على عكس أجواء الاسترخاء الدولية ـ الاقليمية السائدة، تمهيداً لبدء الحوار المعمق بين الجانبين، الدولي والاقليمي، فإن القلق الذي تبديه عواصم عالمية من التطرف الذي تمثله الحكومة الاسرائيلية الجديدة يبدو جلياً، خصوصاً لجهة ما يمكن ان تواجهه المساعي الخاصة بالسلام في الشرق الأوسط.
وتفيد معلومات ديبلوماسية انه على الرغم من عدم الارتياح الدولي للحكومة الاسرائيلية، إلا أن أي موقف علني حيال ذلك لن يظهر، في انتظار الخطة التي ستعلنها هذه الحكومة في مجال السلام في المنطقة وهي متوقعة خلال شهر، وطريقة تعاطيها مع الاتفاقات الموقعة، وما حققته المفاوضات السرية والعلنية التي قامت بها اسرائيل مع الأطراف المعنيين بالسلام أو الدول الوسيطة.
وفي مرحلة الانتظار الدولي هذا، بدأت اتصالات ومشاورات دولية لا سيما أميركية وروسية وأوروبية، مع اسرائيل، بعيداً عن الأضواء، لاستكشاف آفاق خطتها المنتظرة، وما اذا كانت ستساهم في الاستجابة للجهود الدولية التي وضعت السلام في المنطقة في رأس أولوياتها.
ويستطلع العرب عبر اصدقائهم الدوليين، نتائج هذه المشاورات، كما أنهم طلبوا إليهم عبر القنوات الديبلوماسية، الضغط على اسرائيل للبدء بمفاوضات السلام، وجاء ذلك بعيد انعقاد القمة العربية في الدوحة وما خلصت اليه. ووفق المعلومات، فإن العرب يعتبرون أنه حتى الآن، لم يثبت المعتدلون في اسرائيل وجود رغبة حقيقية لديهم في السلام، ولا يبدو أن المتشددين مهتمون فعلياً بهذه القضية. ويتمسك العرب بقاعدة المبادرة العربية للسلام، وحل الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية، ووقف الاستيطان وبناء المستعمرات ووقف مصادرة الأراضي، وان تكون القدس الدولة الفلسطينية المنشودة.
كما أن سبب التريث الدولي في التعبير عن القلق من التشدد، يعود الى تجنب المواقف التي قد تسيء الى انعقاد مؤتمر موسكو المنتطر، أو الى أي مؤتمر دولي آخر مطروح من جانب الأوروبيين، لا سيما فرنسا، لحل النزاع في الشرق الأوسط. وتسعى واشنطن وموسكو وكذلك الدول الأوروبية، الى التركيز في الاتصالات مع اسرائيل على تنشيط عملية السلام فقط، والتزامها بالقرارات الدولية حول الحل في المنطقة، وبالاتفاقات المعقودة، وبـخارطة الطريق، وبمسار أنابوليس، خصوصاً المسؤولين في روسيا، الذين يعتبرون ان مؤتمر موسكو يعني أنابوليس2.
وتؤكد المعلومات ان العمل الروسي لتحديد موعد لانعقاد مؤتمر موسكو، سيتم بعد إقرار الحكومة الاسرائيلية خطتها للسلام. مع الاشارة الى انه اذا ما أقرت مواقف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان كخطة، فتكون مقدمة لنسف عملية السلام، وهي المواقف التي لم تحظ بارتياح أي جهة دولية. في حين تستبعد بعض المصادر، تبني مواقف ليبرمان، لأن هناك مواقف لإيهود باراك، تتمايز عنها، وأخرى لوزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني أقل تطرفاً. وتشير الى احتمال مزج كل هذه الآراء في صياغة الخطة.
وبعد إقرارها، سيزور ليبرمان واشنطن، التي لم تبدِ حتى الآن أي موقف واضح بالنسبة الى ما ستتخذه حيال حكومة اسرائيلية بهذا المستوى من التشدد. وسيتبعه اليها، رئيس الوزراء الإسرائيلي، وهذا ما سيبلور تفاصيل في العلاقات الأميركية ـ الاسرائيلية، وطريقة التعامل الدولية مع أي منحى ستتخذه الحكومة الاسرائيلية بالنسبة الى المنطقة.
وموسكو التي يهمها نجاح المؤتمر حول السلام الشامل الذي ستستضيفه، وألاّ يحمل في طياته عناصر تفجره، لا في الشكل ومستوى التمثيل الاسرائيلي، والذي قد يجر الى مستوى عربي مماثل اذا ما كان ضعيفاً، ولا في المضمون، لا ترى مانعاً في أن تعقد مؤتمرات دولية أخرى لحل النزاع في المنطقة. وتعتبر ان المؤتمرات تكمل بعضها، وانها تساهم في خلق الظروف المؤاتية والأجواء المناسبة لاستكمال ما قد يبدأ في موسكو، كما ان أي مؤتمر دولي آخر، قد يتوج انجازاً في موسكو من خلال استضافتها لأي مؤتمر يعقبه.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.