8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"الرباعية" تعد له في أيلول في ضوء التطورات

يؤشر قرار الرباعية الدولية للسلام في الشرق الأوسط خلال اجتماعها في برلين أخيراً، استكمال مباحثاتها في لقاء آخر لها يعقد على مستوى وزراء الخارجية في نيويورك في أيلول المقبل، إلى رغبة دولية بانتظار تطور الموقف في المنطقة بالنسبة إلى المساعي المبذولة على المستويين الفلسطيني والسوري، ومن ناحية مزارع شبعا على الخط اللبناني مع إسرائيل.
ذلك أنه، استناداً إلى أوساط ديبلوماسية معتمدة في إحدى الدول الكبرى التي تعنى بالرباعية إذا ما تبلورت معطيات إيجابية وآفاق أكثر استعداداً، من الآن وحتى ثلاثة أشهر، فإن لقاء الرباعية في أيلول يكون في هذه الحالة، مخصص حتماً لتحديد موعد لانعقاد مؤتمر موسكو للسلام الشامل في المنطقة، والمتوقع في نهاية تشرين الأول المقبل، أو بداية تشرين الثاني.
وسيركز مؤتمر موسكو على كل المسارات السلمية مع إسرائيل، وهو الذي تقرر انعقاده خلال مؤتمر أنابوليس في نهاية تشرين الثاني الماضي. وأكدت الأوساط أن لبنان الذي شارك في أنابوليس سيدعى إلى مؤتمر موسكو خصوصاً أن المؤتمر المرتقب هو استكمال للأول، وحضور لبنان فيه، سيكون من أجل إعادة التشديد على موقفه بأن القرارات الدولية ذات الصلة، لا سيما الـ1701 والـ425 هي التي ترعى حل المسائل العالقة بينه وبين إسرائيل.
كما سيؤكد لبنان على حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومنع التوطين وتنفيذ القرار 194، خصوصاً أن مؤتمر موسكو سيبحث في شكل رئيسي قضية اللاجئين الفلسطينيين، ومن مصلحة لبنان المشاركة في هذا البحث، لا سيما إذا ما طرأ تقدم جوهري على الوضع الفلسطيني ـ الإسرائيلي في اتجاه مسألة قيام الدولتين، كما تركز الجهود الدولية والعربية.
وتبعاً لذلك، فإن الانتظار سيطال أموراً عديدة هي:
ـ ما ستؤول إليه إعادة تحريك ملف مزارع شبعا والزخم الدولي المستجد بعد نحو سنتين من صدور القرار 1701.
ـ المستجدات في موضوع تبادل الأسرى بين "حزب الله" وإسرائيل.
ـ النظر في آفاق السعي لتطبيع الوضع الفلسطيني الداخلي وتوحيد كلمة الفلسطينيين وقرارهم وهي التي تؤدي إلى التهدئة مع إسرائيل، ما يسهل استكمال تطبيق "خارطة الطريق". وتبقى الآمال والمساعي قائمة على الرغم من الانطباع بأن التعابير الأميركية التي بدأت تتحدث عن أمل في قيام الدولة الفلسطينية، بدلاً من الجهود لقيام الدولتين قبل نهاية هذه السنة، يدل على تخفيف الوهج الذي يحيط بهذه القضية، وكأنه استبعاد لتحقيق أي تقدم قبل الحكم الجديد في الولايات المتحدة.
ـ تطورات الاستعدادات السورية ـ الإسرائيلية في ضوء التفاوض السريّ غير المباشر بينهما، مع استبعاد أن يعطي أي لقاء مباشر بين الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت، إن حصل في باريس على هامش أعمال قمة المتوسط، أي شيء جدي، واستبعاد أن تكون هناك فائدة حتى للمصافحة فقط بينهما.
ـ إن شهر آب المقبل هو شهر الإجازات الدولية، وعليه يفترض أن تنتظر الرباعية لتنعقد في نيويورك على هامش أعمال الدورة العادية للجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث تستعيد الحركة السياسية والديبلوماسية الدولية نشاطها، ويمكن أن تتبلور مواقف جديدة من خلال الرباعية.
لكن انعقاد مؤتمر موسكو، إذا ما جرى الاتفاق النهائي على موعده، سيكون قبل أيام قليلة على الانتخابات الرئاسية الأميركية، فتكون الأجواء مهيأة أمام الإدارة في واشنطن بعد أن ترسم سياستها الخارجية لكي تجري تقييماً لما تحقق، والتعامل مع ما تحقق سيكون رهن سياستها، فإذا فاز الجمهوريون ستبقى التوجهات والأسلوب نفسه، أما إذا فاز الديموقراطيون فستبقى التوجهات العامة، لكن الأسلوب قد يختلف في التنفيذ.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00