلاقات.
وتفيد أوساط ديبلوماسية ان جزءاً مهماً من الرسالة التي سلّمها ماريني الى الرئيس السوري بشار الأسد من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يتصل بلبنان، انطلاقاً مما تقوله فرنسا بأن تقاربها مع سوريا أدى الى النتائج التي وصل اليها الوضع اللبناني من الاستقرار. ويتبين ان ماريني شبه مكلف بمتابعة الشؤون الفرنسية السورية من جانب الرئيس الفرنسي، وهو من الذين يعتقدون أن عزل سوريا مضرّ، وان الانفتاح عليها يفيد في مسائل متعددة ولا سيما في الموضوع اللبناني، والعلاقات الفرنسية السورية.
وفي دمشق سعى ماريني الى استطلاع العلاقة السورية مع لبنان في ضوء الدور الفرنسي، ومعرفة النظرة السورية نتيجة كل ما حصل في هذا المجال وآفاق المرحلة المقبلة.
ورأى ان سوريا أعطت بشكل كبير وملموس وربما بصورة لم تكن فرنسا تتوقّعها. لذلك فإن العلاقة الفرنسية السورية جيدة، وهي تتجه الى مزيد من التعزيز والتطور. ويرتقب ان تحقق تقدماً في مجالات عدة، خصوصاً على مستوى العلاقات الاقتصادية، وهو شأن يهمّ دمشق جداً. وتضع الأوساط التقدير الفرنسي لما تعطيه سوريا، في إطار تشجيعها على الاستمرار في التعاون والايجابية.
في حين ان ماريني سعى بعدما انتقل من دمشق الى بيروت، الى استطلاع الانطباع لدى المسؤولين اللبنانيين والقيادات، عن تطور العلاقة اللبنانية السورية بالشكل الحاصل، وعما يرونه بالنسبة الى العلاقات الفرنسية السورية.
يشار الى ان باريس ترى ان دمشق يمكنها ان تلعب دوراً ثلاثي الأبعاد على المستوى الاقليمي، وهي مرتاحة لذلك. الأول: في ما يتعلق بالعلاقات السعودية السورية، التي ساهمت كثيراً في استقرار لبنان، وايجاد نوع من التفاهم العربي في قضايا مطروحة في المنطقة. الثاني، الدور الذي يمكن ان تؤديه سوريا مع تركيا في العلاقات الفرنسية التركية، وحيث الحذر الفرنسي من انضمام تركيا الى الاتحاد الأوروبي بسبب الموضوع ذي الابعاد المسيحية. والثالث، تمكّنت دمشق من لعب دور فرنسي ذي بُعد دولي مع ايران قبل نحو سنة، وهذا الدور مستمر. وأبلغت دمشق الى طهران رسائل فرنسية ودولية، كما اتفق تماماً حيال الملف النووي الايراني والتعاون الدولي.
وتبعاً لمسار الانفتاح الفرنسي السوري، تأتي زيارة فيّون لدمشق. وعدا عن التشاور السياسي لتوطيد العلاقات الثنائية والسعي الى حل قضايا عالقة في المنطقة، فإن الطابع الاقتصادي سيغلب على الزيارة. وهناك وعد فرنسي كان قُطع لسوريا بتعزيز الاستثمارات الفرنسية فيها اذا ما أبدت تعاوناً. وثمة توافق مصالح فرنسي سوري حول توطيد العلاقة الاقتصادية. فباريس تحتاجها على سبيل توسيع آفاق سياستها الاستثمارية في الشرق الأوسط، ودمشق قاعدة مهمة لها، ودمشق في أمسّ الحاجة الى هذه العلاقة، لأنها ترى فيها زيادة الرساميل الأجنبية التي توظف على أراضيها، ما يفيد اقتصادها ويؤدي الى تنميته وتطويره.
إذاً، زيارة فيّون تعني الهدف الاقتصادي، وبالنسبة الى فرنسا، فإن الدور الاقتصادي لها في المنطقة لا يقل أهمية عن الدور السياسي.
وفي الوقت نفسه، لا تقبل فرنسا بعودة مسار التدخل السوري في لبنان.
وترددت معلومات حول إبلاغ دمشق عبر القنوات الديبلوماسية، استياءها من كلام الأسد الى مجلة نيو بوركر الأميركية حول النظام اللبناني والحرب الأهلية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00