خطت الإدارة الأميركية خطوات جوهرية على صعيد الإعداد لسياستها الخارجية، بالتزامن مع إطلاقها الخطة الاقتصادية لإنقاذ الوضع الداخلي.
ففي حين بدأت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون جولة آسيوية، تؤشر الى النظرة الشمولية لإدارتها على المستوى الخارجي، وضرورة إشراك بعض الدول الحليفة في إعادة بناء القدرات ولا سيما بعد الأزمة المالية، فضلاً عن إشراكها في التشاور السياسي، فإن مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، تتوقع ان ينجز الرئيس باراك أوباما حملة التعيينات الجديدة لاستلام الملفات في منتصف شهر آذار المقبل، بحيث سيتم توزيع المهمات الرئاسية.
وسيقدم الموفدون الرئاسيون تقاريرهم الدورية، مباشرة الى أوباما وعبر مجلس الأمن القومي.
ويرتقب ان يتم تكليف نائب مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط السفير جيفير فيلتمان الاهتمام بالملف اللبناني مباشرة، نظراً الى خبرته في هذا الشأن عندما كان سفيراً سابقاً في لبنان وعلى مدى ثلاث سنوات ونصف السنة. وكذلك تكليفه في الوقت نفسه والى حد ما الملف السوري. ومن المقرر ان يزور فيلتمان بيروت نهاية الشهر المقبل أو في نيسان. كما ان وفداً رفيعاً من الإدارة سيزور لبنان خلال هذه الفترة.
وسيشكل فيلتمان مع الموفد الخاص للشرق الأوسط جورج ميتشل، والمكلف الملف الإيراني دنيس روس، فريق عمل متكاملاً، بالنسبة الى تقديم كل المعطيات الى الرئاسة الأميركية حول المنطقة. وستساهم تقارير المسؤولين عن الملفات، في صناعة وتحديد السياسة الخارجية وأولوياتها، في حين ان وزارة الخارجية ستنفذ ذلك، عبر الدور الفعلي لها في الترويج لأهداف الولايات المتحدة، ولصورتها في العالم، والتركيز على منحى التنمية والاعمار وبناء قدرات العسكر، اذ لن يتم التخلي عن الخيارات العسكرية. انما الأولوية حالياً لإعادة بناء القدرات وبطريقة مرنة حوارية.
ويتحدث أكثر من مسؤول أميركي عن عبارة الشرق الأوسط الجديد الذي ستتضح مفاهيمه الأميركية من خلال العمل السياسي، وما إذا كان يختلف عن الشرق الأوسط الكبير الذي وضعت الإدارة السابقة تحقيقه هدفاً لها. وليس واضحاً ما إذا يعني ذلك اعتراف بدور قوى إقليمية لا سيما إسرائيل وتركيا وإيران.
وفضلاً عن الاتجاه في التعيينات لكي يكون المسؤولون عن الملفات أمام الرئاسة من الوزارات المعنية، فإن المصادر ترى فارقاً بين زيارات أعضاء في مجلس الشيوخ للمنطقة، ومسؤولين في الإدارة لا سيما الموفدين الرئاسيين، من حيث الأهداف. هذا ما يتصل بزيارتي كل من ميتشل ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جون كيري الى المنطقة خلال أيام.
ذلك ان زيارة كيري، كما غيره من الوفود الأعضاء في الكونغرس، لها طابع استطلاعي، لتكوين صورة ونقلها الى الكونغرس، وليس لها مهمة نقل رسائل، انما قد تسهل أمام السلطة التنفيذية بعض المهمات والخطوات.
كما يمكن ان يكون الكونغرس على علم بتفاصيل وضع ما إذا ما تم عرضه عليه من الرئيس، أو الإدارة. ويمكن للكونغرس إبداء الرأي في ضوء استطلاعه، لكنه لا يلزم الإدارة بالسياسة الواجب اتباعها.
وهنا تكمن خلفية زيارة كيري الى لبنان وسوريا والمنطقة. إلا ان جولة ميتشل المرتقبة مختلفة الابعاد، فهو يمثل السلطة التنفيذية ويستطيع نقل رسائل، وجولاته المكوكية الى المنطقة ستبلور مع الوقت ملامح السياسة الخارجية وتنفذها.
وتلفت المصادر الى ان بلورة السياسة بالكامل لن تكون سريعة، وقد تستغرق حتى أيلول، فيكون كل الموفدين بدأوا عملهم، وبدأت تقاريرهم تدرس ويكون الكونغرس أيضاً قد عاد الى نشاطه من عطلته، وسيسهم الموفدون الخاصون مساهمة فاعلة ليس ضمن وزاراتهم فحسب، بل ضمن فريق العمل التابع لمجلس الأمن القومي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.