8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

اتصالات فرنسية ـ روسية مع واشنطن لاستطلاع موقفها من التعامل مع نتائج الانتخابات

الخطوة التالية في الاهتمام الدولي بالانتخابات النيابية اللبنانية، بعد مراقبة اجرائها، تكمن في قضية الاعتراف بنتائجها، اذ إن عواصم كبرى بدأت ترسل اشارات حول موقفها من ذلك ولا سيما فرنسا وروسيا الاتحادية، بحيث يظهر جلياً وجود تقارب بينهما في النظرة الى التعامل مع نتائج الانتخابات، في حين يبقى الموقف الأميركي غير واضح تماماً في انتظار ما بعد السابع من حزيران، على الرغم من الرسائل التي تحمل شروطاً في تصريحات أميركية، ولا سيما بالنسبة الى حزب الله والعلاقة معه.
وتفيد مصادر ديبلوماسية على اطلاع كبير على ما يدور من مشاورات دولية، أن هناك اتصالات مع الادارة الأميركية للوقوف على توجهها في هذا الموضوع، انطلاقاً من أولوية الدعم الدولي لعامل الاستقرار اللبناني الداخلي. وتقوم كل من باريس وموسكو بهذه الاتصالات وهي لم تنحصر فقط بواشنطن.
وقبل بدء الاتصالات تبلغت موسكو، من أطراف أوروبيين بارزين، ان روسيا كانت على حق عندما نادت بالانفتاح على حزب الله، وعلى حماس سابقاً وخصوصاً بعد فوزها في الانتخابات. وأنها على حق ايضاً، عندما أعلنت أنها ستعترف بنتائج الانتخابات في لبنان مهما كانت نتيجتها، وان الاعتراف بالنتائج يوازي فعلاً بأهميته دعم اجراء الانتخابات.
وثمة عوامل تقف وراء مثل هذا التوجه هي:
ـ إتمام سير العملية الانتخابية بشفافية ونزاهة، خصوصاً من خلال وجود المراقبين الدوليين والعرب، الأمر الذي يؤثر ايجاباً في التقييم الخارجي لمعيار انجازها.
ـ طالما ان الشعب يعبر عن رأيه في من يريد ايصاله الى الندوة البرلمانية أو لا يريد، فإن الاعتراف بنتائج الانتخابات واجب، لأنه بذلك يكون اللبنانيون هم الذين اختاروا نوابهم. وهناك تركيز خارجي وأوروبي تحديداً، على مصير التعيينات في المجلس الدستوري، ووجوب تعجيل انجازها، بحيث يُتوقع أن يُعلن الاتحاد الأوروبي موقفاً إذا خضعت لمزيد من التأخير، على أساس ان وجود المجلس يؤكد ديموقراطية الانتخابات ونزاهتها وشفافيتها.
ـ لا يمكن لأي جهة تجاهل شرعية الانتخابات بعد المراقبة لشفافيتها وديموقراطيتها أو منع ذلك. ولا سيما ان الجهات الدولية على اختلاف تمايز وجهات نظرها، شاركت بطريقة أو بأخرى في صياغة المرحلة التحضيرية للانتخابات، وفي ارساء الظروف التي تواكبها.
وتشير المصادر، الى انه من السابق لأوانه المقارنة بين التعامل الدولي مع حماس بعد فوزها ومستقبل التعامل الدولي مع حزب الله في لبنان اذا ما ربح. اذ ان النظريات الدولية التي تستشرف آفاق الفوز والخَسارة في الانتخابات النيابية، هي ثلاثة: من بينها، فوز الحزب. لكن النظرية الأخرى أيضاً، هي فوز قوى الرابع عشر من آذار، والثالثة، فوز قوى الوسط التي ستشكل كتلة ثالثة في المجلس لها قرارها ونفوذها. مع العلم ان المقارنة ليست جائزة بين اداء كل من الحزب وحماس والظروف المحيطة بذلك.
وعلى الرغم من عدم اتضاح الموقف الأميركي من التعامل مع نتائج الانتخابات، الا ان هناك قاسمين مشتركين في الثوابت مع الأوروبيين وروسيا أيضاً، هما، إعطاء مزيد من الزخم والدعم الدوليين لرئيس الجمهورية كرئيس للسلطة، ولعمل المؤسسات بعد الانتخابات، ثم التعويل جداً على برنامج الحكومة الجديدة وعلى ما سيتضمنه بيانها الوزاري وخطابها. فضلاً عن استمرارها بالالتزام بالقرارات الدولية، وبالحوار لحل موضوع السلاح غير الشرعي، وعمل الحكومة لتفيعل الادارة، وما يقرره اللبنانيون شرط عدم التدخل الخارجي في شؤونهم.
وتؤكد المصادر، ان انطلاق الحوار الدولي ـ الاقليمي سينعكس على الموقف الدولي بالنسبة الى نتائج الانتخابات النيابية. والادارة الأميركية هي في مرحلة انفتاح على كل من ايران وسوريا، وأي درجة في التقدم في هذا المسار ستنعكس على الحوار مع حزب الله والتعامل الدولي معه. وحتى الآن لا يزال هناك فارق بين تحديد الموقف من التعامل مع حكومة تضم الحزب، ومع الحزب بحد ذاته.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00