8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مسعى أميركي لإعلان خطة السلام في أيلول

التحرك الأميركي المتجدد في اتجاه لبنان والمنطقة، كان لافتاً بالنسبة الى أوساط ديبلوماسية بارزة في ظل استمرار ضعف التوقعات من الموقف الإسرائيلي حيال إبداء ايجابيات لاستئناف عملية السلام في الشرق الأوسط. إلا أن المحاولات الأميركية لن تتوقف. ومن المقرر، ان ينضم كل من مسؤول ملف الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو، ومساعد الموفد الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط فريدريك هوف الموجودين في بيروت حالياً، الى الموفد الرئاسي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل خلال لقاءاته في دمشق المرتقبة اليوم السبت.
وتؤكد الأوساط أن المسعى الأميركي، يهدف الى النظر في ما يمكن للأفرقاء في المنطقة، ان يقدموه من استعدادات وتنازلات، تجعل الجلوس الى طاولة التفاوض أمراً ممكناً، وفي وقت غير بعيد. الأمر الذي يسهّل على الإدارة الأميركية ان تطرح مبادرتها بالتفاصيل ووفقاً لبرنامج واضح للسلام في المنطقة، وان تعلنها في غضون الأسابيع المقبلة. بحيث انه إذا لم يكن ممكناً التمكن الإعلان عنها قبيل شهر رمضان المبارك، يجري الإعداد للإعلان عنها في نيويورك في أيلول المقبل، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة، بحيث يكون هذا التوقيت مناسباً نظراً لوجود رؤساء الدول في الأمم المتحدة.
وتجري في ضوء ذلك، لقاءات سياسية وديبلوماسية تصب في إطار البحث في تفعيلها وتنفيذها.
وثمة توزيع للملفات والأدوار بين المسؤولين الأميركيين الثلاثة. وزياراتهم الى سوريا ستكون محكومة بما أنجز حيال لبنان. وما التطور الذي تحقق في أوضاعه وعلاقته بدمشق. إذ ان شابيرو استطلع من المسؤولين اللبنانيين قبل توجهه الى سوريا، تطور الموقف بين بيروت ودمشق، والاستماع الى الموقف الرسمي اللبناني في هذا المسار الذي سيكون أحد أبرز المواضيع اثناء اللقاءات الأميركية السورية في دمشق. والمواضيع الأخرى، ستركز على العراق وفلسطين، ثم النفوذ السوري بالنسبة الى أداء حزب الله في لبنان، وحماس في فلسطين، لذلك قصد شابيرو زيارة بيروت قبل توجهه الى دمشق.
لا سيما ان الاهتمام الأميركي بالملف اللبناني يحتل أولوية، يليه ملف العراق، ثم فلسطين في علاقة الإدارة مع سوريا في شأن ملفات المنطقة. ويعنى شابيرو بمتابعة هذه المسائل في علاقة الإدارة الأميركية مع سوريا.
في حين ان مساعد ميتشل، فريدريك هوف تم تكليفه على الأغلب متابعة مسائل عملية السلام في المنطقة مع كل من لبنان وسوريا. على ان يُشرف ميتشل على عمل مساعده، مع احتفاظه بلب القضية وهي المسار الفلسطيني الإسرائيلي.
وفي ما خص الوضع اللبناني وتطور العلاقة مع سوريا، تسجل الأوساط، وجود حلحلة أميركية تلت إقرار إرسال السفير الأميركي الى دمشق. وتتمثل بالسماح باستيراد قطع الغيار ما أدى الى تخفيف جزئي للمقاطعة المفروضة على دمشق. وذلك على أساس ان واشنطن تسدد في حال خطت دمشق خطوات فاعلة في تحقيق المطالب الدولية منها لا سيما في لبنان، وكلما دل أي موقف سوري على تقدم في هذا المجال، أحرزت مكاسب من خلال علاقتها الثنائية مع واشنطن.
هذا ما يتصل بمهمة شابيرو في بيروت. انما ما يتصل بمهمة هوف، فإنه من الآن وحتى إعلان واشنطن خطتها الكبيرة للسلام، فإن إطار العمل يبقى القرار 1701. اما ميتشل الذي لن يزور بيروت إلا بعد تشكيل الحكومة الجديدة، فإن مهمته في المنطقة، تهدف الى توجيه رسائل واضحة حول جدية الرئيس الأميركي باراك أوباما، واستعداداته السلمية، وضرورة ان يلاقيه العرب في منتصف الطريق.
وفي ما يتعلق بالمسار السوري الإسرائيلي فقد تَعَقّد جداً أخيراً، لان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رفض كل ما تم الاتفاق عليه برعاية تركيا. ما يعني أكثر من علامة استفهام حول البدء من الصفر مع إسرائيل، لذلك تحركت تركيا مجدداً في اتجاه سوريا.
وتبعاً لهذه المعطيات، لا يوجد عنصر يمكن الاعتبار انه يدفع في اتجاه إعلان الخطة الأميركية قريباً. وترجح الأوساط، ان يتم تقطيع مرحلة رمضان المبارك، وصولاً الى أيلول، مع ترك المبادرات الأميركية، والخيارات مفتوحة أمام ابتكار أفكار جديدة، على الرغم من العطلة الدولية، وعطلة الكونغرس الأميركي أيضاً. وسيحاول ميتشل ايجاد عوامل تشجيعية لهذا المسار انما في استمرار التحرك الأميركي، خطوات ايجابية، كما تعتقد الإدارة، ما يظهر أي تطور في مواقف الأفرقاء في مرحلة التحضير للإعلان الأميركي الكبير.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00