8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

استحقاقات انتخابية إقليمية في إيران وإسرائيل وفلسطين ولبنان

لا تقتصر التغييرات المرتقبة في أسلوب التعامل مع قضايا المنطقة على تبلور السياسة الخارجية للرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما وإدارته الجديدة، انما تشمل أيضاً عوامل واستحقاقات عديدة في المنطقة، ستؤثر حتماً في المشهد السياسي الذي سيلي مباشرة انتهاء مرحلة الانتظار الدولي ـ الاقليمي.
في هذا الاطار، تؤكد أوساط ديبلوماسية غربية بارزة، ان هناك متغيرات اقليمية أو اعادة تثبيت لاتجاهات معينة ستفرض نفسها قريباً على الساحة، والتغييرات قد لا تكون جذرية بالكامل، انما ستتقاطع بدورها مع ظهور آفاق التعامل والأداء الأميركيين في المنطقة. وهذه الاستحقاقات تتجلى في محطات أبرزها:
ـ الانتخابات الرئاسية الايرانية في حزيران 2009، أي بعد ستة أشهر من الآن. فإيران التي تدرك كغيرها من اللاعبين الاقليميين ان المرحلة بالنسبة الى ملفها النووي مرحلة سماح، حتى الربيع، يعتبر الأطراف في الداخل لديها ان لا خلاف على هذا الملف، الذي هو قضية وطنية، وان كانت لدى بعض التيارات الاصلاحية الأخرى مواقف معدّلة. ومن المقرر أن يترشح الاصلاحيون الى الانتخابات الرئاسية، وسط وضع اقتصادي سيئ، يزيد في سلبياته التراجع الحاد في أسعار النفط.
ـ الانتخابات العامة الاسرائيلية المقررة في شباط المقبل، حيث انه يرجح فوز التطرف برئاسة بنيامين نتنياهو ما سيفرض على الموقف الأميركي بالنسبة الى عملية السلام، واقعاً جديداً، تكون اسرائيل قد عملت على الاعداد له داخلياً وبالشكل الذي تفرزه أوضاعها. ومن غير الواضح كيف سيتأثر فوز التطرف الاسرائيلي في الخضوع لانضباط الحركة التي تقوم بها واشنطن، لكن لن يكون من السهل أمام العرب التعامل مع التطرف. ومنذ الآن بدأت اسرائيل بتهديداتها الأمنية ضد لبنان وضد الفلسطينيين. وكل فريق يرسل اشارات اللجوء الى التصعيد للايحاء بالقوة والقدرة. وسيبقى الخطر قائماً خلال الحملات الانتخابية لكسب الأصوات، وما بعد الانتخابات، بغية خلط الأوراق على الساحة الاقليمية.
ولعل تأجيل مؤتمر موسكو للسلام حتى الربيع، هو شكل من أشكال الانتظار للسلطة الاسرائيلية الجديدة بعد الادارة الجديدة في واشنطن.
ـ الانتخابات في العراق، وهي ستبدأ الشهر المقبل للمناطق، ستتبعها نهاية السنة الجديدة انتخابات تشريعية، يليها تشكيل حكومة، ويتوقع ان يشارك السنّة في الانتخابات، بعدما كانوا قاطعوها في المرة السابقة، فضلاً عن ان لدى الشيعة تحولات واضحة. ولا شك ان الانتخابات ستعطي صورة عن التمثيل لدى كل الأفرقاء في السلطة، وعن التوازنات.
ـ وفي فلسطين هناك الانتخابات الرئاسية والأخرى التشريعية وهي ستتم في وقت واحد تقريباً، لكنها ستحدد معالم الوضع الفلسطيني قبيل ارساء الولايات المتحدة لسياستها في المنطقة.
ـ وفي لبنان، هناك الانتخابات النيابية في أيار المقبل، حيث ستنبثق عنها حكومة جديدة. وسيجد اللبنانيون أنفسهم أمام تحديد خياراتهم السياسية. وتتوقع الأوساط، ان تحظى هذه الانتخابات باهتمام عربي ودولي لافت، وسيتم وضعها تحت المجهر، لما تحمله من معان سياسية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00