أبدت أوساط ديبلوماسية بارزة، استغرابها للكلام الإسرائيلي المتصل بالطريقة التي ستعتمدها في تعاملها مع الوضع اللبناني، في حال فوز حزب الله في الانتخابات النيابية، إذ تعتقد أن الكلام يأتي على خلفية كشف شبكة التجسس الإسرائيلية في لبنان وانهيارها، ومدى انزعاج إسرائيل من ذلك، كما أبلغت الى أكثر من دولة.
ومع استبعاد الأوساط، في الوقت نفسه، ان تتيح الظروف لـحزب الله ان يحكم وحده في لبنان، فإن التدخل الإسرائيلي جاء بصورة غير مرغوب فيها، كما انها لا تقدم ولا تؤخر.
فالحزب قد سجل مشاركة في الحياة السياسية اللبنانية في الحكومة. وما حصل هو ان إسرائيل كانت ولا تزال تأخذ بالاعتبار موقع الحزب الأمني والسياسي ومواقفه، في سعيها الى احتساب أدائها في المنطقة وحيال لبنان، كما انها قبلت قيام بعض الدول بوساطات بينها وبينه في مجالات عدة، ان بالنسبة الى إطلاق الأسرى، أو التفاهم حول تطبيق القرار 1701 وغير ذلك.
وبالتالي، فإنه في مجال دخول العامل الإسرائيلي على خط التطورات اللبنانية، فإن الأوساط، تولي أهمية خاصة، للضغوط الدولية على إسرائيل، من أجل ألا تخرج عن التفاهمات حول الوضع اللبناني. إلا ان الأمر، يتوقف أيضاً على الأوضاع الإقليمية في حينه.
لكن من خلال الاتصالات الدولية، يتبين ان إسرائيل محاصرة في ما خص الملف اللبناني بموضوعين، سيؤثران على تفردها في موقفها مقارنة بمواقف الدول الفاعلة.
الأول: وجود توجه دولي ـ مع تريث أميركي حتى الآن في اتخاذ موقف ـ من أجل التعامل مع نتائج الانتخابات كما هي، واللجوء الى بلورة أفكار، تُبقي العين الدولية على الوضع اللبناني، بغض النظر عن نتائج الربح والخسارة. والتوجه سيحظى باهتمام أميركي، إذا ما وجدت الإدارة الأميركية أن ثمة مصلحة في ذلك، في ضوء مستوى الاستعدادات الحوارية المتبادلة بينها وبين طهران، من جهة، وبينها وبين دمشق من جهة أخرى. وفي مثل هذه الحالة، سيصار الى تزخيم قوة رئيس الجمهورية، بحيث تكون له قدرة الترجيح في الحكومة المقبلة. وتبعاً لذلك، فإن تحفيز الاعتدال، سيشكل مسألة ضاغطة على إسرائيل.
أما الموضوع الثاني، الذي سيحد من تأثير التفرد الإسرائيلي، فهو الجهود الدولية لتحقيق اختراق على مستوى العملية السلمية في الشرق الأوسط، وتحفيز الاتجاه لظهور قوى في المنطقة تعطي زخماً للسلام، بدلاً من ان تعمل لتعطيله، فيلقى في هذا السياق دور كبير على رئاسة الجمهورية، والحكومة الجديدة في توفير الضمانة لانخراط لبنان في العملية، التي ستتم بشكل يشمل كل المسارات. وتتوقع الأوساط، ان يعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما من القاهرة التي سيزورها في السابع من حزيران المقبل، خطته لإنطلاقة السلام، وسياسته في الشرق الأوسط، والجميع ينتظر خطاب أوباما هناك، وحيث ستستتبع زيارته لمصر، بزيارة للرئيس الروسي مدفيديف اليها، في 12 حزيران بادئاً جولة أفريقية.
وتجرى مشاورات أميركية وروسية في هذه الأثناء مع الدول العربية للتحضير لمرحلة التفاوض، تركز على الوضع الفلسطيني وترتيب شؤونه.
وقبل الزيارتين الرئاسيتين الى القاهرة، سيزور وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، موسكو الأسبوع المقبل. وستستفيد روسيا من وجوده ومن أصوله ولغته الروسية، للحصول على مواقف ايجابية من مؤتمر موسكو، بعدما كان وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف تبلغ موافقة لبنان على المشاركة في المؤتمر، واستعداده لذلك، ما دام انعقاده يحظى بإجماع عربي، وطالما ان المؤتمر معني بإطلاق كل المسارات، وعلى أسس الشرعية الدولية ورفض التوطين. وكما ان لافروف حصد أيضاً، من خلال لقاءاته في دمشق موافقة سورية على المشاركة في مؤتمر موسكو، وان التحضير الجيد له، يفوق أهمية انعقاده.
كما تدور مشاورات أوروبية لانعقاد مؤتمر للسلام في باريس بداية الصيف. والفارق بين هذا المؤتمر ومؤتمر موسكو، هو السعي لانعقاد الأول على مستوى القمة، في حين ان الثاني يتم العمل لعقده على مستوى وزراء الخارجية.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.