8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

لجنة المبادرة تناقش المساعي الاميركية لخلق أجواء تساعد في السلام

تعقد اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالمبادرة العربية للسلام، اجتماعاً تشاورياً لها يوم الاربعاء المقبل في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة، على مستوى وزراء الخارجية، وسيشارك فيه لبنان كونه عضواً في اللجنة. وكانت اللجنة قررت إبقاء اجتماعاتها مفتوحة، بسبب ضرورة التشاور في ما قد يطرأ بالنسبة الى تفعيل العملية السلمية في المنطقة، والذي حظي بتفاهم دولي حول ان يكون هذا الموضوع أولوية.
وتفيد اوساط ديبلوماسية عربية، أن مشاورات بدأت بين الوزراء العرب الاعضاء في اللجنة لوضع نقاط البحث واتجاهاتها، في ظل محطات عديدة، واستجدت أبرزها:
ـ مناقشة الاجواء التي أشاعها الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأميركي باراك أوباما في القاهرة، والذي يعبّر عن خارطة طريق للتعاطي الأميركي مع قضية الصراع العربي ـ الإسرائيلي وقضايا المنطقة. ثم مناقشة ما طرحه الموفد الرئاسي الأميركي الى المنطقة جورج ميتشل والذي جاءت جولته مباشرة عقب الخطاب، لا سيما بالنسبة الى التعليمات الواضحة التي حملها من أوباما، والتي تدعو الى أهمية أن تؤدي جولته الى إشاعة إيجابيات، من الضروري أن يلمسها الأميركيون من خلال ردات الفعل على الجولة، من أجل الحل في المنطقة. ويعمل ميتشل على خلق الأجواء التي تسمح بإيجاد الحل والتي تهيء وتساعد على تحقيقه فعلياً. هذا فضلاً عن استكمال تجميع المعلومات حول مواقف الدول المعنية بالعملية السلمية لإعلان خطة واشنطن لإحيائها. مع الإشارة الى أنه أرسل إشارات في بيروت حول تفهمه لمخاوف لبنان، وطمأن الى أن مسار السلام أو تفاصيله لن تكون على حساب لبنان. وفي مناقشة هذه الأجواء، ثمة مسعى لتوحيد الرؤى حيالها، خصوصاً أن هناك رهانا أميركيا على أن يتلقف العرب العرض الأميركي، وأن يبدوا إيجابيات في استعداداتهم السلمية، ما يجعل الطرف الآخر، أي إسرائيل، أمام ضرورة تحديد موقفها النهائي من تفعيل العملية.
ـ ولعل المحطة الأخرى، ذات الاهتمام في الترقب العربي والدولي، هي الخطاب الذي سيلقيه غداً الأحد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ويحدد فيه موقف حكومته من العملية السلمية والجهود المبذولة لاستئنافها. الأمر الذي سيكون موضع مشاورات عربية الأربعاء في اجتماعات اللجنة.
ـ ستناقش اللجنة نتائج التحرك الدولي والأوروبي الذي قام به الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ولقاءاته مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والرباعية الدولية، والمسؤولين الأوروبيين نظراً للدور الملقى على أوروبا في موضوع تهيئة المناخ المطلوب لانطلاقة العملية، وما يمكن أن تقوم به لاحقاً لإرساء الحلول النهائية سياسياً واقتصادياً. ويذكر أن اجتماعاً وزارياً عربياً أوروبياً كان سيعقد في بروكسل الثلاثاء المقبل، إلا أنه ألغيَ لأسباب متصلة بأن الأوروبيين لم يجدوا الفكرة مناسبة. إلا أن الجانب العربي رغب في عقد اجتماع للجنة ينسق من خلاله الموقف، ويعمل على تقييم مختلف أنواع ومصادر التحركات حول السلام، فضلاً عن التحرك الروسي لعقد مؤتمر موسكو.
وستعمل اللجنة على بحث مواقف الأطراف العربية من المبادرة، ومكامن التقدم في السعي لتطبيقها، والجدية التي ترافق ذلك. إذ أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم لم يحضر اجتماعي اللجنة في عمان وفي القاهرة، وأن دمشق لديها مباحثات سلمية غير مباشرة مع إسرائيل عبر تركيا. وأن هناك اهتماماً خاصاً لمعرفة التفسيرات حول أن المبادرة لن تبقى طويلاً على الطاولة، وما إذا كان الأمر يؤشر فعلاً الى وضع حد زمني لاستمرارها على الطاولة وما هو هذا الحد وما البديل له.
وستمهد اجتماعات اللجنة وما تسجله من انطباعات وتقييم للموقف الذي ستقره الدورة العادية للجامعة في أيلول المقبل بالنسبة الى التحركات لتفعيل العملية السلمية. ومن الآن حتى أيلول ستكون الجهود الدولية قد اتضحت وأُعلن مسارها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00