8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لا تاريخ محدداً لإعلان تفاصيل خطة أوباما وخطاب نتنياهو أخّر السلام 6 أشهر

بدأت الإدارة الأميركية مشاورات عربية ودولية لإعادة تقويم الوضع في المنطقة إثر خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبعدما كانت على وشك ان تُقلع بإجراءات لبناء الثقة على مراحل، بين العرب وإسرائيل كتهيئة للمناخ المطلوب لاستئناف العملية السلمية للشرق الأوسط.
ولا تخفي أوساط ديبلوماسية على إطلاق واسع على ما تفكر به الإدارة، قلقها من ان الظروف في المنطقة ليست مريحة، وهي إعتبرت خطاب نتنياهو إيجابياً، إنطلاقاً من مجرد اعترافه بدولتين بعد خطوة جيدة بالنسبة الى الأميركيين، على الرغم من إدراكهم بأن الطريق لا تزال طويلة، وان الخطاب سيؤخر انطلاق العملية السلمية ستة أشهر على الأقل.
وبالتالي، لن يكون هناك تاريخ محدد لإعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما تفاصيل سياسته ورؤيته للحل في المنطقة، مع العلم أن هناك فرصة تكمن في أن الجو الداخلي في بلاده مؤاتٍ جداً لدعم سياسته، وهناك استعدادات على مختلف المستويات لمؤازرة خططه لا سيما من الإدارة والكونغرس معاً.
إلا انه وفي سياق تقويم كل التحركات والمواقف في المنطقة، فإن هناك إصراراً أميركياً على استكمال السعي لإطلاق مفاوضات السلام خصوصاً مع الجانب الإسرائيلي، بعدما اثبت الجانب العربي استعدادات كبيرة وايجابية. في حين ان نتنياهو لم يأتِ على ذكر وقف بناء المستوطنات، التي هي أحد المطالب الأميركية لإرساء بناء الثقة، مقابل ان تقوم الدول العربية بخطوات معينة لتحقيق ذلك، مثل إعادة فتح المكاتب الإسرائيلية حيث كانت لدى الدول العربية سابقاً لخلق جو ثقة، على أساسه تقدم إسرائيل خطوات جديدة، لكي يوصل كل ذلك الى مرحلة الجلوس الى طاولة التفاوض.
والتعقيدات المحيطة بظروف بناء الثقة هذه، لا تتصل فقط بالخطاب، انما بالاحراج الأميركي من الحليف الإسرائيلي، بحيث انه إذا ما نجحت الضغوط على نتنياهو للسير في خطى السلام، فإنه قد لا يكون قادراً على بيع وتسويق هذا المنحى لدى حكومته، لانها أكثر تطرفاً منه، والأكثر تطرفاً في تاريخ الحكومات الإسرائيلية. وقد استعاد المجتمع الإسرائيلي تطرفاً أكبر، في إطار رد فعله على حربي تموز 2006 على لبنان، وكانون الاول 2008 على غزة. فضلاً عن الخطر الإستراتيجي الذي يستشعره من الملف النووي الإيراني. كما تتصل التعقيدات أيضاً بالجانب الفلسطيني والجهة التي ستمثل الفلسطينيين. والقلق يسود نتيجة ان إرادة أوباما لفعل شيء للمنطقة، تواجه بظروف غير مساعدة فيها، من شأنها تهديد فرص السلام.
حتى الآن، لا يزال العرب على استعدادهم لاقتناص فرص السلام. ولبنان ملتزم بهذا التوجه، وتنتظر الدول منه ان يبلور موقفه أكثر مما أعلنه بعد خطاب نتنياهو، في مجال التمسك بالمبادرة العربية للسلام، والمسار العربي. ويفترض ان يعتبر البيان الوزاري للحكومة الجديدة، أن الأخطار المحدقة يجب ان توحد الجهود الداخلية في إستراتيجية دفاعية موحدة للتصدي للمرحلة المقبلة.
وقد لاحظ التقرير الذي وضعه الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل إثر جولاته المكوكية في المنطقة، ان المبادرة العربية للسلام ما زالت على الطاولة وان العرب يطالبون بعدم استنفاد صبرهم، لان المبادرة ليست مطروحة الى أبد الآبدين.
فالاستعدادات العربية للسلام قائمة خصوصاً بعد حرب غزة، ولن يتراجعوا ما دامت الإدارة الأميركية تواكب بجدية السعي لإطلاق التفاوض، ولديها رغبة جدية في السلام.
وتضمن التقرير خلاصة أخرى، وهي، الخوف العام من إيران وملفها النووي وامتدادات سياستها الى المنطقة العربية. ولاحظ ان هذا الخوف مشترك عربي ـ إسرائيلي، سيتم البناء على هذا العنصر لمواجهة التهديدات للسلام في المنطقة، لا سيما وان المملكة العربية السعودية أشارت الى ان حل الدولتين لا يؤمن حلاً للدولتين، بل حلاً لـ57 دولة عضو في منظمة المؤتمر الإسلامي.
وما قد يغير البناء على الخطر المشترك، هو الحكومة الإسرائيلية ومواقفها. الأمر الذي كان منذ ما قبل تشكيل هذه الحكومة محور قلق أميركي جرى بنتيجته السعي لإقناع وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني الأقل تشدداً بتشكيلها. ولا يستبعد ان تؤدي الاخفاقات المتوقعة للحكومة الإسرائيلية، ان يُطلب الى ليفني التي تراقب مسارها وأداءها، ان تكون المنقذة، والتي تميزت بحوارها مع الأميركيين، خصوصاً في ما يتصل باللاجئين، وخارطة الطريق وحل الدولتين.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00