8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الحوار الأميركي مع إيران سينطلق بضوابط ويتزامن ومسار الحوار مع دمشق

يعود توقيت المبادرة التي أطلقها الرئيس الأميركي باراك أوباما في اتجاه إيران الأسبوع الماضي، الى أسباب خرجت بها الإدارة الأميركية نتيجة مراجعتها وتقييمها لوضع العلاقات الدولية ـ الإقليمية، وللدور الأميركي المطلوب في إرساء سياسة خارجية لا سيما حيال الدول التي تمثل محور عداء مع واشنطن.
وتفيد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة أن الإدارة وجدت بعد المراجعة، أنه لا داعي لانتظار الانتخابات الرئاسية الإيرانية، وما ستؤدي اليه، من أجل البدء بالحوار الأميركي ـ الإيراني، خصوصاً أن القرار الإيراني في شأن الملف النووي يمسك به مرشد الثورة علي خامنئي، وأن أي رئيس جديد أياً يكن سيعود الى مواقف خامنئي في هذا الموضوع. وبالتالي، قررت الإدارة فتح الحوار الآن مع طهران والتعامل حالياً مع خامنئي. ولا بد أن فتح الحوار، وعلى الرغم من برودة ردة الفعل الإيرانية، سيستدعي مراحل تمهيدية يجري حالياً تجسيدها عبر دعوة إيران للمشاركة في المؤتمر الدولي حول أفغانستان في لاهاي الثلاثاء المقبل، ومؤتر شنغهاي للدول المحيطة بأفغانستان، فضلاً عن تبادل الرسائل بين واشنطن وطهران عبر الدول المحورية في الشرق الأوسط.
إلا أن هذا الحوار، لن يكون بالنسبة الى واشنطن المبادرة، من دون أفق واضح.
وتبعاً لذلك ستحكمه عناصر مهمة هي:
ـ تعد الإدارة الأميركية لوضع مهل زمنية وضوابط للحوار، بشكل لا تجعله الرغبة في التفاوض يمتد زمنياً، وبحيث يمكن من خلال هذا التوجه، أن تتجنب الإدارة استخدام إيران للمنحى السلمي والحواري معها لتقطيع الوقت، وللملهاة لإنجاز القنبلة الذرية، إذ يجب تفادي حصول ذلك خلال فترة التفاوض.
ـ خلال مرحلة الحوار مع طهران، لن توقف واشنطن المساعي الدولية، وفي إطار مجلس الأمن الدولي لفرض عقوبات على إيران. والمساعي هذه لن تتوقف في المرحلة الراهنة والمستقبلية القريبة، إلا أن هناك انتظاراً لإعطاء فرصة للمبادرة السلمية قبل التخلي الأميركي النهائي عن منحى العقوبات.
ـ إن الحوار الأميركي ـ الإيراني سينطلق في موازاة انطلاق الحوار الأميركي ـ السوري. فالمساران سيتم التفاوض عليهما في الوقت نفسه، ولكن كل مسار سيكون منفصلاً عن المسار الآخر.
ونظراً الى أن قضايا المنطقة متشابكة، فإن الإدارة وجدت من الصعوبة السعي الى الحل في مكان وترك مكان آخر. أما لناحية أي مسار سيتقدم جوهرياً أكثر من الآخر، الإيراني أم السوري، فتلك مسألة تحتاج الى وقت لبلورتها، لأنها ستكون خاضعة لعوامل عديدة. إنما من المؤكد أن كل مرحلة يقطعها الحوار على مسار ستؤثر في التقدم على المسار الثاني.
وذكرت المصادر أن التوجه السابق لدى واشنطن كان يقضي بالبدء بحوار مع دمشق، بهدف إضعاف التحالف بينها وبين إيران. وتبين لها أن ذلك كان صعباً، خصوصاً وأن دمشق لن تتخلى عن تحالفها مقابل البدء بحوار غير معروف النتائج. ما يعني أن بدء الحوار الأميركي على المسار الإيراني، سيسهل بدء الحوار على المسار السوري. لأنه على الرغم من أن دمشق توّاقة الى الانفتاح الأميركي عليها، فإنها لم تتنازل عن مواقفها في بداية الحوار مع واشنطن، ومن خلال زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان، ومسؤول ملف المنطقة في مجلس الأمن القومي دانيال شابيرو اليها. وهذه المرحلة من التهيئة للحوار لم يعطِ خلالها أي طرف ايجابيات جوهرية، فلم يوافق فيلتمان على ما طلبته دمشق التي لم توافق بدورها على ما أبلغه إليها. ورفض فيلتمان استمرار صيغة الدوحة الذي طلبته دمشق منه، قابله، رفض سوري لعلاقة دمشق بالمعسكرات الفلسطينية المسلحة خارج المخيمات في لبنان، نافية ذلك.
كما ردت على سؤال متصل بعلاقتها مع حزب الله، بأنه يستحيل البحث في الموضوع وتدرك واشنطن جيداً مدى تأثير انطلاقة الحوار مع إيران وسوريا بالتزامن، ولم تكن تتوقع من الزيارة الأولى تعديلاً جدياً في مواقف دمشق.
ويترقب المسؤولون اللبنانيون هذه التحولات في الأسلوب، لمعرفة مصير التمسك السوري في ظلها، بحكومة وحدة وطنية على شكل الحكومة الحالية بعد الانتخابات بغض النظر عن الأكثرية والأقلية. وتقول المصادر الغربية، إن التمسك بهكذا حكومة يهدف الى توريط الموالاة في حال فازت المعارضة بالحكم معها في إدارة البلاد، على أساس أن المعارضة ليست لديها مقومات إدارة البلاد، وجعل المعارضة في حال فازت الموالاة، عنصراً معرقلاً وضاغطاً كما هو الأمر حالياً. كما يجب معرفة مصير تمسكها برفض الكتلة الوسطية ومدلولاتها بالنسبة الى قوة رئيس الجمهورية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00