8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

المشاورات تتكثف لاختيار السفير في دمشق واتجاه لأن يكون من الخارجية

بعد الخطوة التاريخية بإعلان سريان مفعول اقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا، تشكل الخطوة التالية بتعيين السفراء لدى البلدين تحدياً آخر لا يقل أهمية عن اقامة هذه العلاقات، نظراً الى الحساسية التي يحملها التاريخ السياسي الحافل بينهما من جهة، وإلى دقة تكوين الصفحة الجديدة التي يتم العمل لافتتاحها على أسس السيادة والاستقلال والاحترام المتبادل لكلا البلدين من البلد الجار.
وعلى الرغم من بالونات الاختبار التي أطلقت من خلال تسريب أسماء سفراء بين البلدين أو التسويق لها لمعرفة ردود الفعل لدى فرقاء لبنانيين حيالها وحيال مدلولاتها، الا ان مصادر ديبلوماسية واسعة الاطلاع، تؤكد ان الأسبوع المقبل سيشهد مشاورات لبنانية داخلية موسعة حول من يمكن تعيينه سفيراً للبنان لدى دمشق. ومن المقرر ان يتولى هذه المهمة رئيس الجمهورية ميشال سليمان اثر عودته من كندا.
وسيقوم بمشاورات مع رئيسي مجلس النواب والوزراء ووزير الخارجية، ومع القيادات اللبنانية كافة للتوافق حول هذا التعيين، ولكي يأتي مقبولاً لدى كل الفرقاء، وبعد ذلك تطرحه وزارة الخارجية أمام مجلس الوزراء لاتخاذ قرار في شأنه. وفي موازاة ذلك، سيحظى التعيين السوري للسفير في بيروت بمشاورات داخلية واستمزاج للآراء لدى القوى السياسية حول اسمه والمواصفات التي يحملها والمدلولات، لكي تتم الموافقة اللبنانية الرسمية عليه.
وتؤكد المصادر ان الطرفين اللبناني والسوري سينسقان التعيين سياسياً وديبلوماسياً لدعم اقامة العلاقات بطريقة سهلة ومرنة، ولتمهيد الطريق بسلاسة لممارسة صحيحة وسليمة من دون الدخول في تفاصيل الحقبة الماضية بينهما وحساسياتها الكبيرة. وبالتالي، هناك رغبة مشتركة في عدم طرح أسماء استفزازية بل اسماء مقبولة لدى البلدين، بحيث يجب أن يلتقيا في الموضوع، في منتصف الطريق. وهذا المنحى سيقطع المجال أمام سوء الفهم المتبادل أو التوتر خصوصاً وأنه على الرغم من الجيرة، فإن اقامة التمثيل الديبلوماسي بين لبنان وسوريا قضية حساسة وموقع السفير سيكون حساساً ايضاً ولن يكون مماثلاً لاقامة التمثيل الديبلوماسي مع دول أخرى، لأن الوضع بحد ذاته يتطلب تفهم الاحراجات من دون ان يتكوّن انطباع ان هناك نوايا لعرقلة المسار الطبيعي لهذه العلاقات.
وتفيد المصادر انه يغلب على المشاورات التمهيدية داخل لبنان لتعيين سفير لدى سوريا، الاتجاه القائل بضرورة أن يكون من داخل ملاك وزارة الخارجية على حساب الاتجاه الذي يبقى وارداً بالتعيين من خارجه، وذلك للاسباب التالية:
ـ ان التعيين من داخل الملاك لا يثير الحساسيات لا حيال الفرقاء في الداخل ولا لدى سوريا.
ـ ان الخبرة الديبلوماسية والمهنية العالية التي يتمتع بها السفراء في الادارة تجعلهم قادرين على تولي منصب حساس ودقيق كهذا المنصب بحكمة وحيادية ومقدرة على ارساء علاقات جيدة تخدم مصلحة لبنان، ولا يكونون تابعين لفئة معينة، ويعرفون أصول عملهم جيداً.
أما في حالات تعيين سفراء من خارج الملاك، فيكون ذلك عادة لأسباب سياسية وليست ديبلوماسية، او لأغراض متصلة بالشخصية الفذة التي يملكها المرسل سفيراً من خارج الملاك الى دولة ما، لحل معضلة معها في العلاقات في مهمة يعود بعدها الى لبنان، أو كأن تكون لديه صداقات استثنائية مع أركان الدولة تجعله قادراً لديها على تولي مسائل كبيرة عالقة. وفي حالات أخرى يُرسل سفير من خارج الملاك الى الخارج كوزير أو مسؤول هناك رغبة ضمنية في ابعاده عن التدخل في العمل الحكومي او السياسي الداخلي بحيث يتم توفير فرصة له يحافظ فيها على مكانة سياسية جيدة، أو انه يشكل خطراً لأسباب سياسية ما.
وهناك أسماء كثيرة مطروحة داخل الادارة في وزارة الخارجية، في حين تشير المصادر الى ان دمشق حددت اسم سفيرها الذي ستعيّنه في لبنان لكنها تحيط الموضوع بتكتم شديد.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00