8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الموفدون الدوليّون لم ينقلوا معطيات عن عمل اسرائيلي والتهديدات استباقية اذا ما فشل الحوار مع ايران

خلافاً للمناخ المشحون الذي تحاول اسرائيل اضفاءه على الوضع في المنطقة، من جراء تهديداتها للبنان او للرسائل التي تطلقها في اتجاه ايران وحزب الله، لم ينقل الوزراء والموفدون الاوروبيون الذين زاروا بيروت خلال الايام الماضية، ويزورونها حالياً، لا سيما وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، اجواء مقلقة حيال احتمال حصول انزلاق خطر في الوضع الامني ستقوم به اسرائيل، على الرغم من انه ما من جهة تستطيع ان تجزم في ما خص النيات والافعال الاسرائيلية المباغتة، وتوقيت لجوئها الى اي عدوان جديد، واهدافه.
ذلك، ان مصادر ديبلوماسية في بيروت، تفيد ان المسؤولين الاوروبيين اعربوا عن ارتياحهم للهدوء السائد في الجنوب، ولم يبلّغوا المسؤولين اللبنانيين بمعطيات لديهم، وكلهم زاروا اسرائيل، تفيد بأن شيئا ما يتم التحضير له، او ان حكوماتهم على علم بخطر اسرائيلي داهم ضد لبنان. بل على العكس، فانهم يرون ان ضوابط عديدة لاتزال تحكم الوضع، وان هناك تقديرا للدور الذي تقوم به القوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل في فرض الاستقرار بين لبنان واسرائيل. وتاليا في المنطقة، وان التمديد المرتقب لهذه القوة الشهر المقبل سيؤكد الحاجة الدولية والاقليمية لهذا الدور.
ثم ان الوضع اللبناني يقع ضمن الصورة الكبرى في المنطقة، ولن يتم اختراق ذلك، لان اي حركة اسرائيلية ستكون الدول الغربية في اجوائها، على الرغم من ان العامل الاسرائيلي يبقى خطرا في ظل وجود التطرف في سدة الحكم في اسرائيل، واهمية ان لا تخربط اسرائيل اجواء التهدئة الاقليمية ـ الدولية وانعكاسها على لبنان. وتشمل الصورة الكبرى التحولات في اتجاه السلام وما يمكن ان تقدمه الادارة الاميركية من تفاصيل في رؤيتها، والجهد الذي تركز عليه واشنطن والاوروبيون لتقريب اسرائيل من السلام، والتعويل الكبير على الموقف العربي المتمسك بالسلام والذي سيقدم فرصة اضافية لتحقيق هذا المسار. وهناك ايضا بدء العلاقات الاميركية السورية، وانتظار تطور الموقف في طهران للبدء بحوار اميركي معها.
على ان التهديدات الاسرائيلية، وتعمّد ابلاغ رسائل في اتجاه ايران، يندرج، بحسب المصادر، في سياق شد الحبال القائم بين الطرفين، بحيث تريد تل ابيب من طهران ان تسقط من حساباتها امكان حصول تطور عسكري ضدها، وان كانت الرسائل ماتزال في اطار التهويل والضغط، وحتى الآن ليس هناك من قرار اسرائيلي بتخريب خطة الرئيس الاميركي باراك اوباما الحوارية ـ الانفتاحية على ايران وفي شأن السلام في الشرق الاوسط، خصوصا مع الاحراج الذي يواجه السياسة الاميركية في افغانستان. لكن الموقف الاسرائيلي يبدو استباقيا، لناحية ان فشل اي حوار مع ايران، سيجعل الخيار العسكري بديلا للخيار السياسي. وبما ان اسرائيل تدرك تماما ان حزب الله لن يقف مكتوف الايدي في حال تم اللجوء الى الخيار العسكري، فقامت بتوجيه رسالة الى لبنان كحكومة، والى الحزب، حول جهوزيتها العسكرية. وتؤكد المصادر، ان اي تحرك استعدادي في اطار المناورات الاسرائيلية، يكون آخذاً في الاعتبار الموضوع الايراني الذي بات يشكل اولوية اسرائيلية.
ومن بين المسائل التي يجري من خلالها تطويق المنحى الاسرائيلي العسكري، من جانب الولايات المتحدة واوروبا، المسعى الدؤوب لتعزيز فرص السلام، وهناك تنسيق مع الرباعية الدولية، التي ينتظر ان تتحرك في ضوء اجتماعها باللجنة الوزارية الخاصة بالمبادرة العربية للسلام، على اساس مرجعيات العملية السلمية مجتمعة ورؤية اوباما، وحصيلة مواقفه من السلام. انما لم تتحقق الدول من وجود رغبة حقيقية لدى اسرائيل بالسلام، لا بل ان هناك خشية من ان يتم التخلي عن بعض الشروط الواردة في خارطة الطريق نتيجة الضغوط الاسرائيلية. وثمة قلق من التخلي عن مبدأ حق العودة تحديدا، وهو الامر الذي يهم لبنان، وعلى اساسه سيقبل باستئناف التفاوض على المسار اللبناني مع اسرائيل في الوقت المناسب. والخوف من ان يؤدي ذلك الى اسقاط مشاركته عمليا في التفاوض، وعندها لا يعود لديه سوى الـ1701 الواضح المعالم.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00