8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ميتشل يستطلع إمكان تحريك المسار اللبناني ويبلغ المسؤولين الارتياح الأميركي للانتخابات

تتركز المباحثات التي سيجريها الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل اليوم في بيروت على جملة مسائل، لا تتصل فقط بمهمته في المنطقة حصراً، إنما تهدف إلى استطلاع تطور الموقف في لبنان عقب فوز الفريق الاستقلالي السيادي مجدداً في الانتخابات النيابية، ومدى انعكاسات ذلك على توضيح الرؤية اللبنانية على المستويين الداخلي والخارجي.
وتأتي زيارة ميتشل في اطار مواكبة أميركية لانطلاقة المشاورات الداخلية اللبنانية حول اختيار رئيس لمجلس النواب، وتشكيل الحكومة الجديدة ووضع خياراتها عبر البيان الوزاري الذي ستقره، بعدما كانت الإدارة الأميركية أوفدت وزير النقل راي لحود لمواكبة سير الانتخابات. على أن الموقف الأميركي الذي سيبلغ إلى المسؤولين، هو الارتياح الكامل للتوجه العام الذي حققته الانتخابات، ولن يكون هناك تدخل في التفاصيل التي يجب أن يتفاهم حولها اللبنانيون. وتؤكد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع على العلاقات اللبنانية ـ الأميركية، ان المشاركة التي دعا إليها الرئيس الأميركي باراك اوباما في الحكم لا تعني الثلث المعطل، إنما تعني إشراك الجميع، استناداً إلى الدستور لكي تنتج حكومة ميثاقية، بحيث ان معنى فوز الأكثرية يجب أن يتجسّد بتوجه واضح، الأمر الذي يفترض من خلاله انتهاء تنفيذ اتفاق الدوحة بالعودة إلى الدستور، وإن كان مطلوباً استمرار الروحية والأجواء التي أشاعها هذا الاتفاق، والبناء عليها لتوسيع عوامل الاستقرار والتهدئة. ويؤشر عدم التدخل في التفاصيل إلى النَفَس الجديد للإدارة الأميركية، والذي يختلف عن نَفَس التعاطي الذي كانت تتبعه الإدارة السابقة، إنما من دون تغيير في الأهداف والثوابت. وستدعم الأدارة حل موضوع السلاح عبر الحوار الوطني وضرورة استمراره.
أما على مستوى عملية السلام في المنطقة، فإن ميتشل لم يكمل بعد خطته من أجل طرح مسألة محددة على لبنان، بل يرغب في أن يستطلع مقاربة لبنان لموضوع السلام في الشرق الاوسط. وتكتسب هذه المقاربة أهمية كبيرة بالنسبة إلى الإدارة في ظل نتائج الانتخابات، والأغلبية التي تتمتع بموقف قوي ووضوح في الرؤية. وبالتالي سيستطلع الاستعدادات اللبنانية لإعادة إطلاق المسار اللبناني ـ الإسرائيلي في اطار شمولية العملية السلمية لكل المسارات، وتكتسب أهمية أيضاً في ظل الجو العربي المستجد، حيث ان كل الدول العربية تسعى جاهدة للسلام.
وحيال الاستفسار الأميركي الذي يحمله ميتشل، حول امكان تحريك المسار اللبناني مع إسرائيل، من دون أن يكون القصد أمراً محدداً سلفاً منذ الآن، أو آلية ما بالضرورة سيجري العمل عليها، فإن المصادر ترى ان المطلوب من لبنان توضيح رؤيته وموقفه أكثر في ما يتمسك به الآن، وسط وجود نصيحة أميركية بأن لا يبقى لبنان خارج التفاوض حتى اكتمال حل المسائل على المسارين السوري والفلسطيني مع إسرائيل، وذلك على أساس ان هنالك قضايا قد تهمه غير قضية اللاجئين الفلسطينيين، وقد تجري تفاهمات حولها، مثل أراضيه المحتلة لاسيما مزارع شبعا، ويفترض ان يبقى حاضراً منذ البداية.
وفي اطار التشجيع الأميركي للبنان على استئناف مفاوضاته مع إسرائيل، من ضمن العملية السلمية الشاملة، لدى الإدارة الأميركية، اعتقاد بأن للبنان وضعه الخاص بالنسبة إلى إسرائيل، بحيث إذا كان لديه القراران 1701 و425 فلديه أيضاً اتفاقية الهدنة والمراقبة الدولية لها، كما لديه اللجنة العسكرية مع إسرائيل برعاية الأمم المتحدة، وليس هناك ما يمنع أن يجري التفكير في تفعيل هاتين المرجعيتين الثنائيتين تحت رعاية دولية، بانتظار الوصول إلى الحل الكبير على المسارين السوري والفلسطيني مع إسرائيل. فيؤمن هذا الاطار مواكبة لبنانية للتفاوض منذ البداية ليكون إلى الطاولة، وليس على الطاولة يقرر أي طرف عنه، وفي الوقت نفسه يتلافى أي مواجهة داخلية أو اقليمية أو احراجاً، نتيجة هذا التوجه، ويمكن عبر اتفاقية الهدنة واللجنة العسكرية أن يتم تسهيل المسار اللبناني مع إسرائيل.
كما يمكن للبنان رفض لجوء إسرائيل، خلال هذه المباحثات، إلى مناقشة مواضيع مبتوتة في القرارين الدوليين. وسيشجع ميتشل لبنان من ضمن تشجيعه العرب، على ملاقاة اوباما في منتصف الطريق في الجهود في اتجاه السلام، بحيث ان الادارة مستعجلة لارسائه، وان الجو الإسرائيلي الحالي يجب العمل عليه وتحفيزه وتضافر كل الوسائل لجعله أقرب إلى السلام. وتعول الإدارة على الوسائل العربية، في ان يعلن العرب من خلال اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بالمبادرة العربية التي ستنعقد في القاهرة في 17 الجاري موقفاً داعماً لجهود اوباما، ما يجعل الكرة في الملعب الإسرائيلي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00