8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

سلطانوف سيشجع على استمرار مساعي السلام وقد يلتقي ميتشل اذا تزامن وجودهما في المنطقة

يبدأ الموفد الرئاسي الروسي ألكسندر سلطانوف، مباحثات رسمية اليوم في بيروت ستتركز على تطور الأوضاع في الشرق الأوسط، والاستعدادات اللبنانية لاستئناف عملية السلام. ولبنان هو المحطة الأولى له في جولته في المنطقة التي تشمل سوريا والأردن وفلسطين واسرائيل.
وقد رغبت موسكو في ايفاد سلطانوف الى المنطقة لاستطلاع أوضاعها، خصوصاً انه يشغل أيضاً منصب المندوب الروسي لدى الرباعية الدولية. وتفيد أوساط ديبلوماسية بارزة، ان مهمة سلطانوف تكمن في التشجيع على المضي في المساعي والجهود لاستئناف السلام، والتمسك بالمبادئ الرئيسية التي تحكم هذه العملية، لا سيما خارطة الطريقة والمبادرة العربية للسلام، لذلك سيطلع من المسؤولين اللبنانيين على تصورهم بالنسبة الى امكان العودة الى الحل السلمي في المنطقة، وهذا ما سيقوم به في الدول التي سيزورها، لا سيما بالنسبة الى فلسطين، اذ ان موسكو تعتبر ان استئناف السلام لا يمكن أن يتم من دون ترتيب البيت الداخلي الفلسطيني وقيام تفاهم ومصالحة فلسطينية حقيقية. كما انه سيستطلع التوجهات الجديدة في اسرائيل، خصوصاً ان موسكو ترى ان العقدة هي في اسرائيل، وان التحرك الروسي الحالي، يواجه صعوبات، في ظل مواقف الحكومة الاسرائيلية، التي قصد رئيسها تشكيل حكومته على هذا النحو من الائتلاف، ليكون الأمر ذريعة لتجنب اتخاذ قرارات حول وقف الاستيطان لكي لا ينفرط عقدها.
كذلك، ان هناك تضارباً بين الولايات المتحدة واسرائيل حيال مسألة وقف الاستيطان، ما يجعل القلق الروسي يزداد، من أن بلورة الادارة الأميركية لاستراتيجيتها الجديدة حول المنطقة، ستحتاج الى مزيد من الوقت قد يمتد لأشهر عدة. ما يؤدي الى احتمال ان تدور الجهود والمساعي في حلقة مفرغة، في انتظار ان تظهر الاستراتيجية الأميركية بالتفصيل.
كذلك فإن لدى موسكو خوفاً على مصير مؤتمر موسكو للشرق الأوسط، في ظل العقدة الاسرائيلية، وثمة أفكار مطروحة، تتمثل بأن يستعاض عنه بمؤتمر للسلام على مستوى الخبراء، أي بخفض مستوى انعقاده، أو بأن يستعاض عنه، بتنشيط الاجتماعات الدورية التي تعقدها الرباعية مع اللجنة الوزارية العربية للمبادرة العربية للسلام.
مع الاشارة، الى أن القمة الأميركية ـ الروسية التي انعقدت الأسبوع الماضي بين الرئيسين باراك أوباما وديمتري ميدفيدف، ناقشت موضوع السلام، من حيث التشديد على الثوابت الأساسية الأميركية ـ الروسية المعلنة، لكنها لم تخض في تفاصيل المخطط التي يجب أن تعتمد لاحراز السلام، ولا في توقيت اعلان الاستراتيجية الاميركية حول ذلك. لأن التركيز شمل الأمور الاستراتيجية بين الجانبين.
وفي ضوء الجدل حول مؤتمر موسكو، يرى المسؤولون الروس، انه من الأهمية بمكان ايفاد سلطانوف الى المنطقة لمعرفة موقفها، ولإبقاء مساعي السلام على السكة. ومن المحتمل اذا ما زار الموفد الرئاسي الأميركي الشرق الأوسط جورج ميتشل المنطقة أثناء وجود سلطانوف فيها، ان يلتقيا لبحث نتائج مساعيهما وجوجلة المواقف، كما من الممكن ان يلتقي سلطانوف مساعد ميتشل الذي يزور المنطقة حالياً. ويأتي التحرك الروسي ايضاً بعد اجتماع الرباعية الأخير في ايطاليا، قبل نحو اسبوعين، وقبل الاجتماع الذي ستعقده في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل، حيث سيتم خلاله تقرير مصير مؤتمر موسكو.
وليس للزيارة أي علاقة بالوضع الحكومي اللبناني. الا ان سلطانوف سيستطلع تطور الموقف في لبنان، وسيؤكد اهتمام موسكو بتشكيل الحكومة في اطار من الحوار الوطني والوفاق، وبعيداً عن التدخل الخارجي، مع تقييمها الايجابي للتطورات الحاصلة في لبنان في الفترة الأخيرة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00