8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

استراتيجية الحوار لدى أوباما لن تسكت العسكر

سلسلة من الخطوات سيقوم بها الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما مع فريق عمله، قبل الانطلاق بوضع سياسته الخارجية، والتي تهم لبنان ومنطقة الشرق الأوسط.
مصادر ديبلوماسية غربية واسعة الاطلاع، تفيد أن العمل جارٍ لاستكمال تشكيل فريق العمل، على أن يتوّج ذلك بموافقة مجلس الشيوخ على تعيين وزير جديد أو وزيرة جديدة للخارجية من بين ثلاثة أسماء مطروحة هي: هيلاري كلينتون، مادلين أولبرايت وجون كيري، وذلك في شباط المقبل. وبعد ذلك سينطلق رسم السياسة الخارجية وبلورتها. على أن تشكيل الفريق التابع للرئيس في البيت الأبيض، والذي سيُنجز قريباً، سيتبعه، اطلاع على الملفات من الإدارة الحالية، ودراسة توجهات الحزب الديموقراطي في الكونغرس، والنظر الى التحالفات والأصدقاء لديه وتعزيزها.
وما يحصل في هذه الفترة، هو متابعة سياسية للأهداف، من حيث سيتوقف العهد الحالي. وهذا ما رشح عن اللقاء الذي عقده الرئيس جورج بوش مع خلفه الأسبوع الماضي، وهناك تركيز خاص على الشرق الأوسط، والملف النووي الإيراني، والعراق.
واستناداّ الى المصادر، فإن مرحلة التهدئة الأميركية مع إيران والتي تتم حالياً من دون التخلي عن الأهداف والثوابت الأميركية، أو التنازل عنها، يمكن أن تؤدي قبل انتهاء ولاية الإدارة الحالية الى خطوة ايجابية على الأرض، على سبيل فتح مكتب مصالح في طهران، عاد الحديث حوله الى الواجهة مجدداً، بحيث يمرر السلف للخلف ارثاً يمكّنه من الانطلاق بالعهد الجديد بأقل ضرر ممكن. وفي الوقت نفسه يحصد نجاحات في موقع آخر مع إيران، خصوصاً في العراق، ومن خلال التوقيع على الاتفاق الأمني بين واشنطن وبغداد.
بعد ذلك، يبدأ العمل الديبلوماسي بالظهور، لكن المصادر تؤكد أن استراتيجية الحوار، والابتعاد عن الضربة العسكرية الاستباقية، لا يعني أن واشنطن لن تقوم بضربات، لا بل إن كل شيء يبقى وارداً، إنما ستُعتمد طرق أخرى. ذلك أن الجيش الأميركي، بدأ منذ قرابة الشهر التحضير والتدرب على الحرب غير التقليدية التي سيتم اللجوء إليها في العهد الجديد، وقد استقى دروسها من حرب العراق، ولبنان 2006، وأفغانستان بحيث أن الاستنتاجات لاحظت أن الحرب التقليدية بين جيشين نظاميين تؤثر على الحكومة وعلى السكان. وهذا ما حصل في لبنان في 2006، وأثبت فشل مثل هذه الحرب.
ويقوم هذا النوع من الحروب، على ممارسة ضغوط سياسية واقتصادية، بالتوازي مع إرسال رسائل في اتجاه التأثير على العسكر لدى الطرف المستهدف، بعمليات محدودة، وفي الوقت نفسه، من دون التأثير على السكان ولا على الحكومة. وظهرت تجربة تمهيدية لهذه الخطط لدى قصف موقع البوكمال السوري، في بعض خلفيات الضربة وأسبابها.
ومن خلال استراتيجية الحوار المنتظرة، سيُفتح الباب أمام أوباما للدخول إلى حوار مع الحكومات في الدول ذات القضايا العالقة بينها وبين واشنطن، وفي الوقت نفسه، سيبلور التوجه العسكري المشار إليه هدفاً يقضي بعزل فاعلية الحكومات عن أرض المعركة، وإبطالها عن اللعب بأوراقها الأمنية، وعزل المعركة عن السكان أيضاً، فتقوم واشنطن بضربات محددة وعمليات خاصة.
ويستدل من ذلك، بحسب المصادر، أن فوز أوباما، لن يؤدي إطلاقاً إلى إسكات القوة العسكرية الأميركية، وهي التي تحتاج إلى القيام بعمليات ما، للتحرك وتوسيع إطار نفوذها، ولن يبتعد أوباما عن الإدارة الحالية، من حيث توجهه الى التحالف مع الدول التي هي على شكل الولايات المتحدة ونسقها سياسياً وديموقراطياً، والتي تشجع ذلك.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00