8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ميتشل يعد لمقاربة جديدة للسلام والأولوية للمسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي

لم يكن هناك ما يستدعي بالنسبة الى الإدارة الأميركية، ان يزور الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل، بيروت خلال جولته الحالية في المنطقة. ذلك ان زيارته السابقة للبنان خلال جولته الماضية، هدفت الى توجيه رسائل في اتجاه دعم لبنان وعدم التخلي عن هذا الدعم، وفي اتجاه سوريا لتقوم بخطوات ملموسة وجدية في عدم عرقلة تشكيل حكومة الوحدة الوطنية من خلال عدم زيارته لها.
وبالتالي، فإن مهمة ميتشل الأساسية في مرحلة الجمود في نتائج المساعي السلمية التي بذلتها الإدارة الأميركية منذ تعيينه مطلع السنة الجارية، ليست مع لبنان وليست أيضاً في سوريا، مع الإشارة الى ان البلدين كانا على جدول أعمال جولة سابقة له عندما كان يحاول تجميع الأفكار في الدول المعنية بالسلام في المنطقة، لبلورة واشنطن خطة لإطلاق عملية السلام. إلا ان تركيزه الآن هو على الفلسطينيين وإسرائيل، لإعادة العمل على إطلاق مسارهما السلمي الذي يُعتبر محورياً بالنسبة الى السلام في المنطقة، وجهزية انطلاقته، ستنعكس ايجاباً على انطلاقة المسارين اللبناني والسوري مع إسرائيل.
وأكدت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان ميتشل سيستمر في محاولاته لإرساء السلام في المنطقة، حتى يتمكن من تحقيق اختراق ايجابي. وقد يكون الاختراق عبر تغيير في المعطيات الداخلية لدى الدول المعنية، ولديه مهمة في هذا المجال حتى سنة 2012، أي نحو ثلاث سنوات ونيف.
وثمّة إرادة أميركية للتوصل الى هذه الغاية، بالتزامن مع الأجواء الجيدة التي تحيط بالعلاقات الأميركية ـ الإيرانية، والأميركية ـ السورية. الأمر الذي يشكل أحد العناصر التي يمكن الاستفادة منها في العملية السلمية، للانتقال من مرحلة الجمود الى مرحلة التقدم.
وإذا كان من الصعب حسم أي جواب حول مدى هذه الاستفادة، إلا ان هناك مرحلة تجريبية في المنطقة، يجري خلالها اختبار نوايا كل الأطراف حيال بعضها، وانتجتها السياسة الحوارية الجديدة للرئيس الأميركي باراك أوباما، إلا أن استحقاق نتائجها لم يحن أوانه بعد. لكن نظراً لارتباط الموضوع الإيراني، بالموقف الإسرائيلي من السلام، فإن المجتمع الدولي يعوّل على وجود مصلحة داخلية إيرانية لإبداء الايجابية في حوار طهران الدولي، ولا يمكن التغاضي عن الموقف الايجابي الإيراني بالقبول بالحوار وأهمية توقيته، والمصلحة الإيرانية الداخلية من حيث نشاط المعارضة وأزمة حقوق الانسان والأزمة الاقتصادية والتهديدات الدولية بالعقوبات كبديل من الحوار. في حال فشله.
وتتوقع المصادر زيارات مكوكية لميتشل الى المنطقة، وتفعيل لعمل مكتبه في القدس الذي وضع في الحسبان حين أنشأه، وعززه بطاقم مهم، انه سيقضي معظم وقته في المنطقة، نظراً للقضية الشائكة التي يسعى لمعالجتها، وضرورة ان يكون قريباً من كل الأطراف. ثم ان الإدارة الأميركية التي لا تزال منذ 1993 تسعى للسلام ولم تحققه ما اقتضى تكثيف الجهد هذه المرة.
وتبعاً لذلك، تعمل الإدارة الأميركية على وضع مقاربة جديدة لحل القضايا العالقة ومن بينها الموقف الإسرائيلي غير المساعد للسلام. في حين ان الفلسطينيين مرتاحون، بسبب الإصرار الأميركي على إنجاح السلام، ما يُسهّل عليهم معركتهم. وتفيد المصادر، ان احد العناصر التي كانت وراء عدم توصل المسعى الأميركي الى نتيجة في التوجه الى السلام طوال الأشهر الماضية، هو طبيعة المقاربة التي اعتمدت للحل، وهي اتسمت بالبراغماتية، ومحاولة التقدم خطوة خطوة ومرحلة بعد مرحلة، من دون ان يكون هناك نظرة أو خطة عامة وشاملة للحل. وافتقرت المقاربة الى البرمجة والآلية والتوسع ما أدى الى اضعافها، مع الإشارة، الى ان الإدارة الأميركية اعتبرت ان الأساس البراغماتي يخلق جواً ايجابياً للتفاوض، من أبرز مقوماته العمل على بناء معايير الثقة. عن طريق وقف الاستيطان الإسرائيلي، وتثبيت السلطة في الضفة، وإبداء الدول العربية اشارات ايجابية نحو إسرائيل تدل على إمكان وجود تقارب بين الطرفين.
لذلك، يسعى ميتشل من خلال جولته الحالية، الى وضع أفكار لمقاربة جديدة للسلام، بدءاً بالمسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي. مستفيداً مما آلت اليه المقاربة السابقة. وهو يعمل على خطة أو آلية عمل جديدة.
ولا يمكن القول ان فراغاً في الافق السياسي للمسعى قد حل محل المقاربة السابقة، انما هناك افكار لآلية جديدة تجري جوجلتها مع الفلسطينيين والاسرائيليين.
وستنعكس أي خطة جديدة للسلام على الوضع اللبناني، إذا ما خلصت نوايا كل الأفرقاء. وأي دينامية للعملية السلمية، على السكة ستريح الوضع الداخلي، خصوصاً إذا ما تزامنت مع تعاون إيراني في الحوار مع الدول.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00