8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

القادة العرب يسعون للتأثير في الخطة الأميركية وواشنطن مع إطلاق المسارات بحدود زمنية

تهدف الزيارات العربية الرفيعة المستوى الى واشنطن، والتي ستستمر خلال شهر آب الحالي، للقاء الرئيس باراك أوباما وأركان إدارته، الى مواكبة المرحلة التي قطعتها هذه الإدارة في الإعداد لإعلان خطتها التفصيلية للسلام في الشرق الأوسط المرتقبة في الخريف المقبل، وكذلك إعلان خطط العمل بالنسبة الى قضايا عديدة عالقة، وفي مقدمها الملف النووي الإيراني.
وتفيد مصادر ديبلوماسية بارزة، ان المحادثات تتركز على استطلاع القادة العرب التوجه الأميركي الذي يفترض ان تشمله الخطة والمنحى الذي ستتخذه، أولاً، ثم محاولة التأثير في تفاصيلها، بما يضمن تنفيذ عودة الحق العربي الى أصحابه، ثانياً، ذلك، ان الإدارة الأميركية على الرغم من مجموعة التقارير التي رفعها اليها الموفدون الأميركيون الى المنطقة بكل اختصاصاتهم ومسؤولياتهم ومراتبهم، لا تزال في مرحلة صياغة السياسات المتصلة بالمنطقة، وإن كانت بوادر تغيير الأسلوب ليصبح حوارياً، بدأت بالظهور بشكل واضح في الأداء الخارجي.
وتستند الخطة الأميركية المنتظرة الى أسس ثلاثة هي:
1 إطلاق السلام الشامل لكل المسارات مع إسرائيل، اللبناني والسوري والفلسطيني بالتزامن.
2 ان لا تُستخدم العملية السلمية من جانب أي طرف معني مباشرة بها، لتحسين مواقع له في المجتمع الدولي، انما يجب التركيز على ان للعملية متطلبات، ما يؤدي توافرها الى إقامة مفاوضات ناجحة، ونتيجة حقيقية توصل الى السلام الفعلي.
3 ضرورة ان يتم تحديد إطار زمني للتفاوض وان لا تبقى العملية مفتوحة بحيث لن يكون هناك تفاوض من أجل التفاوض، بل لتحقيق نتائج، وينطبق ذلك على كل المسارات. وكانت في السابق قد تمت تجربة التفاوض المفتوح من دون إطار زمني، ولم ينتج عن الأمر أي تقدم جوهري.
وفي موازاة التشاور الأميركي ـ العربي، تنصب الجهود في واشنطن على السبل الآيلة الى إقناع إسرائيل بالعودة الى طاولة التفاوض، مع عدم استبعاد ان تؤدي الضغوط اليهودية داخل الولايات المتحدة الى إجراء تغييرات في مناصب مستشارين في مطبخ القرار، لكن ليس من ذوي المستوى الرفيع. وكشفت المصادر، ان وفدين أميركيين كبيرين رافقا كلاً من وزير الدفاع روبرت غيتس، والموفد الرئاسي للشرق الأوسط جورج ميتشل الى إسرائيل من بينهما وفد وكالة الاستخبارات الأميركية، لم يتم إعلان مستواهما في الإعلام. وهدفت الخطوة الى توجيه رسالة أميركية في اتجاه إسرائيل حول ثبات أهميتها الاستراتيجية وعلاقاتها مع واشنطن، وان الدور المتوازن الذي تسعى الإدارة لإرسائه في التعامل مع السلام لن يكون على حساب هذه العلاقة.
وفي هذا الوقت، لم يُسجل قبول عربي لا سيما من الدول الخليجية القريبة من واشنطن، بالسير في إعطاء إشارات التطبيع مع إسرائيل، والمطلوبة من واشنطن، كبادرة ايجابية توفر مناخاً مؤاتياً للجلوس الى طاولة التفاوض. وهذا من دون كسر الممانعة الموجودة. ومن الإجراءات التي طُلبت، تسيير خطوط تجارية مع إسرائيل، واستقبال التلفزيون الإسرائيلي، والسماح للطيران الإسرائيلي بالمرور في الأجواء العربية، وإطلاق تصريحات إعلامية مؤاتية. وفي المقابل, يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي وقف الاستيطان.
ومن الآن، وحتى الخريف موعد تحقيق أوباما تقدماً فعلياً في سياسته من خلال إعلانه الخطة الأميركية، هناك طمأنة أميركية لإسرائيل بأن إيران لن تتمكن من إنجاز القنبلة النووية قريباً.
وثمة ارتياح أميركي بالنسبة الى تطور الموقف في العراق، والى التعاون في العملية العسكرية في أفغانستان وتهدئة الجماعات المتطرفة. ثم هناك الحوار مع سوريا الذي يضفي على الموقف الإقليمي حالة من الاستقرار، والارتياح للضوابط التي تحكم الوضع اللبناني. وكل هذه العوامل ستشكل أرضية مناسبة تنطلق من خلالها آلية العمل الأميركية بالنسبة الى السلام، والقضايا الأخرى المطروحة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00