يتسلم الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما الحكم اليوم. ومع هذا الحدث، تدخل السياسة الخارجية الأميركية مرحلة أخرى، من أسلوب التعامل مع الثوابت التي تتمسك بها الادارة مهما كان الحزب الفائز في الانتخابات الرئاسية، وتشكل الأولويات في الثوابت محور اهتمام لبناني وعربي، وسط الدعوات الملحة لأن يكون السلام في الشرق الأوسط أساسياً يتم السعي الى اطلاق مباحثاته بسرعة، خصوصاً وأن العدوان الاسرائيلي على غزة والموقف في المنطقة، يحتمان مباشرة الادارة جهودها في هذا الملف.
واذ تؤكد مصادر ديبلوماسية غربية ان للادارة الأميركية الجديدة مجموعة أولويات تبدأ بالوضع في كل من افغانستان وباكستان، على اعتبار ان الملف العراقي انتهى عملياً، بالاتفاق الأمني وبخروج القوات الأميركية من العراق في 2011، فإن اهتماماً عميقاً سينصب على الملف النووي الايراني، وعلى قضية السلام في المنطقة.
الا ان انتظاراً بسيطاً ستقوم به ادارة أوباما، وهو استحقاق الانتخابات الاسرائيلية الشهر المقبل، بحيث ان نتائجها ستؤشر الى التوجه العام للسياسة التي ستتّبع في ما خص السلام. وعلى الرغم من اعتقاد البعض بأن فوز وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أفضل للعرب، الا ان المصادر تشير الى أن فوز بنيامين نتنياهو سيعني إطلاق التفاوض السوري - الاسرائيلي. وهناك ملامح ديبلوماسية تفيد أن هذا المسار سيتقدم على غيره من المسارات مع اسرائيل لا سيما على المسار اللبناني، والفلسطيني الذي سيخضع لمقاربة مختلفة في ظل التطورات التي أرساها العدوان على غزة، من جهة، ووجود خارطة الطريق على هذا المسار، من جهة أخرى. وتقدم المسار السوري - الاسرائيلي على غيره، يعني بحسب المصادر، ان سوريا واسرائيل ستجلسان الى طاولة التفاوض المباشر في غضون مدة زمنية لا تتعدى الستة أشهر.
على أن المصادر تلفت الى ان الادارة الأميركية الجديدة ستلح، بعد فترة التسليم والتسلم، ولدى بدء انشغالها في موضوع السلام الذي شرعاه، على لبنان للدخول في عملية التفاوض مع اسرائيل، غير انّ ولدى لبنان ثوابت حيال هذه المسألة، أبرزها: تنفيذ اسرائيل للقرار 1701، والقرارات الدولية ذات الصلة بلبنان أي الـ425 و426. وأي تفاوض جديد يحتاج الى ضمانات دولية بأن يتم وفقاً لهذه القرارات، وليس بصورة منعزلة عنها.
الا ان التحريك المرتقب من جانب ادارة أوباما للتفاوض على المسار اللبناني ـ الاسرائيلي، هو بهدف التحضير للأرضية اللازمة لافتتاح ملف السلام في الشرق الأوسط، لا سيما وان لبنان جزء أساس من التسوية، ومن المهم النظر، الى الطريقة التي سيتفاعل بها مع الالحاح الأميركي المتوقع، خصوصاً وان ذلك سيتزامن مع الاستعدادات الداخلية للانتخابات النيابية في الربيع وبدء معركتها، وما يمكن ان يشكله هذا الموضوع من تجاذبات سياسية. مع الاشارة الى ان المصادر، لا تخفي القلق من تسابق المسارات، ومن أن تطغى مفاعيل انطلاق مسار دون آخر، على مصير قضايا عالقة، على سبيل المثال تأثير انطلاق المسار السوري ـ الاسرائيلي على قضية مزارع شبعا، والمرجعية السليمة لبحث أمرها، وطريقة استرداد لبنان لها.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.