8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

تفاهم وتنسيق أميركي ـ فرنسي على إدارة المرحلة: لبنان اجتاز الخطورة ويفترض تثبيت حل الدوحة

مع تسلم فرنسا رئاسة الاتحاد الأوروبي منذ الأول من تموز الجاري ولستة أشهر، تنشط ديبلوماسيتها تحضيراً لإنجاح انعقاد قمة الاتحاد من أجل المتوسط، إذ ستكون هذه القمة بمثابة العصب الحيوي للدور الفرنسي على المستوى الاقليمي والأوروبي والدولي، مروراً بالوضع اللبناني.
ويكتسب الدور الفرنسي أهمية خاصة استناداً إلى أوساط أوروبية واسعة الاطلاع في ظل مرحلة تتسم بالجمود وعدم الحسم بالنسبة إلى الإدارة الأميركية على عتبة استحقاق الانتخابات الرئاسية في الرابع من تشرين الثاني المقبل. وفي مثل هذه المرحلة الأميركية، تتحرك أوروبا وخصوصاً فرنسا، ومحور تحركها الملف اللبناني، والعلاقات الاقليمية ـ الدولية، ومصالح أوروبا، وتحقيق طموحات فرنسا السياسية والاقتصادية.
وتؤكد الأوساط أن هناك تنسيقاً وتفاهماً أميركياً ـ فرنسياً على الخطوط العامة لهذا الدور في فترة انتظار الإدارة الجديدة، وإن كانت فرنسا ستقوم بأداء سياسي ينطلق من تمايز استراتيجيتها حيال لبنان والمنطقة، وإن كان أيضاً القرار الفاعل والنهائي هو ملك الإدارة الأميركية في النهاية. إنما تكمن أهمية هذا الدور في محاولته إرساء حالة من الاستقرار والتهدئة في العلاقات الاقليمية ـ الدولية، وفي الوضع اللبناني، والحفاظ على مقومات الدور العربي في هذه المعادلة، ولا سيما ما يعود للدول المحورية والأخرى القادرة نوعاً ما على لعب دور الوسيط، مع الإشارة إلى ان التنسيق بين واشنطن وباريس لا يلغي وجود نقاط غير متفق عليها.
وتركز فرنسا جهودها في هذا الإطار على موضوعي لبنان والسلام في الشرق الأوسط، ففي الموضوع الأول تتطلع فرنسا إلى تنفيذ اتفاق الدوحة بعناصره كافة، ولا سيما تشكيل الحكومة في أسرع وقت، والحفاظ على أجواء التهدئة والاستقرار. وهناك أمل كبير لديها بأن تحلّ العقبات التي تعترض تشكيل الحكومة، وهي ترى جدّية من جانب دمشق في التعامل إيجاباً مع مقتضيات الملف اللبناني، أدت بها إلى الانطلاق بفتح صفحة جديدة معها، وكل ذلك في سبيل لبنان. وتعوّل باريس على الجهود الداخلية التي تبذل لتثبيت الحلول، بعدما قطع لبنان مرحلة الخطورة.
وتندرج زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم لباريس غداً الجمعة، في سياق الخطوة التحضيرية لوجود الرئيس بشار الأسد فيها، وستتناول المباحثات الوضع في المنطقة، والعلاقات الفرنسية ـ السورية، وتطوّر الموقف في لبنان وما يمكن أن يتم تقديمه لتسهيل التوافق على تأليف الحكومة قبل القمة المتوسطية في 13 الجاري. ولاحظت الأوساط ان كلاً من الأسد والمعلم استبقا لقاءات باريس بتصريحات حول عدم التدخل في تأليف الحكومة، وضرورة تسريع قيام حكومة وحدة وطنية. وستطالب الديبلوماسية الفرنسية المعلم، بترجمة واضحة لهذه المواقف، من شأنها أن تضفي على وجود الأسد في القمة المتوسطية وإمكان مشاركته في قمم ثنائية أو ثلاثية على هامشها، أجواء إيجابية. وتتزامن زيارة المعلم لفرنسا تحضيراً لزيارة الأسد، مع تحرك فرنسي وقطري منسق لتأمين تشكيل الحكومة قبل القمة.
وستشارك في القمة 44 دولة، والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى وأركان الاتحاد الأوروبي. وسيجتمع وزراء خارجية الدول العربية المشاركة فيها لتنسيق الموقف في 12 الجاري في باريس. والقمة تعقد ليوم واحد على مرحلتين، اجتماع قبل الظهر لوزراء خارجية دول القمة، يليه ظهراً اجتماع رؤساء الدول أو ممثليهم.
ويعنى الدور الفرنسي في هذه المرحلة بما يحصل على خط السلام في المنطقة، إن على المستوى الفلسطيني مع إسرائيل أو السوري، فضلاً عن التشجيع على انخراط لبنان لاحقاً، وتترك واشنطن لباريس بلورة جهودها في هذا المجال، وإن كان ذلك محكوماً بضوابط محددة، تبقي للإدارة الطابع النهائي لأي تقدم أو توقيت إعلان التفاهمات.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00