كيف يصف ديبلوماسيون بارزون مرحلة التهدئة والاستقرار التي تسيطر على الوضع اللبناني، وما هي العوامل التي ستحكم استمرارها أو تعميقها، أو العودة الى الخطورة المحتملة؟.
يقول هؤلاء الديبلوماسيون، انه على الرغم من التجاذبات السياسية الحاصلة، وعلى عدم تخطي التفاهم حول ادارة المسائل الداخلية حدوداً معينة، فإن الوضع اللبناني يمر في مرحلة من أفضل المراحل التي شهدها أو قد يشهدها لاحقاً. وبالتالي، لا يمكن الاستهانة بأهمية هذه المرحلة وما تتسم به من ايجابية، تضافرت العديد من العناصر لكي تؤثر في مسارها على هذا النحو.
ومن أهم هذه العناصر، التحضيرات الدولية، وكذلك الاقليمية، للحوار الجدي والمعمق بين الولايات المتحدة من جهة وإيران وسوريا من جهة أخرى، وهو لم يحدد تاريخ بدئه بصورة مباشرة. مع أن الجهوزية لدى كل الأطراف شارفت على نهايتها، خصوصاً وأن الاتصالات المباشرة وغير المباشرة بينهم تعمل على التمهيد للحوار الذي ستطرح فيه كل المسائل على الطاولة.
ويرتبط الاستقرار اللبناني بهذه التحضيرات، حيث يحجم الأفرقاء الاقليميون المؤثرون على الساحة اللبنانية عن القيام بخطوات سلبية، وفي المقابل، تخلت الولايات المتحدة عن لغة التهديد، واستبدلتها بالحوافز للحوار، ما انعكس على الوضع اللبناني هدوءاً واستقراراً سياسياً وأمنياً. إلاّ أن أمام بدء الحوار فترة أشهر، كما ان الحوار الدولي ـ الاقليمي سيستغرق وقتاً بعد انطلاقته التي لن تكون سهلة، لأن الأطراف ستتمسك بأوراقها، وهذا ما قد يعرّض الحوار في مفاصله لتعقيدات، قد تحمل معها تذكيراً مقصوداً باستعمال الأوراق، عبر خلق توترات أو أحداث أمنية أو مشاكل سياسية، الأمر الذي اذا ما حصل ، سيؤثر سلباً على مستقبل التهدئة والاستقرار الموجودين. أما اذا سار الحوار بطريقة مرنة مع قدرة على التفاهم وتقريب وجهات النظر، وتمكن من النجاح الى حد كبير، فعندها سيكون لبنان مستفيداً، لأن الاستقرار سيتعزز ويتعمق.
وتفيد هذه المعطيات، انه من الآن وحتى أيلول المقبل، ستتبلور آفاق الحوار، لناحية مدى تعقيده أو القدرة على أن يُستكمل من دون مشاكل، والطريقة التي سيستعمل من خلالها الأفرقاء أوراقهم، أو الشروط للتخلي عنها.
وتبعاً لذلك، لن يقوم اي طرف باتخاذ مواقف جوهرية وحلحلة بالنسبة الى الملفات العالقة قبل أن يعرف مسار التطورات من خلال الحوار. كما ان أي طرف لن يقوم في هذه المرحلة، بأي تصعيد قبل الجلوس الى طاولة التفاوض، بحيث ان الجميع يبدي استعداداً ايجابياً، سيساهم في خلق الظروف المؤاتية لطي صفحة، وفتح صفحة جديدة في العلاقات الدولية ـ الاقليمية. واحتمالات التصعيد تبقى قائمة في مرحلة التفاوض، لأن الصعوبات، التي ستواجهه ستبقى قائمة، والقلق من أن لا يؤدي الحوار الى أي نتيجة، أيضاً سيبقى قائماً.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.