8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الدورة 131 تقر جدول أعمال القمة العربية والتقارب السياسي يحدد سقف المقررات

تتركز المشاورات العربية القائمة على أكثر من مستوى، على انعقاد القمة العربية العادية في 28 آذار المقبل في الدوحة، وما يمكن ان يقدمه هذا الاستحقاق الى الوضع العربي وتضامنه ووحدته امام كل التحديات الداخلية والخارجية.
وتفيد أوساط ديبلوماسية عربية، ان ملامح انجازات القمة، سيؤشر اليها الموعد التحضيري للقمة، وهو اجتماع الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية في الدورة 131 العادية التي ستعقد في 3 و4 آذار في القاهرة، ويسبقها الاجتماع التمهيدي على مستوى المندوبين الدائمين يومي 1 و2 آذار. ويكتسب هذا الموعد أهمية بالنسبة الى ما ستظهره القمة. ليس لأن اجتماع الجامعة سيقر جدول أعمال القمة فحسب، انما ايضا، لأن الفترة الزمنية الفاصلة عنه، قد تشهد كما يتم العمل له، قمما ثنائية او ثلاثية عربية تجمع محاور لها تأثيرها على الموقف العربي، وستكون استكمالاً لمسار المصالحات العربية في قمة الكويت الاقتصادية. كما انه على هامش الدورة 131، ستنعقد اجتماعات وزارية عربية مهمة، في متابعة تطور الوضع العربي، ولا بد انها ستؤثر على الاتجاهات في المواقف العربية والتي سيجسدها اعلان الدوحة، اي مقررات القمة.
وأظهرت المشاورات. ان هناك شبه تفاهم عربي على التهدئة، وترطيب الأجواء قبل القمة، في اطار اتجاه عربي كامل لتحقيق ذلك، من شأنه استعادة التضامن او حد معقول منه، والذي كان مفقوداً في قمة دمشق في آذار الماضي. وكذلك، من أجل البحث الجدي بموضوع مبادرة السلام العربية، والقمة مدعوة لاعادة تأكيد موقف العرب منها، وستلتئم اللجنة العربية الوزارية الخاصة بالمبادرة في مناسبة انعقاد الدورة في مقر الجامعة، حيث ستتم مناقشة مقتضيات التحرك العربي وتوقيته، وهناك ميل عربي للتريث في التحرك، حتى تتبلور الصورة في اسرائيل لدى تأليف الحكومة الجديدة. لكن اجتماع اللجنة في حد ذاته يؤكد جهوزية الجانب العربي وجديته في الطرح، في وقت سجلت الادارة الاميركية اهتماما خاصا بالبناء على المبادرة في الحل للنزاع في المنطقة. الا ان ما يلزم الجهوزية العربية، اتصالات مع الغرب من شأنها التمهيد لملاقاة الموقف العربي، والتفاهم بين الولايات المتحدة واسرائيل حول بحث المبادرة، وهناك قلق عربي من فوز التطرف في اسرائيل، على اعتبار انه لو فاز من هم اقل تطرفاً، لكانت الأمور اسهل بالنسبة الى العرب والمبادرة.
وفي الوقت الذي تحدثت مصادر قريبة من الجامعة، عن ايجابيات سجلها الأمين العام عمرو موسى نتيجة زيارته لدمشق، تؤكد الأوساط العربية، ان هناك ثلاثة عناصر مرتبطة بالجو العربي الجديد، والذي يسبق القمة، وابرزها: القضايا المصيرية لدى العرب، والقضايا الصغيرة، وموضوع التهدئة والاستقراء اللازمين للأجواء. ففي الأولى: فان التقارب الحاصل خطوة اولية، لكنها ليست كافية، وخصوصا أن المواقف التي ميزت بعض الأفرقاء من الأحداث السياسية لم تتغير. وهذا ما تدل عليه بعض التطورات اللبنانية، والفلسطينية الداخلية، وأخرى في المنطقة، والعلاقات الاقليمية وانتظار الاثمان، والقضايا المصيرية تحتاج الى جهود واسعة، الا ان التقارب يجعل معالجة المواقف القديمة بطريقة ديبلوماسية ومرنة، وليس عبر المناكفات والتصادم.
اما القضايا الصغيرة، فيمكن حلها بالتقارب العربي، الذي يضفي مناخاً ايجابياً على العلاقات بين الأفرقاء في لبنان وعلى الوضع الامني وعلى بعض المفاصل في الموضوع الفلسطيني. ووجود التقارب له تأثيره ايضا على نواح عديدة في العمل العربي المشترك والمقررات العربية.
اما بالنسبة الى التهدئة وانعكاساتها، فانها ستخفف الاحتقان، وستوفر حداً معقولا من التضامن العربي في القمة، وهذا مسار طويل لا يمكن ضمانه بسرعة وسهولة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00