شغلت قضية تفكيك الجيش اللبناني لصواريخ موجهة الى إسرائيل في منطقة عمليات القوة الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل، الأوساط اللبنانية والديبلوماسية، على حد سواء، واستحوذت على اتصالات مكثفة أجريت خلال الساعات الماضية على أكثر من مستوى، نظراً الى توقيتها، خصوصاً ما يتصل بالوضع الخطير في غزة، وبالحملة الديبلوماسية الإسرائيلية دولياً للخطة العسكرية المتوقع تنفيذها قريباً ضد القطاع.
وتؤكد المصادر الديبلوماسية المطلعة على المشاورات حول الوضع في الجنوب، أن المساعي تُبذل للملمة الموقف، والتنبه لعدم تكرار مثل هذه الأعمال، والتي سيتم وضعها في الإطار الذي يجرى مكافحته في لبنان وهو الإرهاب مهما كانت الجهة التي تقف وراءه أو المنظمات الفلسطينية أو الإسلامية التي يتم تحريكها لتولي إرسال إشارات من الأراضي اللبنانية حيال ما يحصل في غزة أو التحذير ضد ما يمكن أن تتعرض له هذه المنطقة من عمل عسكري إسرائيلي قد يتم اللجو إليه.
وتلفت المصادر، الى أن أي اعتداء على غزة لا يستثير المشاعر في لبنان فحسب، بل أيضاً المشاعر في كل الدول العربية، لكن نقطة الضعف في التعبير تبقى الساحة اللبنانية، التي يجب أن تبقى هادئة.
إلا أن المصادر، تتوقف عند العوامل التي تبقى تحكم الوضع اللبناني من الآن وحتى الانتخابات النيابية، وهي الآتية:
ـ استبعاد حصول أي تطور عسكري انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، ذلك أنه ليس هناك من معطيات دولية أو إقليمية تشير الى وجود خربطة للوضع القائم بين لبنان وإسرائيل، كما أنه ليس هناك من مؤشرات على احتمال حصول تحول معين، وسيبقى مسار الأمور مستمراً في ظل مقتضيات القرار 1701، حتى وإن رأى بعض الأطراف أن في قدرتهم محاولة دفع الأمور الى حافة الهاوية في مرحلة دولية ـ إقليمية ضبابية، تنتظر السياسة الأميركية الجديدة.
ـ إن طريقة اكتشاف الصواريخ، تدل على وجود معلومات أمنية في هذا الصدد، وأن هناك جهات تتعاون أمنياً لكشف ما من شأنه المسّ بالقرار 1701 والأهداف التي من أجلها ينفذ، أو أنها تريد إرسال رسائل في هذا الاتجاه.
ـ إن مثل هذه الحوادث ستزيد اليونيفيل حذراً وتنبهاً، مع أن التفجيرات التي استهدفتها كانت أخطر بالنسبة اليها. لكنها ستزيد إجراءاتها للقيام بالمهمة الموكلة اليها وهي المساعدة على إبقاء الوضع هادئاً في الجنوب وعلى الحدود مع إسرائيل. وتبعاً لذلك، فإن القوة الدولية موجودة لأن الوضع غير مستقر، وهي ستعمل دائماً على استقراره.
ـ إن التعاون العسكري مع الجيش اللبناني يتم تحت عنوان الدعم الدولي له والإجماع الدولي على دوره وتعزيزه.
وهذا يدل على أنه بنتيجة القراءات الدولية للوضع اللبناني واتجاهه نحو الاستقرار وتقوية أجهزة الدولة والشرعية، مع العوامل الموجودة من انضباط الأمور، بعد اتفاق الدوحة، والخطوات التي خطاها لبنان في مسيرة إعادة إحياء المؤسسات الدستورية، وتفعيل دوره على الخارطة السياسية الدولية، كل ذلك، من شأنه تحفيز المجتمع الدولي على دعم الجيش اللبناني، وتقويته، وهو هدف يصب في سياق الاستقرار في المنطقة. وسيتم الاستمرار في دعم الجيش دولياً لمكافحة الإرهاب.
ـ في اعتقاد المصادر، أنه حتى على الساحة الداخلية، لا يوجد أي فريق لديه استعدادات لخربطة الموقف في الجنوب.
ومع استبعاد أي تطور عسكري، فإن وجود متضررين من الاستقرار الحاصل والستاتيكو الموجود يبقى وارداً. وهذا لا يقتصر فقط على لبنان، إنما في المنطقة ككل حيث ثمة جهات متعددة تملك قدرة على تحريك الأوضاع في الاتجاه السلبي.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.