يعود الموفد الرئاسي الأميركي لشؤون الشرق الأوسط جورج ميتشل، الى المنطقة، منتصف نيسان الجاري. وكان من المقرر في السابق ان تشمل بيروت، إلا ان هذه الجولة حُسمت بأنها لن تشمل لبنان مبدئياً، لأن ميتشل قد يقصد لبنان مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية، في ظل استمرار الارتياح الأميركي للاسترخاء السياسي والأمني السائد فيه، وحيث ان ذلك لا يضع لبنان في خانة المواقع الطارئة في العالم.
كما ان ثمة زيارات أخرى لمسؤولين في الإدارة والكونغرس لبيروت في غضون الشهرين المقبلين.
وينصب اهتمام الإدارة الأميركية، من خلال الجولة الجديدة لميتشل، على إسرائيل لناحية البحث مع قادتها في التوجه الذي ستسلكه حكومتها، والاستماع اليهم حول تطلعاتهم في التعامل مع قضايا المنطقة ومقاربتهم لها، لا سيما مسألة السلام. وفي ضوء ما سيسمعه، سينتقل، للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس للاستماع الى موقفه، وسيكون لميتشل موقف واضح في حض الطرفين، خصوصاً إسرائيل على تعزيز الإمكانات والاستعدادات الايجابية والسلمية، مع الإشارة الى ان ما أعلنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في تركيا قبل أيام، حول ثوابت إدارته في الحل للنزاع في المنطقة، يؤشر الى بداية اتضاح الموقف الأميركي.
لكن الموقف الكامل، وطريقة التعامل مع إسرائيل، والشرق الأوسط، لا تزال في مرحلة تجميع المعلومات، من جانب الإدارة، ولم يتم وضع خطة شاملة لمعالجة مشكلات المنطقة، في حين ان السياسة الأميركية حيال إيران وأفغانستان بدأت تتبلور، وقد وضعت الخطة لتحقيق ذلك.
وتفيد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان الإدارة الأميركية، ترى ان الأولوية هي لمعرفة استعدادات حكومة إسرائيل، قبل أن تضع واشنطن سياستها للمنطقة، وان هذه الإدارة ستتعامل مع الحكومة الإسرائيلية في النهاية بغض النظر عن تشكيلتها وسياستها. إذ تعتبر ان خصوصيتها لم تكن بيد واشنطن. كما تعتبر ان رأيها الضمني بوزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، لن يحول دون التعامل معه، على أساس ان المسؤولية التي يتحملها من خلال منصبه، ستجبره على تغيير أفكاره وتوجهاته.
وتلاحظ المصادر، ان كلام أوباما في تركيا، لا علاقة له بالنفَس الإسرائيلي، وإذا ما تمت مقارنة ما يصدر عن واشنطن وتل أبيب أمكن القول ان كل جهة تغرد وحيدة، وان مستقبل هذا الجو لا يخلو من الحذر والقلق من التعارض الواضح لاحقاً.
ومن المقرر، ان يلتقي ميتشل خلال جولته، بعض زعماء المنطقة، لا سيما في السعودية ومصر وتركيا. وسيطلع على مواقفهم من الحكومة الجديدة الإسرائيلية، والوضع العربي المستجد وما آل اليه وآفاقه. فالاستماع الى التقويم السعودي في هذا المجال بالغ الأهمية، وكذلك الى التقويم المصري، خصوصاً وان الدور المصري بالنسبة الى جهود المصالحة الفلسطينية غير مسبوق.
اما في شأن اللقاء مع المسؤولين الأتراك، فإن المسار السوري ـ الإسرائيلي، ذو أهمية بالغة في إعداد ميتشل لمعلوماته حول المنطقة. في حين ان تركيا كانت أرسلت الى واشنطن موفداً خاصاً، بصورة غير معلنة، نقل اليها مجريات الأمور بتفاصيلها على مسار التفاوض السوري ـ الإسرائيلي برعاية تركيا.
وأي سياسة أميركية ستزداد بلورة حيال الشرق الأوسط، لا بد قبل هذه الخطوة، ان تستشرف الإدارة عبر ميتشل، استعدادات الأطراف وثوابتهم.
ولن يزور ميتشل سوريا خلال جولته المرتقبة. وزيارات الموفدين من الإدارة اليها ستأتي في مرحلة لاحقة، حيث لا استعجال، في ضوء الدور العربي مع سوريا وانتظار نتائجه. في وقت سجل تقرير مساعد وزيرة الخارجية للشرق الأوسط السفير جيفري فيلتمان ومسؤول ملف المنطقة في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو، تعاوناً سورياً محدوداً في العراق، أما بالنسبة الى لبنان وفلسطين فلم يجد التقرير أي تغيير في أدائها ومواقفها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.