8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ترقب دولي للدينامية الداخلية وارتياح للتهدئة

يستدعي الوضع اللبناني بالنسبة الى الدول الغربية المهتمة بشأنه، حالاً من الترقب بدقة لتطورات الأمور، بحيث ان هذا الوضع ليس محور مبادرات محددة في المرحلة الفاصلة عن بلورة الادارة الأميركية لسياستها الخارجية. وبالنسبة اليها أيضاًً، فإن الدينامية السياسية الداخلية محور متابعة من كثب، فضلاً عن الاستعدادات والاتجاهات التي ترتبط بما يمكن أن تكون عليه نتائج الانتخابات النيابية في حزيران.
وتفيد مصادر ديبلوماسية بارزة ان هناك ارتياحاً دولياً لمسار التهدئة في لبنان، الأمر الذي يبعد الخطورة عن أوضاعه في الفترة الضبابية الراهنة، وما دام مسارها مثمراً حتى الآن، فيمكن انتظار المرحلة المقبلة. واستمرارها المتوقع، سيمكّن المجتمع الدولي لاحقاً من التأسيس عليها للتعامل مع الوضع اللبناني، وبعد الانتهاء من التموضع الدولي ـ الاقليمي، وعلى الرغم من الوضع الممسوك، فإن ضرورات التنبه تبقى قائمة على المستوى الأمني بحيث إن هناك مجموعات صغيرة تحاول العبث بالاستقرار، وأفرقاء ثانويين يحاولون الدخول على الخط للتأثير سلباً في مجريات التهدئة.
وما يساهم في تعزيز آفاق التهدئة، الداخلية جملة معطيات دولية واقليمية، لعل ابرزها:
ـ وجود اتجاه أميركي لدى الادارة بأن تحدد في شهر آذار المقبل، بوضوح، ماذا تريد من ايران. ويسبق هذا الموقف المرتقب، ابداء ايران ايجابيات في ما تتوقعه من الادارة في سياستها معها.
ـ تنتظر المصادر ان يتم تشكيل الحكومة الجديدة في اسرائيل من الآن حتى منتصف الشهر المقبل. وعلى الرغم من التطرف الفائز، ومن أن تاريخ الصراع العربي ـ الاسرائيلي كان شهد حلاً مع اليمين، وليس مع الوسط، الذي لم يتمكن من التوصل الى اتفاقات جدية مع العرب، الا أن توجهات الادارة الأميركية ستضع ضوابط على المسلك الاسرائيلي بحيث لا يمكن لتل أبيب أن تخرج عنها.
وأولى البوادر للسلام من جانب الحكومة الاسرائيلية الجديدة، ستظهر من خلال التحضيرات لعقد مؤتمر للسلام في موسكو، التي استأنفت التحضير الأولي له، من خلال الجولة الحالية لوزير خارجيتها سيرغي لافروف في المنطقة.
ـ وفي مرحلة بلورة المواقف هذه، هناك جهود عربية تبذل لتوحيد الصف، ولتوجيه العمل بالمبادرة العربية للسلام، وذلك لكي تحقق قمة الدوحة في 28 آذار المقبل حداً مقبولاً من التماسك العربي والسعي لاعادة زمام الملفات العربية الى العرب انفسهم. ويسبق ذلك اجتماع للجنة الوزارية للمبادرة العربية في مناسبة انعقاد الدورة 131 للجامعة في الأسبوع الأول من آذار، لاعادة تفعيلها، على أبواب انعقاد الرباعية الدولية التي ستطلق جهوداً اضافية للسلام في المنطقة.
ـ هناك مناخ عربي جديد بدأ يظهر ولا سيما على مستوى العلاقات السعودية ـ السورية. تقول المصادر، انه سيعزز الجهود الداعمة للمبادرة، كما انه سيقوي المصالحة العربية التي أنجزت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في قمة الكويت الاقتصادية. وسيجعل المصالحة تشق طريقاً يعيد رسم العلاقات بصورة سليمة، وقد ينتج عن التحرك الأخير حولها، مسعى لجمع وزيري خارجية البلدين قبل اجتماعات الدورة 131.
ـ هناك حوار دولي مع دمشق يكرسه الأوروبيون، وستضفي زيارة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في ملجس الشيوخ الأميركي جون كيري اليها نهاية الأسبوع الجاري، على هذا الحوار تجسيداً لقواعده، والتي تقوم خصوصاً على حياد لبنان المستقل والسيد عنه. ويسبق كيري الموفد الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل الى دمشق والذي لم يعلن بعد موعد زيارته اليها. وهناك تركيز على تحريك المسار السوري ـ الاسرائيلي، ومعرفة الاستعدادات حول ذلك في ضوء الحكومة الجديدة في اسرائيل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00