وسط تكثيف الجهود الدولية استعداداً لإعادة إطلاق عملية السلام في الشرق الأوسط، يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بيروت يومي 24 و25 الجاري، حيث سيطلع أركان الحكم على الدور الروسي في إطار هذه الجهود، وما تحقق من أجل انعقاد مؤتمر موسكو للسلام على المسارات كافة.
والزيارة هي الأولى من نوعها لمسؤول روسي رفيع، بعد انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. ويحمل لافروف رسالة الى الرئيس سليمان من الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، تتناول تعزيز العلاقات الثنائية، والدعم الروسي للبنان، ودعم موسكو لاستئناف عملية السلام على كل المسارات لا سيما المسار اللبناني ـ الإسرائيلي، في سياق شمولية الحل.
وكلف الرئيس ميدفيديف، لافروف وضع المسؤولين اللبنانيين في صورة التحرك الروسي لإحلال السلام في المنطقة. وأكدت مصادر ديبلوماسية بارزة، أن لافروف سيشدد على سيادة لبنان واستقلاله، وتشجيع العملية الانتخابية والاعتراف بنتائجها على المستوى الدولي، والتوصل الى حلول للمشكلات العالقة في لبنان عن طريق الحوار، ودعم الاستقرار والتهدئة.
وسيشرح لافروف ما آل إليه الجهد الروسي لإطلاق عملية السلام، في ضوء ارتياح موسكو لما تعلنه الإدارة الأميركية بالنسبة الى أن المبادرة العربية للسلام ستشكل جزءاً من الخطة الأميركية للحل التي سيطرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما الشهر المقبل.
وتعتبر موسكو أن هذا الموقف مفصلي، وأن روسيا ستنتظر زيارة أوباما لها مطلع تموز المقبل، حيث ستبلور القمة الأميركية ـ الروسية العديد من النقاط العملانية للتحرك الدولي في موضوع السلام.
كذلك تتوقع روسيا أن تلتئم الرباعية الدولية خلال شهر حزيران المقبل، بعد عدم تمكنها من الانعقاد على هامش أعمال اجتماع مجلس الأمن الإثنين الماضي، بسبب ارتباط وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بمواعيد سابقة. وفي هذا التوقيت، يكون الموقف الإسرائيلي قد تبلور أكثر حيال السلام، في ضوء الزيارة المرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الى واشنطن، مع الإشارة الى أن جزءاً أساسياً من الاستعدادات لاستئناف عملية السلام على كل المسارات، يتوقف على القرار الإسرائيلي خصوصاً أن المحاولات جارية لقطع الطريق على إسرائيل، لكي لا تتلاعب بالمعطيات والثوابت المتصلة بالسلام، وهي القرارات الدولية أي قرارات مجلس الأمن وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومرجعية مدريد، وخارطة الطريق، والمبادرة العربية للسلام، والالتزام بكل الاتفاقات السلمية التي تم التوصل إليها سابقاً.
وتعتبر المصادر أن نص بيان مجلس الأمن الإثنين الماضي، الذي رحب بانعقاد مؤتمر موسكو، ثم انعقاد الرباعية الدولية في حزيران، محطة مهمة، والرباعية ستحدد موعد انعقاد مؤتمر موسكو والمرجح قبل نهاية سنة 2009. وثمة أمل روسي أنه بوجود الحكومة المتطرفة في إسرائيل، فإن التوصل الى حلول معها يمكن أن تسير فيها إسرائيل، لأن الحلول عادة لا تتم معارضتها إلاّ من المتطرفين. كما تؤيد روسيا عدم ربط حل النزاع في المنطقة بالملف النووي الإيراني ولا بأي ملف آخر، كون العملية السلمية لها شروطها ومرجعياتها.
وأبلغ لبنان الى موسكو موافقته على المشاركة في مؤتمر موسكو للسلام. وسيسمع لافروف نظرته الى العملية السلمية وثوابتها.
وسيتطرق البحث أيضاً الى الدعم الروسي لرئيس الجمهورية، وإلى التعاون الثنائي في مختلف المجالات، لا سيما العسكري في ضوء التحضيرات لبدء تدريبات في روسيا على استعمال الجيش اللبناني للطائرات التي ستمنح للبنان. كما سيقصد بيروت مسؤولون روس للقيام بالتدريبات اللازمة في لبنان.
وسيتم البحث بتعزيز التعاون التجاري وقد بلغت قيمة الميزان التجاري بين البلدين 500 مليون دولار.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.