فاجأ مشروع القرار الذي طرحته الولايات المتحدة الأميركية على مجلس الأمن الدولي، بشأن العمل لأحراز السلام في الشرق الأوسط، أكثر من طرف عربي، خصوصاً على أبواب إنتهاء ولاية الإدارة الحالية، والتحضير لانطلاق عهد الرئيس المنتخب باراك أوباما.
ذلك أن هذا الطرح يهدف الى إبراز إنجازات للرئيس الحالي جورج بوش، على الرغم من أن أي تقدم فعلي لم يحصل في هذا المجال/ غير أن الطرح أثار علامات استفهام في الوقت نفسه حول الإرادة السياسية التي ستواكبه ليس فقط من الدولة العظمى، بل من الأطراف المعنية لا سيما إسرائيل، وسبل متابعته في حال صدوره قريباً، وطريقة بحثه مع الفرقاء لتنفيذه.
ويتبع طرح مشروع القرار اجتماع تعقده الرباعية الدولية على مستوى وزاري مع اللجنة الوزارية العربية الخاصة بالمبادرة العربية للسلام في نيويورك. وتفيد مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع أن الخطوتين تتمان في إطار استعادة المبادرة أميركياً، بالتعاون مع الجهات الدولية المهتمة بشؤون المنطقة والسلام فيها، بغية التوصل الى ما يأتي:
ـ إظهار واشنطن للدور الذي قامت وتقوم به في عملية السلام الشامل بحيث أن أي قرار جديد يصدر سيعتمد كمرجعية في الشرعية الدولية، يضاف الى القرارات 425 و426 و338 و242 و1515 والأخير أقر بقيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية جنباً الى جنب. والجهد الأميركي ـ الدولي الحالي في هذا الاتجاه، سيشكل حجر الأساس للمراجعة الدولية التي ستحصل نهاية هذه السنة أو مطلع السنة المقبلة حول ما تحقق وما لم يتحقق في موضوع السلام على كافة المسارات وسيتحدد بالتالي، ما هي العناصر التي ستتركها الإدارة الحالية في واشنطن للإدارة الجديدة لكي تستكمل معالجتها لها في سياق استراتيجيتها في المنطقة، وحيث مسألة السلام من الأولويات. وكل إدارة لدى انتهاء ولايتها ترغب في إظهار ما حققته. مع الإشارة الى أن جل ما تحقق هو انعقاد مؤتمر أنابوليس في تشرين الثاني من العام 2007، وتأجيل مؤتمر موسكو مراراً، وهو الذي كان سيبحث السلام على كل المسارات. ويرتقب انعقاده في الربيع المقبل. وقد حالت تطورات دولية عدة دون التئامه من بينها عدم التوصل الى تفاهم بين الفلسطينيين وإسرائيل واستمرار النزاع بينهما. في حين جرت مفاوضات غير مباشرة على المسار السوري ـ الإسرائيلي.
ولم يقتنع لبنان بكل الأفكار التي تلقاها بضرورة الإفساح في المجال أمام الوسطاء للتفاوض غير المباشر مع إسرائيل، لان موقفه معروف من هذه العروض.
ـ من المهم انعقاد الرباعية مع لجنة المبادرة العربية، بحيث أن الدول العربية تتمسك بالمبادرة التي تشدد على شمولية الحل. وإزاء ما سيتوصل إليه الاجتماع، سيكون أمام الإدارة الأميركية الجديدة، تحديد توجهها من بين احتمالات كثيرة مطروحة، حالياً للنقاش. وهي: إما إطلاق المسارات الثلاثة بالتزامن، أي المسار اللبناني ـ الإسرائيلي، والسوري ـ الإسرائيلي، والفلسطيني ـ الإسرائيلي، أو التركيز على مسار دون آخر، لا سيما المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي، مع إبقاء واقع المسارين الآخرين على حالهما الراهن مع مزيد من الانتظار، وإما الإعداد لمؤتمر دولي مماثل لمؤتمر مدريد للسلام، يتم خلاله إطلاق السلام الشامل. وبالطبع سيكون للبنان دور في مواقع معينة ومواضيع معينة في العملية السلمية، كما لن يكون له أي شأن في مواقع ومواضيع محددة أخرى فيها.
إلا أن المصادر تؤكد، أن العلاقات الأميركية ـ الإسرائيلية، ومستوى التأثير الأميركي أو الرغبة في التأثير، فضلاً عن مستوى التجاوب الإسرائيلي مع الضغوط الأميركية لإحراز تقدم جوهري في السلام ستنعكس حتماً على عملية السلام في الشرق الأوسط.
يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.