8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

وقف النار ينعكس على هامش التحرك العربي والوفاق في قمة الكويت يسهل بلورة الجهود

تشكل الساعات الـ24 الفاصلة عن انعقاد القمة العربية الاقتصادية في الكويت، والتي باتت سياسية بكل المعايير بغض النظر عن تسميتها، فترة محورية، أمام وضع مضامين اعلان الكويت في ما يتصل بالتحرك العربي لدرء استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة.
ذلك، ان الساعات المقبلة قد تحمل معها تفاهماً على وقف النار، استناداً الى المبادرة المصرية والتي تشكل بدورها الآلية المطروحة لتنفيذ القرار 1860.
وحظيت المبادرة بتأييد واسع على المستوى الدولي، باستثناء ما يتم وضعه من أفخاخ أمامها على مستوى المنطقة، الأمر الذي زاد في الشرخ العربي، وحيث يؤمل من قمة الكويت، ان تضع حداً له، أو على الأقل أن تخرج بحد معقول من الوفاق حول المقررات التي ستصدر، وبالتعاون مع جهود الأمين العام للجامعة عمرو موسى الذي يعمل على توفير المخارج المقبولة لدى الأفرقاء العرب في ضوء قمة الرياض الخليجية، وحيثيات اللقاء التشاوري الذي استضافته الدوحة.
وتفيد مصادر ديبلوماسية بارزة، ان السعي العربي الى توحيد المرجعية والرؤى سيسهل ليس صدور موقف واحد عن العرب فحسب، انما أيضاً التحرك الدولي والمساعي المبذولة عبر العديد من الموفدين على أعلى المستويات الى المنطقة لوقف الخطر، والتوصل الى وقف نار يمهد لتنفيذ القرار 1860، لا سيما وانه نُقل عن هؤلاء انهم يواجهون صعوبة في تحركهم الديبلوماسي، بسبب الانقسامات الكبيرة في المواقف، وسوء الظرف الذي مرّ به تحركهم، والذي انعكس في عدم توقف العدوان، وعدم بلورة المبادرات والمساعي، مع ان مبدأ وقف النار هو فقط المتفق حوله حتى الآن. الا ان تحقيقه بالفعل قبيل انعقاد قمة الكويت، مع التفاهمات المرفقة، حول مدته وكل العناصر التي شملها القرار 1860، سيعطي القادة العرب من خلال اعلان الكويت هامشاً أوسع في سقف الموقف الذي سيتخذ، اذ سيوفر لهم مرونة وارتباطاً أكبر. في حين تعتبر المصادر، انه ربما لو حصل وقف النار قبل قمة الدوحة المقترحة، لكان اكتمال نصابها وثقل تمثيلها تحقق بسرعة.
وبالتالي، هناك الآن رابط قوي بين الاندفاع العربي في القمة والاتفاق الجدي على السير بالمبادرة المصرية. وستكرس القمة وقف النار والتفاهم المرفق اذا ما حصل قبل انعقادها. وفي الأساس هناك عقبات أمام مزيد من الاندفاع العربي اذا ما أراد له البعض، ان يصل الى قطع العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل أو اقفال المكاتب التمثيلية. أو حتى اذا ما اقترح تجميد المبادرة العربية للسلام. وهذا لن يحصل، لأن الأمر يفتح الباب، أمام العمل الاسرائيلي لتملص المجتمع الدولي منها، ويبطل الضغط الدولي الذي تمكن من ان يخطو في تأييدها خطوات جوهرية.
وستتكشف الاتجاهات مساء اليوم، وهو ما يتم خلاله تحقيق وقف للنار أم لا. الأمر الذي لن يتوافر الا بمزيد من التنازلات من جانب فريقي النزاع، خصوصاً من الفريق الذي لا يمكنه الانتظار في هذا الواقع أكثر. فإسرائيل لا تزال غير قادرة على الدخول في المرحلة الثالثة من العملية البرية، وما احتلته هو أراضٍ مكشوفة، على الرغم من القتل والدمار والخراب المريع. ومهما كانت القدرات لصمود غزة، فإنها ايضاً دفعت ثمناً كبيراً من الشهداء، واسرائيل ستحقق الخراب ومزيداً من القتل لو اجتاحت غزة كلها، لكنها ستنسحب بعد ذلك، وستعود مقاومة الاحتلال.
فضلاً عن ذلك، ان الساعات المقبلة مصيرية بالنسبة الى وقف النار، خصوصاً ان الأفرقاء ومن يدعمهم يستعدون لانطلاقة عهد الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما بعد 3 أيام. وهذا أيضاً ما يقف وراء السقف المتدني لبعض الدول الاقليمية العربية، وتأخرها، بالرغم من وقوفها الى جانب شروط حماس ومساعدتها في صياغة هذه الشروط. وهذا السبب لم يكن له التأثير نفسه على ايران التي حفظت لنفسها هامشاً أكبر في التحرك، لكن المجال أمام امداد غزة بالسلاح بات أضيق فانسدت المنافذ وضربت الأنفاق، ولا ظهر مفتوحاً أمامها، والبحر بات تحت السيطرة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00