8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

الجامعة العربية تربط التقدم في الحوار باستمرار المناخ الإيجابي لدى بحث موضوع السلاح

وضع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، ملاحظاته حول الجلسة الأولى للحوار الوطني، الذي انطلق الثلاثاء الماضي برعاية رئيس الجمهورية ميشال سليمان، ومشاركة القوى اللبنانية التي تمثلت في الحوار السابق، وعلى مستوى الصف الأول.
ومن بين أبرز ما سجله جملة نقاط هي كالآتي:
أولاً: وجود مناخ إيجابي في العلاقات بين المتحاورين، تكوّنت نتيجة المصالحات التي جرت وستستكمل في الداخل. وهذا المناخ انعكس على طريقة مقاربة الأفرقاء في ما بينهم للمسائل التي نوقشت وإن لم يكن في العمق، أي الاستراتيجية الدفاعية، وتوسيع التمثيل، والمصالحات الوطنية. وتبعاً لهذه البداية هناك ارتياح عربي الى حد ما استناداً الى مصادر ديبلوماسية قريبة من الجامعة.
ثانياً: إن موسى أدرك الفارق الكبير بين وجوده في الحوار هذه المرة، ووجوده في لبنان في المرات السابقة في إطار الدور الذي مثّل الجامعة به، للحل بين اللبنانيين، لناحية التقارب السياسي، ما جعل تقييمه للوضع الداخلي يختلف عن السابق، مع إدراكه الجيد بأن البحث في الاستراتيجية الدفاعية في العمق لم يبدأ بعد.
ثالثاً: إن المعيار الأساسي للتقدم الحقيقي في التفاهم بين اللبنانيين لا يزال يرتبط باستمرار المناخ الإيجابي في ما بينهم، لدى البحث في جوهر المشكلة، التي ستعالج السلاح غير الشرعي، وطريقة دمجه بالسلاح الشرعي أو إيجاد آلية ما لوضع حد للسلطات الأمنية المتعددة في لبنان. فإذا استمر هذا المناخ لدى الدخول في التفاصيل وإثبات النوايا، فإن ذلك سيعني حصول تغيير نوعي في مقاربة المسألة، وأن التفاهم واقعي وسينعكس على التوصل الى نتيجة جراء الحوار. وغير ذلك، يعني أن الأمور صعبة وأن الخلاف سيعود لدى البحث في الجوهر، الأمر الذي سيكون محور قلق عربي وانزعاج، حيال الوضع اللبناني.
رابعاً: إن الفترة الممتدة حتى 5 تشرين الثاني للجلسة الثانية، يعتبرها موسى، مهمة جداً. إذ أن الدور الذي سيؤديه الرئيس سليمان لناحية اللقاءات والمصالحات الداخلية، والمشاورات الخارجية التي سيجريها لتأكيد رغبة اللبنانيين جميعاً في الحوار الجدي، ستشكل مفصلاً في تبديد بعض الأجواء المشحونة، وستقوم بتسهيل البحث في الجلسة الثانية، على أن الجامعة لن تترك الأمور، وهي جاهزة في أي لحظة لمساعدة الرئيس في مهماته التمهيدية لحوار معمق وجدي.
وتشير المصادر الى أن لبعض الدول المهتمة بالشأن اللبناني موقفاً متميزاً عن الجامعة في ما يتصل بالفترة الفاصلة عن الجلسة الثانية للحوار. ومثال على ذلك فرنسا التي عُلم أنها اعتبرت الفترة طويلة نسبياً، وأنه كان يفترض ألا يطول انعقاد الجلسة الثانية عن الأولى هذه المدة، في حين أن موقفها من الإيجابيات التي يخلقها الحوار، لا سيما أنه يؤكد المسار الصحيح لتطور الموقف في لبنان، ينسجم مع موقف الجامعة، التي تبقي اتصالاتها مفتوحة ومشاوراتها قائمة مع كل الأطراف حول تقدم الحل في لبنان، على أساس اتفاق الدوحة.
إلا أن لدى الجامعة قلقاً على ما يرافق الحوار والإيجابية من سلبيات أمنية ومخاطر متنقلة. وترى أن على الجيش اللبناني والقوى الشرعية الأمنية ضبط الوضع وعدم الإفساح في المجال أمام المتضررين المحليين الذين لديهم رابط مع المتضررين الخارجيين من الأمن والاستقرار في لبنان.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00