8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

اهتمام عربي بدور أميركي يضع إسرائيل أمام مسؤولياتها

لم تؤد الجهود الأميركية والروسية والأوروبية في شأن انطلاق السلام في الشرق الأوسط، حتى الآن، الى تحديد موعد انعقاد المؤتمر الدولي، الذي سيتوج إعداد آلية معينة سيجري اتباعها في التفاوض على المسارات العربية مع إسرائيل. وكذلك لم تتضح صورة العاصمة التي ستستضيف المؤتمر بشكل نهائي، على الرغم من الطروحات المتصلة باستضافة باريس وموسكو أو حتى واشنطن لهكذا مؤتمر.
ويبدو لمصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان هناك اتجاهاً عربياً جرى التركيز عليه خلال اللقاءات العربية ـ الأميركية أخيراً، بضرورة ان تستكمل واشنطن جهودنا، وتتحمل مسؤولياتها باستضافة مؤتمر السلام للمنطقة، بحيث يشكل الدور الوسيط والنزيه والمعتدل الذي تحدث عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما، عنصر ضغط سياسي أمام إسرائيل.
ولا يعني هذا الموقف، رفضاً لمؤتمر موسكو أو للتدخل الروسي في الجهود السلمية، أبداً، انما يعني انه في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به التحضيرات للسلام، ونظراً الى وجود التطرف في سدة الحكم في إسرائيل، من المهم، ان تقوم الإدارة الأميركية بوضع إسرائيل أمام ما يجب ان تقوم به من تعهدات في جوهر العملية السلمية، وفي الظروف التي تهيء لإطلاقها، وبالتالي، قد تكون استضافة واشنطن للمؤتمر مسألة تحرج إسرائيل، أكثر مما تحرجها استضافة موسكو أو حتى باريس له، لأنه بذلك تعاد الكرة الى ملعب العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، وأي نجاح أو فشل للمؤتمر سيلقي بظلاله على تبعات مسارها.
وقبل انعقاد المؤتمر أبلغ العرب المهتمون به، بأنهم يتمسكون بشرطين أساسيين، الأول: ان ينطلق السلام في مساراته التفاوضية، من النقطة التي توقف عندها، وبالتالي، ألا يخضع استئناف العملية للاستفزازات الإسرائيلية، ومحاولة تحويل وجهة البحث الى مواضيع أخرى ليست في سلم أولويات التفاوض، أو في صلبه.
والثاني: ان تكون المبادرة العربية للسلام هي الخاتمة التي ستتوصل اليها مقررات المؤتمر، بحيث لا تكون خاضعة للتعديل، بل ان تكون نهائية، وان يجري التفاهم على طريقة الوصول الى تطبيقها، خصوصاً في ما يتصل بالانسحاب من الأراضي المحتلة، أو بتنفيذ خارطة الطريق. كما يهم العرب ان تثبت إسرائيل وجود استعداد فعلي لديها للذهاب الى طاولة التفاوض قبل بدء المؤتمر، عبر التوقف عن الأعمال الاستفزازية، مثل الخروق للقرار 1701، أو التجسس، أو الاستيطان، لأن الدول العربية أبلغت الأطراف الغربية انه لا يمكنها الجلوس الى الطاولة للتفاوض تحت الضغط الأمني، لأن استمرار الاستفزازات قد يحوّل طاولة التفاوض للسلام، عن هدفها، الى تفاوض آخر حول مسائل الخروق وأسبابها.
لذلك المطلوب حالياً، عملية بناء ثقة تحضيرية للتفاوض يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي خلالها بإثبات جديته وصدقيته في هذا المضمار.
ومما لا شك فيه، ان وضع حد للتشرذم العربي، يؤثر ايجاباً في وحدة الموقف قبل المؤتمر وبعده. كذلك، فإن الولايات المتحدة الأميركية، غير الراضية عن إعلان يهودية الدولة الإسرائيلية، كانت مسألة لافتة بالنسبة الى المصادر التي أكدت ان الموقف الأميركي مهم جداً في سياق الثوابت العربية. وان واشنطن تمكنت بسبب قانونها الذي يمنع اتباعها سياسة تدعم سياسة العنصرية، من ان ترسل رسالة الى إسرائيل مفادها، ان يهودية الدولة لا يمكن ان تنعكس على التفاوض أو غيره، وتبعاً لهذا، فإذا أرادت إسرائيل ضمانات في الأمن، فإنه عبر التفاوض يمكن التوصل الى حلول وليس عبر السعي الى رفض زيادة أعداد العرب. ويريد العرب ولبنان أيضاً إعادة الفلسطينيين الى ديارهم وليس ربط الدولة وهويتها بعدد السكان العرب فيها.
يذكر ان السعي الى إعلان يهودية الدولة العبرية كان بدأ منذ أيام ارييل شارون وقبله ايضاً، وما لبث ان تراجع وانطفأ مع ايهود أولمرت، ليعود الآن على عتبة ايجاد آلية لبدء التفاوض السلمي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00