8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

واشنطن لم تر تعديلاً في دمشق ولديها شروط لحوار الحزب

في زمن التمهيد للحوار الدولي الاقليمي، باشرت العواصم المهمة، تقييم الوضع اللبناني في ضوء الاستعدادات للانتخابات النيابية في السابع من حزيران المقبل، وما قد ينتج عنها، فضلاً عن انعكاسات اجواء المصالحات العربية على مرحلة ما بعد الانتخابات.
وافادت مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، ان الادارة الاميركية تقف الى جانب المقتضيات الدستورية في تشكيل اي حكومة لبنانية جديدة بعد انجاز الانتخابات النيابية، خصوصا اذا ما افرزت هذه الانتخابات اكثرية واقلية. وبالتالي تعارض واشنطن حكم الاقلية، وليس من مانع لديها بحكومة اكثرية مطعمة بالمعارضة، لكن الا تصل نسبة مشاركتها الى الثلث المعطل. لذا، فان واشنطن لا تؤيد مفهوم حكومة الوحدة الوطنية، الذي يتساوى فيها الفائز في الانتخابات مع الاقل فوزاً، وتدعو الى تطبيق الدستور على اساس ان اتفاق الدوحة تم التفاهم حوله لتمرير المرحلة التي كانت تفصل احداث ايار عن استحقاق الانتخابات النيابية.
أما في ما خص الحوار البريطاني مع حزب الله، فان لندن ابلغت واشنطن حول رغبتها بفتح خط حواري مع الحزب، قبل اعلانها عن مسعاها هذا. ويعود سبب تحفظ واشنطن الى امرين اساسيين: الاول، ضرورة انتظار بدء الحوار الاميركي الايراني المباشر والمعمق، والثاني هو ان الالتزامات الاميركية تختلف عن الالتزامات الاوروبية بالنسبة الى المصالح الاسرائيلية. اذ ان امن اسرائيل يشكل لدى واشنطن اولوية مطلقة.
وفي حوار مع حزب الله لا بد ان يمر في اطار تنفيذ شروط اميركية. ولعل ابرزها اعتراف الحزب باسرائيل، واعترافه بكل الاتفاقات السلمية التي وقعتها الدولة العبرية مع الاطراف العرب، ثم ازالة كل تهديد تعتبره اسرائيل مصدرا لها من حزب الله. في حين لدى اوروبا توجه ملفت بالنسبة الى حزب الله، انطلاقا من التجربة الايرلندية، ومحاولة تحويل الحزب عبر الحوار معه واقناعه، من حزب عسكري الى حزب سياسي. الا ان واشنطن لا تفرق بين الجناح العسكري للحزب والجناح السياسي. وتعتبره حزبا ارهابيا. في حين ميز الاوروبيون بين جناحي الحزب السياسي والعسكري. ومع تغيير الادارة الاميركية السابقة، واجواء الانفتاح والحوار الذي تتمسك به الادارة الحالية، وجد الاوروبيون لا سيما بريطانيا، ان هناك مظلة كبرى دولية، بحكم ما هو متاح، يمكن لاطرف اوروبيين وعرب التحرك في سياقها واطلاق مبادرات متنوعة تصب في خانة السعي لتنفيذ المطالب الدولية من ايران وسوريا وكافة الجهات والتنظيمات المسلحة ذات ارتباط بهما لاسيما الحزب وحماس.
وحول الجولة الاولى، من التمهيد للحوار الاميركي مع سوريا، والتي تمت من خلال زيارة مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الاوسط السفير جيفري فيلتمان، ومسؤول الشرق الاوسط في البيت الابيض دانيال شابيرو الى دمشق اخيرا، فان التقرير الاميركي يفيد ان الرجلان لم يسجلا وجود نَفَس سوري جديد في ما خص التعاون مع الطلبات حول المنطقة. كما انهما لم يلمسا وجود نية تعديل المسار تجاه لبنان. انما يرى التقرير ان عدم الحوار والمقاطعة مع سوريا لم تجد نفعاً، وان تجربة جديدة ستتبع من خلال الذهاب في حوار مباشر وانتظار النتائج التي سيوصل اليها.
وتكشف المصادر، انه لن يكون في المدى المنظور خطوة تالية اميركية حيال سوريا، ولن يستتبع زيارة فيلتمان وشابيرو قريبا اي تحرك على المسار الثنائي الاميركي السوري. ذلك ان اي خطوة حيال سوريا، مرتبطة بسلسلة من الاستحقاقات في المنطقة، وفي مقدمها: انتظار التحرك العربي الجديد، والنفس العربي الانفتاحي مع دمشق والمدى الذي سيبلغه، والتقدم الذي سينتجه، ثم تشكيل الحكومة الاسرائيلية والتوجهات التي ستضعها، والانتخابات الرئاسية الايرانية حيث ستركز واشنطن على تعميق الاتصالات مع طهران بعد الانتهاء من هذا الاستحقاق، على الرغم من اعلان الرئيس الاميركي باراك اوباما بالامس عن الصفحة الجديدة التي يرغب في البدء بها معها.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00