8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

انسجام أميركي ـ أوروبي ـ دولي حول نهج دعم الرئاسة بعد الانتخابات

يعبر لبنان الاستحقاق الانتخابي خلال الساعات المقبلة،وسط انتظار حار داخليا وعربيا ودوليا، لما ستحمله النتائج من ابعاد ومعان سياسية ستلقي بظلالها على مساره في المرحلة المقبلة.
ولعل ابزر المنتظرين الخارجيين، الادارة الاميركية، التي ستبني على مقومات دعمها التهدئة والاستقرار في الفترة التي سبقت اجراء الانتخابات، لتعزيز ارساء هذا التوجه ما بعد الاستحقاق، في وقت تقترب من بلورة سياستها حيال الشرق الاوسط وفي ضوء الرؤية التي طرحها الرئيس باراك اوباما في خطابه المفصلي في القاهرة.
وتتركز صورة الاداء الاميركي حيال لبنان، على عتبة الانتقال الى الوض الذي ستعكسه نتائج الانتخابات، على جملة عناصر وهي استنادا الى مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع:
مع القلق الذي يساور الادارة بالنسبة الى امكان فوز قوى 8 آذار، والارتياح الذي سيسفر عنه فوز قوى 14 آذار، فانها تسعى ومنذ مدة لاتباع نهج آخر، يكمن في اعتبار رئيس الجمهورية خطاً احمر، وكذلك الدور الملقى على رئاسة الجمهورية، بحيث يكون الطرف المأمون له والموثوق بدوره. فيتعزز مركز رئاسة الجمهورية والجيش ويعطى الزخم اللازم للحكم. وهذا ما دلت عليه الزيارات الاميركية الرسمية للبنان في الاونة الاخيرة. اذ ارسلت الادارة في مدة شهر واحد ثلاثة مسؤولين في مقدمهم نائب الرئيس جوزف بايدن، ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، ونائب كل من مساعدها للشرق الاوسط جيفري فيلتمان والموفد الرئاسي للشرق الاوسط جورج ميتشل، السفير ديفيد هيل. وثمة تعويل كبير على دور الرئاسة والجيش والمؤسسات، في توجه للتعامل مع الدولة ومؤسساتها، وهو توجه حكيم ومطلوب في اطار السياسة الجديدة، وهو يرسل اكثر من اشارة، حول العلاقة بين الدولتين، وليس بين دولة واطراف، مع تسجيلها الدقيق لمستوى الاهتمام الذي تبديه الاطراف للسيادة والاستقلال.
ان الادارة تدرك جيدا ان هناك انقساما داخليا، واذا كان هناك من طريقة للتعامل مع الوضع اللبناني الصعب، فانه لا بد من تقوية دور الرئاسة، لانه الاجدى والافضل. ومنذ مدة بسيطة نشطت الاتصالات والمشاورات الاميركية ـ الفرنسية، والاميركية ـ الاوروبية، حول الموضوع اللبناني، هناك انسجام اميركي ـ اوروبي ـ دولي، في ما خص النظرة لمرحلة ما بعد الانتخابات، لاسيما بالنسبة الى الرئاسة والرئيس والمؤسسات ويتكرس منذ الآن تفاهم مسبق حول ذلك.
ترغب الولايات المتحدة في ان تجري الانتخابات بسلام وفي ظل استمرار اجواء الهدوء والاستقرار، وبأن تأتي نتائجها بأقل ضرر ممكن على لبنان ومساره الديموقراطي والسيادي. وترى ان بعض الخطابات التي ادلت بها المعارضة انعكست سلباً عليها، عندما ادت الى لفت نظر الناس الى اهدافها الحقيقية. وتدرك، ان الحملة التي استهدفت زيارة بايدن كانت ستتم في اي ظرف مهما كان الاداء الاميركي، فكيف اذا كان البلد مقسوماً، والاجواء الانتخابية مشحونة، وهذا لا يكتسب اهمية خاصة، الا انه مهما كان الظرف الذي سيحكم مرحلة ما بعد الانتخابات ومعاييرها، من المهم جدا اعادة تأكيد انتصار قوى السيادة والاستقلال.
وفي انتظار النتائج وتشكيل الحكومة الجديدة، ليس هناك ما يستعدي زيارات اميركية رسمية على مستوى متابعة العلاقات الثنائية. وبالتالي، فان زيارة الموفد الرئاسي ميتشل للبنان في النصف الثاني من الاسبوع المقبل ستستشف الوضعين اللبناني والاقليمي وحيث سينبعث الحل في المنطقة، انطلاقا من تطوراته، وهذا ما سينعكس على الموضوع اللبناني. وتؤكد المصادر، ان اوباما في صدد زيادة الضغوط على اسرائيل للانخراط في العملية السلمية، وان الجفاء الحقيقي الموجود لديها، والذي يلزمه الوسائل الكافية لاختراقه، عرقل طرح خطة الحل الاميركية، الا ان العمل جار لاعدادها خصوصا، وان الوضع داخل اميركا لناحية التماسك والالتفاف حول الرئيس محرج لاسرائيل. وتبعا لذلك، الظروف تتغير وشعبية اوباما تفوق شعبية كل اعضاء الكونغرس الـ554 مجتمعين. وعودة الزيارات المتصلة مباشرة بالعلاقات الثنائية ستتفعل بعد صدور البيان الوزاري للحكومة وبرنامجها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00