8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تخوف من حرب إسرائيلية على لبنان لفرض شروط السلام وإلغاء حق العودة

على الرغم من ان إسرائيل قامت بتنفيس الأجواء التصعيدية حيال لبنان، بعد موجة تهديدات، إلا ان المعطيات لدى أوساط ديبلوماسية معتمدة لدى عاصمة غربية، تحمل تخوفاً جدياً من قيام إسرائيل بعدوان على لبنان، لكنه غير وشيك، وان هدفه لن يكون كأهداف الحرب التقليدية في احتلال اراض أو الدخول في عمق الحدود لدى الدولة الاخرى.
ويعود سبب التخوف الى أن يكون الهدف الإسرائيلي للعدوان مقدمة لقبول الدولة العبرية الدخول في العملية السلمية للشرق الأوسط والتي تعدّ الإدارة الأميركية لإعلان خطتها في شأنها قريباً. وفي ظل عدم الارتياح الدولي للنوايا التي تبيتها الحكومة الإسرائيلية بالنسبة الى حقيقة انخراطها فعلياً في السلام، فإن دوافع أي عدوان إسرائيلي محتمل، تكمن في هروب إسرائيل من مقتضيات السلام العادل والشامل ومن الإحراجات التي تواجهها مع إعلان خطة واشنطن السلمية، الى حرب تمكنها في ضوء نتائجها، الدخول في السلام من دون القبول ببحث حق العودة للاجئين الفلسطينيين الى ديارهم، ما يعني في تقديرها، انه من خلال الحرب يمكنها فرض شروط جديدة لمشاركتها في عملية السلام، وبعدما تكون الدول الكبرى والأمم المتحدة قد تدخلت لوقف العدوان.
ويكتسب موضوع حق عودة اللاجئين بالنسبة الى لبنان أهمية في ثوابته، وهو متمسك به، نظراً الى انعكاسات التخلي عنه على النسيج الاجتماعي، خلافاً لما هو عليه الوضع لدى دول عربية اخرى تستضيف هؤلاء. فضلاً عما سيتكبده لبنان نتيجة أي عدوان من خسائر بشرية واقتصادية، لأن المعطيات تشير الى ان حصول أي عدوان هذه المرة لن يراعي أي خطوط حمر للمرافق اللبنانية.
كما ان المعطيات تؤكد، أن أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد إيران، سيبدأ في لبنان، وسيكون إما نتيجة لتهيئة حلول نهائية للمنطقة على حساب إيران ونفوذها، في المنطقة، أو نتيجة لفشل الحلول فيها وتعثرها، ولعل ما هو أخطر، هو أن يبقى الوضع بعد إعلان الخطة الأميركية يراوح مكانه، نتيجة الضغوط الإسرائيلية، ما يفتح الباب على كل الاحتمالات في ظل انسداد أفق السلام عملياً، والخوف من ان تستعمل وقف الاستيطان الموقت من جانب إسرائيل لإرضاء الولايات المتحدة من أجل تمرير إعلان الخطة، ومن ثم العودة عنه مجدداً، بعد التذرع بالحكومة المتطرفة لرفضه مجدداً. مع الإشارة، الى ان هذه المعطيات، تلفت الى ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أصرّ على حكومة متطرفة غير ائتلافية، لكي يتذرع بتوجهاتها للاستمرار في رفض الطروحات السلمية، ولا سيما وقف الاستيطان.
ومع الرضا الإسرائيلي بالمبادرة العربية للسلام، من دون حق العودة، والرفض الإسرائيلي حتى الآن، لكل المبادئ الأساسية للعملية السلمية، وفي ظل انتظار ما سيحمله خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن المعطيات تؤكد ان موسكو لم تعد لديها الحماسة لاستضافة مؤتمر دولي للسلام الشامل في المنطقة، وباتت هناك شكوك حول جدواه. وهذا يعود الى القلق الدولي من التوجهات الإسرائيلية، التي وان لن تكون مخاطرها العسكرية فورية، ولكنها لا تطمئن الى مسار السلام.
وثمة أفكار دولية عديدة مطروحة في ضوء هذه الأجواء، وهي ان تتبنى الرباعية خطة واشنطن للسلام، وان تعمل على تنفيذها.
وآلية التنفيذ قد تكون بالاستعاضة عن مؤتمر دولي على مستوى القادة، أو حتى وزراء الخارجية، بمؤتمر على مستوى الخبراء.
وإذا ما حقق مثل هذا المؤتمر نجاحاً، يكون قد شكل تهيئة وتحضيراً لمؤتمر على مستوى وزراء الخارجية، والنظر في توقيت الدعوة الى مؤتمر على مستوى القادة في الظرف المناسب. وإذا لم ينجح، عندها لا تكون ارتداداته سلبية على وضع المنطقة، ويجنب الساعين للسلام اي احراجات، على ان تتواصل المشاورات لتوفير التحضير الجيد لمؤتمر آخر.
ويتزامن هذا الوضع مع التركيز الأميركي على تطبيع العلاقات العربية ـ الإسرائيلية، بغض النظر عن التقدم السريع والجوهري الذي ستحرزه العملية السلمية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00