8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

زيارة بايدن لشد عزيمة الدولة ودعمها ومباحثاته تتناول تطور الوضع مع ايران وسوريا

العنوان الأساسي للمباحثات التي ينتظر ان يعقدها غداً الجمعة نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن، مع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، يكمن في شد عزيمة الدولة، وتقديم الدعم الكامل لمؤسساتها وعلى رأسها رئاسة الجمهورية.
اذ ان الولايات المتحدة، استناداً الى مصادر ديبلوماسية بارزة، لن تتوانى عن الوقوف الى جانب سيادة الدولة واستقلالها في كل ظرف ومناسبة ومواكبة كل المحطات اللبنانية. وفي هذا الاطار، تأتي الزيارات المتتالية للمسؤولين الأميركيين على مختلف المستويات في البيت الأبيض والخارجية خصوصاً، الى لبنان. وهي ستتكثف وتتعزز بعد الانتخابات النيابية وتشكيل الحكومة الجديدة، وفي مقدمها الزيارة المرتقبة للموفد الرئاسي الاميركي للسلام في الشرق الأوسط السفير جورج ميتشل، والتي سيبلغ عنها بايدن، وتشمل جولته زيارة سوريا ايضاً.
كما ان توقيت تسريب الادارة الاميركية لخبر الزيارة الى بيروت، اثر الاستهدافات التي يتعرض لها الرئيس، كان مقصوداً بحيث ان الادارة تدعم الرئيس وما يمثله دوره في ميزان القوى الداخلي، ومؤشرات هذا الدور بالنسبة الى الابقاء على الوضع اللبناني مستقراً وهادئاً، وبالنسبة الى توفير الحد المعقول من التوافق بين الأفرقاء اللبنانيين والحوار في ما بينهم. وهذا ما يتوافق وهدف الادارة الساعي الى الحفاظ على التهدئة في هذه المرحلة، التي تعد تحضيرية بالنسبة الى الحوار الدولي ـ الاقليمي، من جهة، ولعملية السلام في الشرق الأوسط من جهة أخرى.
وبالتالي، ان قوة الرئيس تمنع التشنج في حين ان اضعافه يؤدي الى النزاع الذي بموجبه سيسعى فريق الى الانتصار على الدولة ومفهومها..
وتحاول الادارة الاميركية التوصل الى معرفة خلفيات الاستهداف للرئيس، وما اذا كانت تأتي في سياق التجاذبات الداخلية ام ان الأمر يتعدى ذلك الى وجود محاولات اقليمية للقيام بحملة فعلية ضده، كما ان الاتصالات التي اجريت خلال الساعات الماضية بين الادارة الاميركية وكل من الأوروبيين والدول العربية، اجمعت على الوقوف ضد اي اشارة تتضمن تغييراً في مناخ التهدئة والاستقرار والتوافق على الرئيس الذي كرسه اتفاق الدوحة، لا سيما وان اي مسعى لإضعاف الرئيس سيعيد الإحتكاك الى الشارع، وهذا ما لا يفيد الا اعداء لبنان.
وسيعبر بايدن بالتالي، عن دعم الجيش كونه السلطة الأمنية الشرعية، وعن استمرارية تفعيل البرنامج الأميركي لمساعدته في سياق التعاون العسكري.
ويستطلع بايدن في بيروت، التي يزورها بعد جولة له في اوروبا الوسطى شملت كرواتيا والبوسنة وكوسوفو، حيث اراد العمل لعدم توسيع وتشعيب ازماتها الداخلية، الموقف اللبناني من عملية السلام في المنطقة والجهود الأميركية لإعادة إحيائها. وسيتم ابلاغه بالثوابت اللبنانية وترحيبه بكل الجهود التي تؤدي الى السلام الشامل وبجهود الدول الوسطية حول ذلك. كما يتوقع ان يستوضح لبنان معه حول ما آل اليه التحرك الأميركي والموعد لإعلان خطة الرئيس اوباما في هذا الشأن.
وسيتناول بحسب المصادر، تطورات الوضعين الاميركي ـ السوري، والاميركي ـ الايراني واستطلاع موقف لبنان حيال ذلك، في ظل التحضيرات لبدء الحوار معهما.
وعلى مستوى تطور الموقف مع سوريا تؤكد المصادر، ان الحوار الاميركي ينطلق من موقف قوة، والحوار ليس علامة ضعف، بل انه يؤثر اكثر من المواجهة، لأن الضغط الديبلوماسي يسحب الذريعة حول استعمال القوة او التهديد بها، انما يبقي على المطالب ذاتها دون تعديل او تغيير. واشارت المصادر، الى ان دمشق لم تكن مرتاحة، لدى ابلاغها من قبل مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، ومسؤول ملف المنطقة في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو في بداية لقائهما الأخير معها، عن تجديد العقوبات عليها، مع العلم انها اعتبرتها مسألة اجرائية غير مستجدة وغير لافتة. وتدرك الادارة ان دمشق محاور صعب، لكن مستوى صعوبته لا يقل شأناً عما هو عليه لدى الجانب الاميركي. وتبعاً لذلك ستبقى محطات الحوار مفتوحة بينهما في جولات مرتقبة قريباً، ليس فقط على المستوى الثنائي، والتي لم تصل بعد الى عودة السفير الاميركي الى دمشق، بل بالنسبة الى العراق. لكن بالنسبة الى لبنان، لا تعتبر الادارة ان امراً جوهرياً قد تغير، وهي تريد افعالاً، مع الاشارة الى ان واشنطن تتوقع حصول اشكالات سياسية لدى تأليف الحكومة الجديدة، على الرغم من التوافق الذي جرى بينها وبين دمشق على عدم التدخل بالشؤون اللبنانية، لا سيما الانتخابات، والمرحلة التي تليها. ويذكر ان لبنان لم يكن في صلب مباحثات الزيارة الى دمشق.
وسيتناول بايدن ايضاً، ايران والعلاقة معها، والوضعين العربي والاقليمي. وما اتضح حتى الان في الموضوع الأول وتأثيراته على الوضع الداخلي اللبناني، ثم انعكاسات التباينات في المواقف العربية لا سيما المصرية الاردنية على القضية الفلسطينية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00