8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

دور عربي مسهّل مع دمشق قبل حوارها مع واشنطن

هل يمكن اعتبار ما يحصل من تحرك عربي ودولي مع سوريا وإيران، هو لفك التحالف بينهما، وما هي طبيعة المباحثات مع الدولتين الإقليميتين، في مرحلة ما قبل الإعلان الواضح عن السياسة الأميركية الخارجية.
تؤكد مصادر ديبلوماسية بارزة، أن المطلوب عربياً ودولياً قد لا يكون فك التحالف، بقدر ما هو تحسين العلاقات المتبادلة. إذ يسجل خلال الأيام الماضية اتجاه لدول الخليج المحورية لتحسين ظروف العلاقات مع إيران ومع سوريا على خط مواز. يقابلها تقارب بالشكل من هاتين الدولتين، خصوصاً وأن الأمور الخلافية لم تبحث بعد في العمق، والتي سيصرّ فيها العرب والمجتمع الدولي، على ثوابتهما ومطالبهما من هذين البلدين. وبالتالي، انه مسعى لتعاون بناء بين الجميع ليحل محل التحالفات على أساس أن إقامة التحالف يهدف الى معاكسة تحالف آخر. ولا تُرسم الأمور الآن لتكون هناك تحالفات وتحالفات مضادة، بل لإقامة نوع من التعاون الدولي ـ الإقليمي سبيلاً لحل المشاكل العالقة على الأسس التي يتمسك بها المجتمع الدولي.
فهي طريقة جديدة في التعاطي مع قضايا المنطقة والعالم، وبمباركة أميركية بدأت بوادرها تظهر، إذ ستستبدل السياسات الماضية هذه المرة بالجزرة بدلاً من العصا، وبسياسة مد الجسور بدلاً من المقاطعة، واستهلت بالتعاطي الأميركي مع روسيا وتنتقل الآن الى الشرق الأوسط، وحيث موضوع المحكمة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، هو خارج نطاق الأخذ والرد في الحوارات والمباحثات في المنطقة.
وتقوم عملية مد الجسور، على فتح العلاقات مع سوريا، وعلى التقارب مع إيران ومحاورتها عبر الحوافز، كما يتم التهيئة له في ما خص الحوار معها حول أفغانستان.
كما أن تركيا تمهد لمد جسور مع إيران بموافقة أميركية، ثم زيارة أمير قطر الى طهران. وقد تم تفعيل الدور الخليجي كمسهل في هذه العملية، وناقل رسائل الى الدول الإقليمية حول الساحة الدولية الجديدة والاستعدادات الحاصلة لرسم حديث لقواعد اللعبة فيها وهو في طريقه الى البلورة، ويستبق مرحلة ظهور السياسة الأميركية الخارجية خلال ثلاثة أشهر من الآن. وهو ما يتم وسط إعادة قراءة للدول المعنية كافة، مع الإشارة الى أن ثمة دولاً استطاعت أن تدرك بسرعة تطورات المرحلة المفصلية، وأخرى لا تزال تشهد في أدائها تردداً وتأخراً.
وفي إطار السياسة التحفيزية مع إيران، بدأت الاتصالات البريطانية، مع حزب الله، حيث هناك مسعى، استناداً الى المصادر، لطرح أفكار بهدف إحداث اختراقات في المشهد السياسي الإقليمي. والمسعى لا يزال في بداياته، وهو سيواكب أي حوار دولي مع إيران حول ملفها النووي. كما أن من شأنه، إذا ما أتيحت له الفرصة للمتابعة، الإسهام في تسهيل الحوار اللبناني الداخلي، حول الاستراتيجية الدفاعية، وإيصاله الى خواتيمه المطلوبة. وهذا سيكون مماثلاً لأهداف انطلاقة الحوار البريطاني مع حماس على المستوى الفلسطيني.
أما على خط العلاقات الانفتاحية مع دمشق، فإن المطلوب من دور عربي، هو أن تحظى سوريا بمحيط من أجواء الارتياح، تقوم فيه الرياض والقاهرة والجامعة العربية لا سيما أمينها العام عمرو موسى، في الأشهر الفاصلة عن بدء الحوار المعمق بينها وبين واشنطن. فتكون هناك نحو 6 أو 7 أشهر من الامتحان أو السعي لبناء الثقة قبل الحوار الأميركي الفعلي معها. وهذا الحوار سيتناول كل المطالب الدولية منها، إن حيال لبنان والمنطقة، أو ما خص سلوكها.
وفي ظل الحركة الدولية ـ الإقليمية، يبدو اللافت أن إسرائيل هي في المواجهة، بوجود التطرف الذي تمثله الحكومة، وأقصى التطرف الذي يمثله وزير الخارجية المقترح افيغدور ليبرمن، والذي يحاول السيطرة على السياسة الخارجية واتجاهاتها وعلى منحى العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. ولن تكون فقط الدول العربية بكل شرائحها في هذه المواجهة، إنما أيضاً واشنطن بذاتها، خصوصاً إذا ما رغبت فعلاً في تحقيق تقدم جوهري في عملية السلام في المنطقة، وهي مسألة حيوية بالنسبة الى دمشق، والحوافز الدولية التي ستعطى لها لتسهيل تعاونها في الملفات المطلوبة منها. كما أنها حيوية بالنسبة الى الفلسطينيين ومستقبل دولتهم، فضلاً عن أهميتها بالنسبة الى استقرار لبنان وإزالة العديد من عناصر التوتر وزعزعة الأمن، والمبررات أمام بقاء السلاح غير الشرعي في يد التنظيمات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00