8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

كوشنير استطلع ما قطعه تشكيل الحكومة ويبحث في دمشق مسار عدم التدخل

شرح وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير للمسؤولين اللبنانيين خلال زيارته لبيروت نظرة فرنسا الى الوضع اللبناني في المرحلة الحاضرة، بدءاً من موضوع تشكيل الحكومة برئاسة سعد الحريري، والدور اللبناني في المنطقة، وإنعكاسات الأجواء العربية الجديدة وتلك المتصلة بالعلاقات الدولية الإقليمية، على قضيته.
وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، ان الوزير كوشنير أبلغ الى المسؤولين ان بلاده لن تتدخل في عملية تأليف الحكومة. انما هي تراقب عن كثب الجهود التي تبذل على الأصعدة كافة، من أجل تسهيل تشكيلها.
وتبعاً لذلك، استطلع كوشنير أين أصبحت المساعي لتأليفها، ومن المتوقع ان يكون ما استنتجه حول عملية التأليف، مدار بحث له مع القيادة السورية اليوم في دمشق، حيث سيشدد على أهمية قيام حكومة من دون تدخلات وعراقيل أو تعقيدات. وفي اعتقاد المصادر، ان كوشنير كان يقصد زيارة لبنان وسوريا في هذه الآونة، وحيث لم تنضج بعد الجهود لتشكيل الحكومة، لمواكبة مسار العملية والنظر في ما يمكن فعله، خصوصاً ان فرنسا تسعى لإدخال سوريا مجدداً الى العالم بعد عزلة قاسية، وانها تتوقع منها الاستمرار في عدم التدخل، وبعد الارتياح الفرنسي الى ما حققه النشاط مع سوريا من نتيجة حول لبنان، وبموجبه تم تسجيل وضع افضل لهذا البلد، بدءاً من الانتخابات والفترة التي تبعتها، واعتراف الخارج والداخل بنتائجها، فضلاً عن إقامة التمثيل الديبلوماسي على مستوى سفير.
ولدى إبلاغ أحد الوزراء اللبنانيين كوشنير، بأن سوريا دولة شقيقة، أجابه الوزير الفرنسي بأن هناك حالات كثيرة يحصل تهميش بين الأشقاء، وان فرنسا موجودة لتحاول منع ذلك.
وأكد كوشنير، أن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية على خط واحد بالنسبة الى عملية السلام في المنطقة، وان خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما يخلق جواً ايجابياً، لا سيما ان فرنسا تدعو الى قيام دولة فلسطينية والى وقف الاستيطان الإسرائيلي بالكامل وعدم اللجوء الى تأجيله، كما تدعو الى تطبيق المبادرة العربية للسلام، وهي ستنشط مع المجتمع الدولي لحث الفلسطينيين والإسرائيليين على التفاهم. وأبدى كوشنير ملاحظة، في ان الاهتمام الأميركي والأوروبي يفوق الاهتمام العربي بموضوع قيام الدولة الفلسطينية، في حين ان العرب يبدو انهم منهمكون بموضوع مشاكلهم في ما بينهم. كما أبدى ملاحظة بأن العلاقات في المنطقة تتحسن، في إشارة الى الوضع السعودي السوري الراهن، في حين ان هذا التطور لم ينعكس على المستوى الفلسطيني الداخلي، وليس كافياً، لا بل يبقى الوضع سلبياً. وإذا لم يحصل اتفاق فلسطيني داخلي فكيف سيكون مصير الجهود في شأن السلام. إلا أن رئيس الديبلوماسية الفرنسية وضع تاريخاً مرتقباً لحصول نوع من التفاهم بين الفلسطينيين في 27 تموز الجاري، ويؤمل ان يثمر ويتعمق.
وطلب كوشنير من وزير الخارجية والمغتربين فوزي صلوخ، ان يتدخل لدى السلطات الإيرانية للافراج عن المواطنة الفرنسية المخطوفة في إيران، خصوصاً ان إطلاق تهمة التجسس على فتاة بعمر 23 عاماً، لا يمكن استيعابه لدى الرأي العام في فرنسا وأوروبا.
وهذا يتم وضعه في خانة محاولة إيران خلق أجواء متشنجة وهذا لا يقع في مصلحتها.
وعلى الرغم من عدم الرغبة الفرنسية في التدخل بالشأن الداخلي اللبناني، لا سيما ملف تشكيل الحكومة، إلا ان زيارة كوشنير لدمشق وتسليفها استضافة عقد مؤتمر سفراء فرنسا في المنطقة من الناحية المعنوية، ستشكل محطة جديدة لمتابعة مسائل لبنان في سياق المسار الفرنسي السوري الذي شكل الوضع اللبناني منذ أكثر من عام، بابه العريض، ولا بد ان نتائج الحركة الفرنسية، ستضاف الى المسعى السعودي مع دمشق حول لبنان.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00