8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لبنان يطلب دعماً عربياً ودولياً ضد التهديدات الإسرائيلية

شهدت الساعات الأخيرة اتصالات لبنانية ـ عربية ودولية تناولت التهديدات الإسرائيلية اليومية، وطلب لبنان دعمه لوقف هذه التهديدات، خصوصاً أنه يبذل جهده للحفاظ على الهدوء والاستقرار، ولتنفيذ القرار 1701. ومن المقرر، أن تبقى المشاورات مفتوحة لمواكبة التطورات، بالتزامن مع إحياء الحركة السياسية الداخلية والخارجية لتسهيل تشكيل الحكومة.
وتلاحظ مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، أن توقيت إطلاق التحذيرات الإسرائيلية والتهديدات ضد لبنان يحمل مدلولات على صعيد ما تحاول إسرائيل قراءته وفهمه من التطورات الاقليمية ومدى ارتباط التطورات اللبنانية الداخلية بها. بحيث تريد أن تستكشف مستوى خطورة التحولات على أمنها، والقيام بتهديدات استباقية، كونها منزعجة من تضافر المواقف المؤيدة للمقاومة.
والمواقف الإسرائيلية التصعيدية كانت بدأت باستفزازات غير منطقية على الحدود بقصد قراءة مدى التغييرات اللبنانية التي حصلت لا سيما في ضوء إعادة التموضع التي قام بها رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، ودعمه للمقاومة، ذلك أن المعطيات التي حملتها موازين القوى الداخلية قبل هذه الخطوة انعكست على ضرورات التنبه جداً الى الخيارات الأمنية لتحرير الأرض واحتسابها جيداً، بسبب ما يمكن أن تكون عليه ردة الفعل الإسرائيلية.
ومن بين التطورات الاقليمية التي تسعى إسرائيل لقراءتها وتوجيه رسائل في صددها عبر لبنان، ما يمكن أن يكون عليه موقع حزب الله في أي تفاهم سعودي ـ سوري بالنسبة الى الوضع اللبناني، ومحاولة استطلاع دور الحكومة اللبنانية أياً تكن في المسألة، ما يفسر تناولها في التهديدات، الحكومة كون حزب الله سيتمثل فيها.
كذلك فإن اسرائيل، تستفيد من التوتير الكلامي سياسياً، عبر السعي الى توسيع الأوراق التي ستتسلح بها على عتبة احتمالات العودة الى المفاوضات السلمية، والتي تعمل الإدارة الأميركية لإطلاق آليتها في الخريف. ويهمها في الموضوع، ضمان أمنها، ما يجعلها تضع في سلم أولوياتها الضمانات الأمنية.
كما يأتي التوقيت عشية التمديد الطبيعي لـاليونيفيل في 27 آب الجاري، وسط عدم قبول أميركي بتغيير قواعد الاشتباك التي تتبعها القوة في أدائها لمهمتها. لذلك لا تستبعد المصادر، أن تقوم إسرائيل لاحقاً بتنفيذ تهديداتها، تحت أي ذريعة، سعياً لفرض تعديل القرار 1701 كأمر واقع، من ضمن الاتفاقات الدولية ـ الاقليمية، أو الاتفاقات السياسية الاقليمية في المنطقة التي بدأت تظهر بوادرها والتي تعنى بلبنان. في وقت يزداد الانفتاح الدولي على سوريا، ويزداد الانخراط التركي في مسائل المنطقة.
ولا تستبعد المصادر، أن تكون تل أبيب تسعى من طريق التهديدات الى استكشاف مدى تأثير التغييرات الداخلية في لبنان، على التعاطي مع القرارات الدولية. وإذا كانت هذه المرحلة تحمل غياباً للحلول الكبرى في المنطقة، وقلقاً لدى قادة لبنانيين جراء هذا الواقع على الاستقرار، ما يوجب التضامن وتوحيد الصف، فإن إسرائيل في ظرف هذا الغياب، ستسعى الى فرض شروط أو وقائع جديدة، وإن عبر وسائل تفجيرية محدودة، يكون سلاح حزب الله عنوانها الأساسي.
وتفيد المصادر، أن المعطيات اللبنانية المستجدة وتلك الاقليمية، يجري تحليلها سياسياً وعسكرياً في إسرائيل، ما يستوجب بدء تحرك ديبلوماسي دولي لدرء المخاطر، وتشكيل حكومة بأسرع وقت تجسد في بيانها الوزاري الذي بات منتهياً، رؤية وطنية مشتركة تحمي البلاد.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00