8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الارتدادات على لبنان من جرائها مستبعدة

تجزم أوساط ديبلوماسية غربية بارزة بأن الضربة الاميركية التي وجهت الى منطقة البوكمال السورية مساء الأحد الماضي، لن تكون لها أية ارتدادات على لبنان، اذ إنها في الأساس لا تعنيه ولا علاقة له بها وانه كان أول المستنكرين لها، ثم أن دمشق تعرف في الوقت نفسه كيف تحسبها، وكيف ستترجم الرسالة التي تحملها وكيف تتلقفها، كما أنها تعرف سبل الرد التي ألمحت فيها الى حياة الأميركيين وانقاذها، ما يذكر بالموقف السوري في العام ، عندما تم استخدام العبارة نفسها رداً على مواقف أميركية في العراق والمنطقة.
ووسط التضارب في تقييم أهداف الضربة. والمدى الذي قد تبلغه الأمور على مستوى العلاقات الأميركية ـ السورية نتيجة مفاعيلها، فإن الأكيد، أن هناك تغييراً في قواعد الاشتباك لجهة رفعها، وان لم يكن الوضع وصل الى تغيير قواعد اللعبة. وقواعد الاشتباك في شأن الموقف في العراق هي على درجات، لكن تخطيها الحدود يتم بإذن سياسي. والهدف منه ارسال رسالة سياسية الى دمشق بمثابة نوع من أنواع التصعيد، ورفع اللهجة الديبلوماسية، لكن من دون أن يعني الأمر حتماً ان هناك تبعات أشد وقعاً. انما يُفسّر ان الانشغال بالانتخابات الرئاسية لا يعني تهاوناً في الموضوع الأمني في العراق. ويفسر ايضاً، انه في الوقت المستقطع، على دمشق ان تقف في بدء انفتاحها الخارجي عند حد، لأن ما من جهة تستطيع تجاوز الموقف الأميركي أو تتخطاه، وإن كان هناك ظروف مثل الأزمة المالية أو الانتخابات الرئاسية، مع استبعاد الأوساط، ان يتم توظيف الضربة في الانتخابات داخلياً، لسبب وحيد هو أن الاقتصاد في الولايات المتحدة يمكنه فرض الرئيس وليس السياسة الخارجية.
وبالتالي، فإن ما حصل في تغيير قواعد الاشتباك ورفعها، يؤشر الى هامش من التصعيد السياسي لن يصل الى حد المواجهة، وسيُبقي الانفتاح في التعاون الأمني قائماً في المنطقة، لأنه سيتم على مدى طويل ولن يكون محدوداً.
وتشير الأوساط، الى أن المدى الذي ستبلغه الأمور بين الولايات المتحدة وسوريا، يقوم على احتمالين:
الأول: يقول انه لن تكون هناك مفاعيل اضافية وتصاعدية للضربة، وسيتم تطويقها مثلما تم تطويق الضربة الاسرائيلية ضد ما قيل انه منشأة نووية في سوريا خلال صيف . وان سوريا ليس لها مصلحة في التصعيد مع الولايات المتحدة، وستستكمل بناء الجسور الدولية، ومع الادارة الأميركية الجديدة، وانها لن تقوم بأكثر من تسجيل موقف ديبلوماسي على مختلف المستويات الممكنة، وشعبي ايضاً واعلامي سياسي. انما في الوقت نفسه قد تلجأ بصورة غير معلنة الى الاستفسار من واشنطن عن المطلوب، وعن الرغبة في عدم التصعيد خصوصاً انها أثبتت مواقف ايجابية في المنطقة بالنسبة الى التعاون في ملفات عديدة.
وتذكر الأوساط بأنه عندما استهدفت المنشأة النووية الصيف الماضي اجتمع المسؤول عن الطاقة الذرية السورية بالسفير الأميركي في فيينا من أجل ايصال رسائل مرنة، بينما كان السفير السوري في فيينا يتحدث بلغة تصعيدية ضد العدوان، ولا تستبعد الأوساط تكرار هذا الموقف الآن.
أما الاحتمال الثاني فيقول، بأن الاعتداء على البوكمال يأتي في اطار أبعد من التصعيد السياسي ضد سوريا، وما يحمله ذلك من اشارات الى ايران. على الرغم من ان ما حصل استهدف الحانب السوري للحدود مع العراق، ولم يستهدف الجانب الايراني للحدود مع العراق، وكلا الحدودين ينطبق عليهما الخوف من التهريب والمهربين.
وتفيد هذه الأوساط بأن معلومات تحدثت عن ان العدوان لم يكن فقط بالضربة ومقتل أشخاص، انما أيضاً جرى خلاله خطف اثنين يخضعان حالياً للتحقيق، بحيث انه اذا ما تبين ان النظام له علاقة او متورط في عمليات ما في اتجاه العراق لقتل الأميركيين، فإن الأمر سيكون كبيراً، وانه قد تحصل مفاجآت على الرغم من الأيام الفاصلة عن الاستحقاق الانتخابي الأميركي، والمرحلة الانتقالية في الحكم التي تليه. ذلك انه اذا ما وصلت الأمور الى الدم الأميركي فإن الشعب الأميركي سيلتف حول اي قرار تتخذه الادارة. وتبعاً لذلك، سيفرض على الادارة أياً تكن واقعاً جديداً يجب معالجته. ولا تزال المعطيات بحاجة الى تكامل.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00