يتابع لبنان باهتمام الموقف الذي سيصدر عن مجلس الأمن الدولي لدى انعقاده في 11 أيار المقبل على مستوى وزراء الخارجية بناء على طلب روسيا الاتحادية، للبحث في عملية السلام في الشرق الأوسط، خصوصاً ان المناسبة تأتي أيضاً بالتزامن مع الجهود الأميركية لإعادة إحياء مفاوضات السلام في المنطقة على المسارات كافة، وتحديد أجندتها المفصلة في هذا الموضوع.
وتؤكد أوساط ديبلوماسية في الأمم المتحدة، هدف الدعوة الروسية، العمل على تحريك المساعي المتصلة بالسلام، وجمع الأطراف الدوليين المعنيين به، واستكشاف توجهاتهم، واستطلاع مواقفهم من انعقاد مؤتمر موسكو للسلام في الشرق الأوسط، الذي جرى تأجيله مراراً، ولا تزال روسيا مهتمة بتوفير كل الظروف لانعقاده.
واستطلعت موسكو خلال الأيام الماضية مدى الاستعداد لدى الدول العربية للمشاركة في اجتماع المجلس، لكي يجري توسيع الدعوات، إلا انها وجدت انه لا يوجد حماس عربي لمثل هذه المشاركة، على الرغم من الأولوية التي يوليها العرب للمبادرة العربية للسلام.
ويعود سبب عدم الحماس العربي، الى ضرورة انتظار نتائج اكتمال التوجه الأميركي، والبدء الفعلي لدى واشنطن بالتحرك لتنفيذ خطتها سعياً لتحقيق السلام في المنطقة، وتدرك الدول العربية أهمية مجلس الأمن، انما ترى ان القرار الفعلي حول السلام هو في مدى الضغط الدولي على إسرائيل لإظهار جدية في توجهاتها السلمية. ومن دون ذلك، يبقى دور المجلس رديفاً وليس أساسياً في هذه العملية.
ولا تزال موسكو تنتظر الجواب الأميركي على الدعوة للمشاركة على مستوى وزراء الخارجية، إذ يهمها حضور ومشاركة وزيرة الخارجية هيلاري كلينتنون، التي لم يتأكد حضورها جلسة المجلس حتى اليوم. في حين تأكد حضور موفد الرباعية الدولية الى الشرق الأوسط توني بلير. فضلاً عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف. وستتضح طبيعة المشاركة الاخرى خلال الأيام القليلة المقبلة.
وتسعى روسيا أيضاً لتشجيع الرباعية الدولية على الانعقاد على هامش أعمال جلسة مجلس الأمن. وهي تعتبر ان تعزيز التحركات المتصلة بتهيئة الأجواء للسلام، سينعكس ايجاباً على تسريع انعقاد مؤتمر موسكو، وان أي جهد ان عبر مجلس الأمن، أو الجهات الاخرى، سيكون داعماً ومسهلاً لانعقاد مؤتمر موسكو.
وتدور مشاورات ديبلوماسية بعيدة عن الأضواء لاستصدار بياناً رئاسياً عن الجلسة يؤكد دعم كافة الجهود الدولية المتصلة بالسلام. لكن تفاصيل البيان لم تعرف بالتحديد، لان هناك أفكاراً لم تجر صياغتها بعد على شكل مشروع بيان.
وتعتقد موسكو، ان من شأن أي بيان رئاسي ان يلقي الضوء على مستوى التحضيرات الدولية لاستئناف التحرك السلمي، وان يكون مدخلاً لدفع الاتصالات في شأن السلام في مرحلة صناعة خطة التحرك الأميركية حول ذلك.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.