من المقرر ان تشمل جولة الموفد الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل الى المنطقة الأسبوع المقبل، لبنان هذه المرة.
بحيث يكون المسؤول الأميركي الأول الذي سيزور بيروت بعد الانتخابات النيابية وصدور نتائجها. ما سيتيح له اضافة الى مهمته بالنسبة الى التحضيرات لإنطلاقة العملية السلمية استطلاع الوضع اللبناني في ضوء المعطيات الجديدة التي سيفرزها هذا الاستحقاق.
وتهدف زيارة ميتشل للبنان الى بحث كل المسائل العالقة بين لبنان وإسرائيل، وهو عنوان كبير للزيارة، لا بد انه يتضمن المناطق التي يعتبرها لبنان محتلة من إسرائيل كما تهدف الى جمع المعلومات حول الموقف اللبناني حيال إعادة استئناف العملية السلمية في الشرق الأوسط، واستطلاع رأي المسؤولين فيه في موضوع مشاركة لبنان في المفاوضات التي يجري الإعداد لوضع آلية عمل لإنطلاقها، وورقة عمل تعرض على أي مؤتمر سيجري التفاهم دولياً على انعقاده لهذه الغاية.
وكان ميتشل عمل من خلال جولاته الماضية في المنطقة لجمع المعلومات من الدول التي زارها في المرحلة الاولى من مهمته حول السبيل لإطلاق عملية السلام، والمرحلة الثانية سيستهلها في بيروت، وستتخللها أيضاً زيارة له لدمشق للغاية نفسها.
ويذكر ان ميتشل كان أرسل مساعده السفير ديفيد هيل الى تركيا للوقوف على تفاصيل التفاوض السوري ـ الإسرائيلي غير المباشر عبر تركيا، وحيث أرسلت تركيا في وقت سابق أيضاً موفداً الى واشنطن لإطلاعها على ما جرى خلال هذا التفاوض.
وأفادت مصادر ديبلوماسية بارزة، ان ميتشل سيتبلغ من المسؤولين اللبنانيين، الموقف اللبناني من المشاركة في العملية السلمية.
وهو ان كل المسائل ذات الإشكالية بين لبنان وإسرائيل تحل عبر تنفيذ القرارات الدولية ولا سيما القرارين 425 و1701، إذ ليس لدى لبنان قضايا للتفاوض عليها مع إسرائيل، وعندما يتم التوصل الى حلول على المسارين الفلسطيني والسوري مع إسرائيل، يجلس لبنان الى طاولة التفاوض للبحث في موضوع السلام.
وهذه هي خارطة الطريق اللبنانية، التي تأخذ بالإعتبار وجوب حل قضية اللاجئين الفلسطينيين الموجودين في لبنان وضرورة إعادتهم الى أرضهم وفقاً للمبادرة العربية للسلام، التي يتمسك بها مع العرب لتكون خاتمة عملية السلام. ويبدي لبنان ارتياحه للتأكيدات الدولية، حول انه لن يكون على الطاولة، بل الى الطاولة، حيث سيشارك في التفاوض حول إرساء السلام الشامل، وان لا شيء سيتم على حسابه. فالقرار 425 يحل مسألتي مزارع شبعا وتلال كفرشوبا، والـ1701 يحل المشاكل الاخرى.
وليس لبنان مضطراً للتفاوض على حل قضايا باتت محسومة من خلال القرارات الدولية، وعندما تقترب فلسطين وسوريا من الحل على طاولة التفاوض، ينضم لبنان الى الطاولة سعياً لعدم التوطين الفلسطيني، وللمساهمة في التسوية. وسيبلغ لبنان الى ميتشل أهمية عودة اللاجئين الى ديارهم، وتشديده على ان أي حل لن يكون على حسابه وحساب هذا الموضوع.
وأوضحت المصادر، ان ميتشل يسعى في زيارته، وكذلك في مهمته الحالية، للعب دور توفيقي بين الآراء المتعددة المطروحة من جانب دول المنطقة وإسرائيل حول استئناف السلام، وايجاد نقاط تلاق في مجال الأفكار التي يبديها كل طرف. ما يؤسس لإنجاز إرساء شروط التفاوض، وخصوصاً ان الوقت بات يتسارع مع منتصف الصيف، حيث الفرصة الدولية في شهر آب المقبل. ومن الضروري وضع تصور للبدء بالعملية السلمية قبل ذلك. وقد يكون هناك اتجاه لربط النقاط العربية والإسرائيلية بطريقة توفر إخراجاً يقبل به كل الأفرقاء.
ووفقاً للمعطيات، فإن الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي يزور مصر اليوم، بعد المملكة العربية السعودية، يتجه الى التراجع عن إعلان خطة شاملة للحل في المنطقة في خطابه المنتظر، بعدما لمس عدم جهوزية الجانب الإسرائيلي في ضوء المواقف الإسرائيلية الأخيرة. بحيث يكتفي بطرح رؤية مقتضبة لهذا الحل، وبشكل غير تفصيلي. وستركز على مبدأ الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية، وعلى وقف الاستيطان كما سيطلب ان يتخذ العرب خطوات ايجابية تجاه إسرائيل على ان يتم الإعلان لاحقاً عن الخطة نظراً لوجوب ايجاد سبيل الى تنفيذ هذه الرؤية.
ولا بد للبنان، وبعد زيارة ميتشل، وفي مجال الإعداد للبيان الوزاري للحكومة الجديدة، ان يضع تصوره حيال التعامل مع استئناف التفاوض، وان يتم التفاهم من خلال هذا البيان، على طريقة التعامل مع القرارات الدولية، والمبادرة العربية للسلام، ومبادئ وجود الاستراتيجية الوطنية الدفاعية، ومهمة الحوار الداخلي في هذا الإطار. فضلاً عن المقتضيات الاقتصادية الواجب ان تواكب المرحلة المقبلة من التحضير للعملية التفاوضية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.