8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الأوروبيون قدّموا ما في وسعهم...

وضع أكثر من مسؤول أوروبي بارز، تقويماً لنتائج الانفتاح الأوروبي على دمشق، ولآفاق التهدئة الدولية ـ الإقليمية التي أمكن تحقيقها من خلال الدور الأوروبي، وانعكاس ذلك على الوضع اللبناني.
وتبيّن من خلال التقويم، أن هناك إجماعاً أوروبياً واضحاً على أن أي حوار أو انفتاح لم يكن على حساب لبنان، وأن مستقبله أيضاً، مهما وصلت حدوده لن يكون أيضاً على حسابه. ويتبيّن كذلك أن الأوروبيين قدموا ما يمكن لهم تقديمه في إطار العملية الانفتاحية، وليس باستطاعتهم تقديم أكثر في انتظار الدور الأميركي المرتقب إعادة تفعيله.
وفي إطار التهدئة المعقولة التي تحققت من خلال الدور الأوروبي مع سوريا ومع إيران أيضاً، جرى التقاء في المصالح بين هؤلاء الأطراف الدوليين والإقليميين وصل الى حدود معينة، لم يكن من السهل تجاوزها في غياب الدور الأميركي الفعلي، وهو بات الآن محور ترقب مع دعوة وزارة الخارجية الأميركية السفير السوري في واشنطن للحوار حول مسائل ذات صلة بالعلاقات الثنائية ومواضيع متعلقة بأوضاع المنطقة. وفي المرحلة الحالية، تمكنت دمشق من التجاوب مع الانفتاح الأوروبي عليها، لأنها كانت تحتاج جداً، الى كسر العزلة الدولية، وترافق ذلك مع السماح بترطيب الأجواء الداخلية في لبنان، وإقامة التبادل الديبلوماسي، لكن في حدود أبقت معها كل عناصر التحكم ببعض المفاصل موجودة ومفتوحة على كل الاحتمالات في أي لحظة كأوراق لا يمكن التخلي عنها من دون ثمن، بحسب ما ترغب في كسبه.
وبالنسبة الى الأوروبيين، فهناك جملة عوامل، استناداً الى المصادر، دفعت بهؤلاء الى استعادة قنوات الحوار مع دمشق والانفتاح سياسياً عليها تمهيداً لانفتاح اقتصادي. أبرزها: موضوع اليونيفيل في الجنوب، والقلق والخوف الدائمين من جانب الدول المساهمة على سلامتها، ما يجعلهم يفضلون إقامة حوار مع دمشق ولو ضمن أطر محددة، ما يريح الوضع، ويخفف من عوامل التوتر.
ثم إن فرنسا والأوروبيين الآخرين، وجدوا أنهم حققوا مكسباً من خلال التهدئة، وتبادل الزيارات مع المسؤولين السوريين، إن بالنسبة الى تمرير مرحلة الانتخابات النيابية في لبنان، أو بالنسبة الى تمرير موعد انطلاقة العمل الفعلي للمحكمة الدولية. وتتوقع المصادر أن تتكثف الجهود الأوروبية في الأشهر المقبلة لإعادة الوضع اللبناني الداخلي الى توازنه وتوفير حد معقول من الاستقرار السياسي والأمني لكي تجرى الانتخابات في ظل ظروف جيدة أمنياً وسياسياً.
كذلك، إن الأوروبيين يتحضرون ومن خلال انفتاحهم على دمشق، لمواكبة أي انفتاح أو حوار أميركي عليها، بحيث لا يبقوا خارج الموضوع.
كما أنه لدى الأوروبيين طموحاً بأن يؤدوا دوراً فاعلاً في تحريك عملية السلام في الشرق الأوسط، وأن يكونوا بالتحديد عرابين أي تفاوض علني ومباشر بين سوريا وإسرائيل. وبالتالي، يعتقدون أن دورهم هذا لا يتحقق، إلا إذا كانت لديهم علاقة حسنة أو حوار ولو بحدود ضيّقة مع الأطراف المعنية.
وتستبعد المصادر أن يقوم الأوروبيون بعقد تسويات مع سوريا أو إيران، في ظل عدم مشاركة الولايات المتحدة. لذلك، إن مرحلة الانتظار لبلورة المعطيات الكافية في السياسة الأميركية تتطلب هذا الدور الأوروبي الذي يخلق نوعاً من إعادة التمركز والجهوزية الإقليمية، لحين بدء حوار أميركي ـ سوري وأميركي ـ إيراني، ولحين قيام مبعوث أميركي من الإدارة بزيارة البلدين، على الرغم من أهمية ومدلولات زيارات رجال الكونغرس إليها.
ولدى فرنسا، اهتمام لعقد مؤتمر للسلام في الشرق الأوسط في باريس، وهي تعمل على إنضاج هذه الفكرة من خلال اتصالاتها بكل الأطراف المعنية. وفي ضوء خلافات فرنسية ـ روسية لا سيما حول مسائل الغاز، فإن باريس تدفع لاستضافته في الربيع وإن كان في إطار لا يتصل بسياق أنابوليس. إلا أن هناك صعوبة حتى الآن في عقده، وقد يتأجل الى الصيف، نظراً لانتظار وضع الإدارة الأميركية أولوياتها، ولمعالجة الرفض الروسي لهذه الفكرة، حيث تعتبر موسكو أن ذلك يطيح مؤتمرها. فضلاً عن مقتضيات انتظار تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة والتحالفات التي ستشملها، وطريقة تعامل الإدارة الأميركية معها، وفي مقاربة ملف السلام في المنطقة، والحوار الإقليمي.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00