8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

حظوظ نجاح تحرك موسى دونها عقبات غير عربية

لم يكن التحرك العربي الذي قام به الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى في حد ذاته لافتاً ومهماً فحسب، إنما أيضاً النظر إلى حظوظه بالنجاح وسط التجاذبات والانقسامات العربية الحادة والعوامل الخارجية التي تقف وراءه.
وتفيد مصادر عربية بارزة، أن جولة موسى على عدد من الدول العربية هدفت إلى تنقية الأجواء، عبر تقديم الأفكار التي تصبّ في خانة توحيد المواقف، والتقليل من التباعد. وهذا المسعى ينطلق من مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز التي أدت إلى المصالحات العربية في قمة الكويت الاقتصادية الشهر الماضي. وبالتالي، يأمل الأمين العام من خلال تحركه في تبريد الأجواء، بعد مرحلة كسر الجليد، والتركيز على عناصر التهدئة، ومتابعة مفاعيل المبادرة، وما آلت إليه، وفي ضوء ذلك، تسجيل مكامن العرقلة، لاستكمال الجهود، ووضع النقاط والعناصر التي يمكن العمل عليها، لتحقيق اختراقات إيجابية في مجال دعم المبادرة حتى النهاية، وتكريس أهدافها بشكل واقعي.
وتعلق المصادر أهمية كبرى على جولة موسى لناحية الإمكانات في أن تساهم بحل القضايا الشخصية العالقة بين القادة العرب وإشكالاتها. إلا أن حظوظ نجاحها، في التوصل حالياً إلى تسوية الأمور الأساسية والصراعية، لا سيما ما يتصل بالأبعاد الخارجية والإيرانية تحديداً، لا تزال دونها عقبات، لأنها في الواقع ليست محصورة بإرادة الأمين العام، الذي يعمل للوفاق العربي. ومن المؤكد أن نجاح أي تحرك مستقبلي لموسى في تقريب وجهات النظر العربية، وتحقيق حد معقول من المصالحة، سيتم بعد توافر الظروف الدولية ـ الاقليمية المتاحة، خصوصاً في ضوء ما ستنتهي إليه الإدارة الأميركية الجديدة في سياستها المرتقبة مع إيران، وهذا ما سينعكس على العوامل غير العربية في الانقسامات العربية، لأن القصة ليست عربية، وحتى الآن لم يصر إلى تحييد المواضيع العربية عن الصراعات غير العربية. ومحاولة موسى الراهنة في تحييدها ودفع مبادرة الملك عبدالله إلى الأمام، تبدو قضية معقدة وشائكة، لكن المحاولات ستستمر لتحقيق اختراق في ذلك.
وتعطي المصادر مثلاً واحداً على التعقيدات، هو أن قطر دعت إلى عقد مؤتمر لإعادة إعمار غزة في شهر آذار المقبل، وهذه الدعوة جاءت بعد دعوة مصر الى مؤتمر للغاية نفسها وفي الشهر المقبل أيضاً، وثمة استغراب مصري لهذه الدعوة القطرية خصوصاً بعد المصالحة التي تمت في قمة الكويت بين رئيسي البلدين.، في حين لم تعلق قطر حتى الساعة على الاستغراب المصري. هذا المثل وغيره من الوقائع، تُحرّك مسعى الأمين العام، لكن الضبابية لا تزال تحكم النتائج، مع الإشارة إلى أن الرسالة التي وجهها مؤتمر أبوظبي لوزراء خارجية عرب واضحة بالنسبة إلى وضع خط أحمر لتدخل إيران بالشأن العربي.
ويبدو أن انعقاد القمة العربية العادية في قطر نهاية آذار وتسلم الدوحة رئاستها من دمشق، سيكون بمثابة استحقاق جديد أمام وحدة الصف العربي، والعمل العربي المشترك. وتشير المصادر إلى أن لدى قطر طموحاً الى تأدية دور ما خلال توليها لرئاسة القمة، قد ينسحب على التعاون مع موضوع المصالحة العربية ومستقبلها. إلا أن أي دور من جانبها يبدو محفوفاً بالمخاطر إن لم يكن ينطلق من وحدة الموقف المنسجم مع الثوابت العربية، وبالتنسيق مع الدول العربية المحورية لا سيما السعودية ومصر.
فالرئاسة السورية للقمة على مدى عام لم تقم بتحرك جديد، وربما يعود السبب إلى العزلتين العربية والدولية اللتين كانتا مفروضتين على دمشق، فضلاً عن امكان وجود أسباب متصلة بتزامن العزلة مع انفتاح من جانبها على التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، وهي المسألة التي كانت محور اهتمام عربي لاشغال دور دمشق بها، والتي كانت ولا تزال في سلم الأولويات، أي مقابل يقدم الى سوريا في حال سجلت إيجابيات مستمرة في ملفات المنطقة ولبنان.
وفي مجال الرئاسة العربية الآن، فإن الكرة في الملعب القطري، ولا بد أن الاستفادة من الظروف التي رافقت الأداء السوري في الرئاسة ستكون محط أنظار المسؤولين في الدوحة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00