8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

استمرار الجهد الفرنسي في متابعة تطور الملف اللبناني

لن تكون زيارة وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى بيروت الجمعة المقبل كسابقاتها لناحية طرح المبادرة وتجميع ردود الفعل من الافرقاء في الداخل حولها، ومحاولة تقريب وجهات نظرهم في شأنها.
ذلك ان مرحلة المبادرات قد انتهت، استنادا الى مصادر ديبلوماسية في باريس، وان النقاط بدأت تتركز على السكة في لبنان، وان يحصل ما يشوبها بين وقت وآخر على المستويين السياسي او الامني. انما تهدف الزيارة الى استطلاع تطورات الموقف عن كثب والاستماع الى آراء المسؤولين الكبار والافرقاء، في ضوء نتائج القمة اللبنانية ـ السورية، وما افضت اليه، لما للتأثير الايجابي الفرنسي في عملية انعقادها وتأمين اجواء اكثر هدوءاً لمواكبتها، لدى كلا البلدين. كما سيبحث كوشنير في الاستعدادات اللبنانية لاطلاق عجلة الحوار الداخلي، بحيث ان جزءاً من الحركة الدولية في المتابعة للوضع في لبنان، يشدد على كيفية بلورة الدور الداخلي في الحل المطرح للتنفيذ عبر اتفاق الدوحة، خصوصا في مرحلة الاشهر الثلاثة التي تفصل عن تسلم الحكم الجديد في الولايات المتحدة.
وفي كل الاحوال، لا يقل الجهد الفرنسي في متابعة الملف اللبناني اهمية، عما كان عليه لدى العمل لتأسيس المبادرات والحلول. وبسبب دقة الملف والتعقيدات المحيطة بكثير من جوانبه، فان المتابعة تستلزم ايضاً افكاراً خلاقة، تنعكس في عدم الاخلال باتفاق الدوحة، والحفاظ على التحييد الايجابي للموضوع اللبناني عن الصراعات والاثمان الاقليمية ـ الدولية.
ومن المقرر ان يضع كوشنير تقريراً بنتائج زيارته للبنان، ويرفعه الى الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي ينتظر ان تتم زيارته لدمشق في ايلول، في اجواء مريحة، بعدما تحقق بالنسبة الى باريس ما طلبته من دمشق، وهو تسهيل انتخاب الرئيس التوافقي العماد ميشال سليمان، والعمل لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا.
وتفيد المصادر بأن المطلب الفرنسي الدائم بدعم استقرار لبنان السياسي والامني، سيبقى في الاولوية حيال دول المنطقة ككل. وتميل الديبلوماسية الفرنسية الى اعتبار التفجير في طرابلس الاسبوع الماضي عملاً ارهابياً محلياً لا يرتبط بخلفية اقليمية، انما بالارهاب مباشرة، خصوصاً وان هذا العمل يحتمل تفسيرات عدة في غياب القبض على الجاني حتى الآن. وذلك رغبة منها، في تبسيط الامور، وعدم وضع ما حصل في سياق يعرقل الاجواء الايجابية واستمرارها في لبنان، انطلاقاً من ان التقييم الفرنسي له لم يؤشر الى وجود جهات اقليمية مستفيدة من اللجوء الى مثل هذه الاعمال في المرحلة الراهنة، او ان لها مصلحة فيها. كذلك، انطلاقاً من ان ليس هناك ما يؤكد رغبة ما، في قلب معادلة التهدئة في البلاد، و"خربطة" مرتكزات اتفاق الدوحة، مع انها تعترف بضرورة التنبه والحذر بحيث يتوجب عدم الاسترخاء بالكامل.
وليس مستبعداً، ان تتم اذاعة اقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وسوريا في الوقت نفسه، قبل زيارة ساركوزي الى دمشق، في ضوء مذكرة التفاهم حول ذلك التي سيوقعها قريباً وزيرا خارجية البلدين، في حين ان كوشنير سيستطلع النظرة في لبنان الى موضوع المجلس الاعلى اللبناني ـ السوري ومستقبله والذي يحتاج الغاؤه، بحسب المصادر، الى نقاش، الى ان يتم حله تدريجاً.
وتبقي فرنسا على تنسيقها مع الجامعة العربية التي تواكب موضوع الحوار اللبناني، في ظل اهتمامات مصر والاردن باستطلاع المستجدات في العلاقات اللبنانية ـ السورية والدخول على خط التحركات في هذا الشأن.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00