عملت الادارة الأميركية الجديدة برئاسة باراك أوباما على وضع قسمين لجولة الموفد الرئاسي الى الشرق الأوسط جورج ميتشل، الأول الذي بدأ حالياً، ولن يزور خلاله لبنان، انما سيتم ذلك في سياق القسم الثاني من الجولة، التي من المقرر أن يزور خلالها دمشق. وستشمل زياراته الحالية كلاً من مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والأراضي الفلسطينية وإسرائيل.
هذا ما تؤكده مصادر ديبلوماسية بارزة، بحيث ان محور الاهتمام في المنطقة تستهله الادارة بموضوع غزة، والتحرك الحالي محصور بهذا الملف. وبسبب تحديد المهمة والأبعاد لهذا القسم من الجولة، هناك اهتمام أساسي لدى واشنطن، بانضباط الوضع في غزة وتثبيت وقف النار، وارساء الوضع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، فضلاً عن دفع دور الدول العربية المحورية قدماً في مسألة غزة خصوصاً ادوار مصر والمملكة والأردن.
وهذه الدول مرشحة ان تلعب دوراً في المنطقة ومن جديد، لن يكون محصوراً بموضوع غزة فحسب، انما ايضاً في الحوار الأميركي المطروح، في اطار السياسة الأميركية الخارجية التي يتم العمل لبلورتها خلال المرحلة المقبلة.
وبالتالي، هناك تركيز على تفعيل دور الحلفاء العرب، بدءاً بإرساء الوضع الفلسطيني ـ الاسرائيلي، ومستقبل الوحدة الفلسطينية، وتشكيل الحكومة الفلسطينية، ومنع تهريب السلاح، وفي هذا البند بالذات هناك تعويل كبير على دور مصر.
أما القسم الثاني من الجولة فسيحدد موعده بعد عودة ميتشل الى واشنطن وتقديمه تقريراً الى الادارة حول مهمته، وتبعاً لذلك، سيتم البحث بايفاد ميتشل من اجل المشروع الأكبر، وهو قضايا المنطقة، والاستماع الى قادتها حول مشكلاتها وسبل الخروج منها. مع الاشاراة الى أن الدولة المقبلة ستنطلق من الالتزام الصريح للادارة بالعملية السلمية في المنطقة وبايجاد حل لملفاتها المطروحة.
ويعود سبب عدم ادراج اسم لبنان، على لائحة الدول في الجزء الأول من الجولة، الى ان أوضاعه يمكنها أن تنتظر قليلاً، في ضوء التهدئة والاستقرار، ومع بدء اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي وبدء المعركة، ستتكثف الاهتمامات الأميركية المباشرة بالوضع اللبناني، والتي ستتبلور عبر الموفدين الأميركيين الى بيروت، وعلى رأسهم ميتشل.
وفي الحلقة الموسعة للاهتمام بالمنطقة لاحقاً، سيأتي دور تحديد الزيارات والتعامل مع كل من سوريا وايران. وستؤدي الولايات المتحدة سياستها الشاملة في المنطقة، بانفتاح واسع من حيث آفاق الحوار، في اطار نَفَس جديد، ومقاربة ذات ابعاد.
وستكرس لهذه الغاية اللجوء الى التواصل والتشاور المتعدد الطرف، الذي يعتمد على الحلفاء وتعاونهم، لا سيما العرب منهم، فالدور العربي في التشاور المتعدد الطرف أساس، لا سيما دور السعودية ومصر والأردن.
لكن ذلك سيتم في سياق الدور القيادي للولايات المتحدة، وسياستها الانفتاحية على الجميع، ومد يد التعاون لهم.
ومن غير الواضح موعد انطلاقة الجولة الثانية لميتشل، خصوصاً وان هدف القسم الأول منها هو محور غزة، سيستغرق تحقيقه بالكامل وقتاً. انما قد تجد الادارة، في ما سيوصي به ميتشل، دافعاً لتحريك الحوار مع بقية الدول المعنية بالوضع في غزة والمنطقة بسرعة أكبر، فتستتبع جولته الثانية بالأولى.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.