8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

مهمة ميتشل في المنطقة تستغرق وقتاً لإعداد التقرير الشامل

تستبعد مصادر ديبلوماسية غربية ان تشمل الجولة المرتقبة للموفد الرئاسي الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل دولاً أخرى في المنطقة مثل لبنان، ذلك ان زيارته المحددة في 26 شباط الجاري، ستكون استكمالاً للأولى، بحيث سيكون التركيز على الموضوع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ولم يحن بعد أوان الملفات الأخرى، التي لا تقع حالياً على جانب من الأولوية المطلقة في سياق الاعداد للسياسة الاميركية الخارجية.
ولدى ميتشل تعليمات بضرورة ان يأخذ وقته في المهمة المكلف بها، بالتزامن مع انتظار الإدارة في واشنطن استحقاقين أساسيين في المنطقة هما الانتخابات الاسرائيلية والانتخابات الرئاسية الايرانية. إذ لن يكون هناك تفاهم مع قيادة منتهية ولايتها، بل مع أخرى تليها في تسلم سدة الحكم، في حين ان هذه الادارة مدركة تماماً على المستوى السوري، اهمية الكلمة الفصل لايران، وللتأثير الايراني في هذا المجال.
ومن خلال دور ميتشل في هذه المرحلة، وحيث من المقرر أن يفتتح مكتباً له في القاهرة، فإنّ ما سيعده للادارة لكي يشكل قاعدة أساسية في تحديد استراتيجيتها وسياستها الشرق أوسطية، يتمحور حول ما يلي:
ـ جمع المعطيات حول تطور الموقف في دول المنطقة، والتي سيستكمل جولته فيها لتشمل لبنان في سياق الجزء الثاني من مهمته لدى توسيع نطاقها، ولا يمكن للإدارة الابتعاد عن المواضيع الأخرى في المنطقة ولاسيما الموضوع اللبناني مهما كانت الظروف المستجدة، كونه مؤشراً إلى موازين القوى الدولية الاقليمية، خصوصاً على عتبة الاستعداد للانتخابات النيابية.
ـ دراسة المصالح الاميركية من جراء احتمالات اتخاذ المواقف حيال قضايا المنطقة، واحتساب مردود هذه المواقف بالنسبة إلى الاستراتيجية الاميركية والثوابت الاميركية.
ـ تقييم تقاطع المصالح الاميركية وغير الأميركية، أي المصالح التي يجب ان تؤخذ في الاعتبار للحلفاء، ومصالح للدول غير الحليفة والتي قد تتقاطع مع مصلحة واشنطن أو تتعارض معها. الأمر الذي يساهم في بناء السياسة الاميركية بصورة دقيقة.
ـ تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لدى الحلفاء، خصوصاً في المنطقة لأن إرساء السياسة معها يتطلب الادراك العميق لهذا المسار، مع ما يؤثر في مواقع الحلفاء داخل بلدانهم، وما الامكانات المتاحة لتعزيزها، ومستقبل ذلك.
ـ سيناقش الرئيس الاميركي باراك اوباما مباشرة، أو عبر فريق عمله وعبر الديبلوماسية الاميركية، مع الحلفاء الاوروبيين نظرتهم إلى قضايا المنطقة وسبل التحرك، ومكامن مصالحهم في كل عنصر من الاتجاهات المحتملة وحساباتهم ازاءه. وحتى الآن يتبين ان فرنسا وأوروبا، أبلغتا واشنطن رغبتهما في استمزاج الموقف الاميركي حيال فكرة عقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة، من دون تحديد موعده أو مكانه، إنما طرحتا أن يكون في أقرب فرصة، كما أبلغتا ضرورة انتظار نتائج مهمة ميتشل الشاملة، لكي تتمكن الادارة من وضع سياسة لها في هذا الاطار.
ـ استكمال عملية الاستماع إلى الحلفاء العرب حول نظرتهم إلى الحلول في المنطقة، بحيث ان تحرك ميتشل الاول في اتجاههم سيتكرر وستتعمق المباحثات، حول الاستعدادات التي ظهرت من خلال اجتماع وزراء الخارجية في ابوظبي، بالنسبة إلى القدرة على المبادرة السياسية، والتمسك بالمبادرة العربية للسلام كحل للنزاع العربي ـ الإسرائيلي، والسعي إلى تفاهم مع الولايات المتحدة، وضرورة إنقاذ نتائج مؤتمر انابوليس.
ولن تبدأ إدارة اوباما بتنفيذ خطة تحركها، إلا بعد دراسة تقرير ميتشل الشامل الذي سيأخذ النقاط المذكورة في الاعتبار، فضلاً عن ضرورة توضيحه في تقريره لما يمكن ان تقوم به الولايات المتحدة في مسألة الوضع المعقد والدقيق الذي كان لفت إليه في زيارته الاولى للمنطقة، حيث ان هناك تشعبات أخرى للمصالح الأميركية، والفكرة منها افغانستان واذربيجان، والنفوذ الايراني في آسيا الوسطى، وليس النفوذ الايراني في الشرق الاوسط فحسب، وتشير المصادر إلى وجود اتصالات اميركية ـ ايرانية غير مباشرة في العراق، بدأت منذ أسبوعين، وهي تتناول كل مواقع النفوذ الايراني، وقد تمهد لاتصالات مباشرة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00