8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

واشنطن تستعيد المبادرة في المنطقة ومشاورات تنسيقية مع فرنسا

بدأت الولايات المتحدة وفرنسا اتصالات ومشاورات في ما بينهما، بصورة بعيدة من الأضواء، استعداداً للعمل معاً في المرحلة الجديدة بعد تولي الرئيس الأميركي باراك أوباما الحكم، ولاستكشاف معالم الدورين الأميركي والفرنسي في قضايا الشرق الأوسط، والعالم، في ضوء ذلك، بشكل تفصيلي.
وتفيد مصادر ديبلوماسية غربية بارزة، انه بعد انتهاء المرحلة الانتقالية بين الإدارتين السابقة والجديدة في الولايات المتحدة، باشرت إدارة أوباما استعادة المبادرة على مستوى السياسة الخارجية لا سيما في المنطقة، وهي تستعيد دورها الطبيعي حالياً، بعدما كانت فرنسا ساهمت بفاعلية في إرساء عوامل التهدئة والاستقرار في العلاقات الدولية ـ الإقليمية، خلال الأشهر الستة الماضية. في حين ان فرنسا، تعوّل جداً على الفرصة التي تمكنت من خلالها من العمل والبناء الحواري في هذه العلاقات، مع الإشارة الى امتلاكها للمفاهيم الواقعية. للمنطقة، من النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية. على ان نظرية الحوار الدولي مع الدول الإقليمية، تعود الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في الأساس، وأي مقاربة أميركية مشابهة ستزيد من وحدة الرؤية بين الجانبين.
وبعد استعادة المبادرة، ستقوم واشنطن بتعزيز مشاوراتها مع فرنسا خصوصاً مع حلفائها الأوروبيين أيضاً. وهذا يعتبر جوهرياً لدى أوباما، وأي سياسة سيعتمدها على المستوى الخارجي، سيعمل لتحقيقها بالتعاون والتنسيق مع فرنسا، في إطار الانفتاح الكبير على الحلفاء ومصالحهم، والاستفادة من أدوارهم. فإذا كان هذا التوجه أيضاً ينطبق على الحلفاء العرب، فكيف بالحري على الحلفاء الأوروبيين الذين يضفون على دعمهم للسياسة الأميركية شرعية أقوى؟
وتبعاً لذلك، سيتعمق العمل الثنائي الأميركي ـ الفرنسي حيال لبنان والمنطقة، وكذلك في التعاون الأميركي ـ الأوروبي، وفي مجلس الأمن الدولي والمسارات التي تسلكها مواقفه. وبالنسبة الى القضايا اللبنانية والتمسك الأميركي والفرنسي بمقررات الشرعية الدولية، هناك متابعة فرنسية لمختلف التفاصيل ذات العلاقة بالسيادة والاستقلال والحدود والاستقرار الداخلي. وستبقى باريس المُبادر في مجلس الأمن الى طرح مشاريع القرارات التي تصون حقوقه على غرار ما كانت مولجة به خلال السنوات الأخيرة. وستدعم واشنطن هذا التوجه، ان لم تذهب بعيداً فيه، وهذا ما حصل في حالات عدة سابقا وسيتكرس اكثر في الفترة اللاحقة. وهناك تطمينات أميركية من الإدارة الجديدة، حول الدعم الكامل للبنان السيد الحر المستقل، وان خطورة ما حمله الوضع في غزة وبين الفلسطينيين وإسرائيل وتحرك واشنطن حياله بادئة استعادتها للمبادرة، لا تعني اغفال أن الاولوية للبنان، انما لدى بدء التحرك المباشر في اتجاهه، ستثبت الوقائع تجديد الالتزام بثوابت الإدارة.
والموضوع الآخر الذي يهم لبنان في العلاقات الأميركية ـ الفرنسية، هو حل النزاع في الشرق الأوسط، وترى المصادر ان أوباما من خلال تناوله مرتين حتى الآن المبادرة العربية للسلام، عمل على إظهار استعداد إدارته للبناء على المبادرة، بحيث ان فيها عناصر تصلح كإطار عام للحل بين العرب وإسرائيل. وعمل أيضاً على رمي الكرة في الملعب العربي والإسرائيلي على السواء. والأفرقاء المعنيون بها كلهم ليسوا في وضع يسمح لهم برمي المبادرة في وجهه، إذ ان كل الأفرقاء يحاولون في مرحلة تسلمه السلطة الإيحاء بأنهم ايجابيون مع طروحاته، وبأن الأجواء تحمل الكثير من المرونة والأمل، وهذه الفترة ستستغرق ستة أشهر تقريباً، إلا انه بعدها، من يعبّر فعلاً عن حسن النوايا، سيتضح موقفه أمام المجتمع الدولي، لا سيما في ظل توقع طرح أميركي مهم، حول السلام، تكون المبادرة العربية ركيزته الأساسية على ان يتحقق ذلك مطلع الصيف المقبل.
ولدى فرنسا رغبة في الذهاب بعيداً في التعاون والتكامل السياسي مع الولايات المتحدة، ومن غير المستبعد حصول توزيع أدوار في ما بينهما. وقد بدأت باريس منذ الآن تستكشف حقيقة الاستعدادات لدى قادة المنطقة بالنسبة الى السلام الشامل. ويتزامن الأمر مع انفتاح أميركي على روسيا ومد اليد للتعاون، في ظل مواكبة فرنسية وثيقة لما يجري.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00