8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

ساركوزي يربط الانفتاح على سوريا بتشكيل الحكومة

مع تجدد الأجواء التفاؤلية بإمكان تأليف الحكومة خلال أيام قليلة، تفيد مصادر ديبلوماسية بارزة ان هناك مطلباً دولياً واحداً يبلغ الى المسؤولين الكبار، وفحواه ضرورة تشكيل هذه الحكومة برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في أسرع وقت ممكن، وان المجتمع الدولي ينتظر تحقيق هذا الأمر الذي يمكن ان يساهم في وضع حد لأي احتمالات سلبية قد تتعرض لها البلاد.
وليس لدى المصادر ادنى شك في وجود محاولات للعرقلة وفرض أمر واقع على اتفاق الدوحة بغية تعديله. إلا أنها تعتبر ان الأجواء الدولية مريحة وداعمة بالنسبة الى لبنان، وان كانت ملبّدة بالنسبة الى المنطقة. مع الأخذ بالاعتبار الركود الذي يحيط بالعلاقات السعودية ـ الايرانية، واستمرار العلاقات السعودية ـ السورية، والمصرية ـ السورية على ما هي عليه، لا بل ازديادها تشنجاً.
وتؤكد المصادر وجود تفاؤل بإمكان تشكيل الحكومة قريباً، واعادة تسيير العمل باتفاق الدوحة، وهناك استحقاق زمني أمام خطوة تشكيلها تراهن عليه الدول العربية والأخرى الغربية المهتمة بالوضع اللبناني. وهذا الاستحقاق هو موعد قمة الاتحاد المتوسطي التي ستنعقد في 13 تموز المقبل، في باريس وبدعوة من الرئيس نيكولا ساركوزي الذي يهمه انجاحها. واذا تأخر تأليف الحكومة عن هذا الموعد، فإن هناك اعادة خلط للأوراق بين ما هو اقليمي ودولي، وسينعكس ذلك سلباً على توجه فرنسا الانفتاحي على دمشق، وعلى الأجواء التي سترافق قمة الاتحاد.
أما اذا تشكلت الحكومة قبل هذا التاريخ، فإن التوجه الفرنسي سيكون بداية لمسار طويل من العمل لتوطيد العلاقات الثنائية وتطبيعها، وتكون زيارة الرئيس السوري بشار الأسد لفرنسا ايجابية، كما الأجواء التي ستتسم بها القمة، لا سيما من حيث النقاوة والشفافية.
وستتبلور هذه الايجابية أيضاً على مستوى مشاركة لبنان في القمة، اذ ان فرنسا تريد أن ترى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في القمة ومعه ممثلون فعليون للحكومة العتيدة. كذلك فإن استمرار الانفراج في موضوع تبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله"، سينعكس على الأزمة في لبنان، ويوم الأحد المقبل، يؤشر الى الاستمرار أو عدمه، والحاجة الى مزيد من الجهود أم لا.
وفي الوقت الفاصل عن الاستحقاق الفرنسي، هناك انتظار عربي، حيث الأمل لدى الأمين العام للجامعة عمرو موسى بالحلحلة الداخلية، وهو لم يضع خطة ما للتحرك أو آلية محددة، انما سيؤثر تطور الموقف في لبنان في أي تحرك عربي، وسط رغبة باعطاء فرصة جديدة تصل الى نحو 4 أيام للحلحلة الداخلية. وإلا سيحصل تدخل قطري في مسعى مستجد لازالة العراقيل، على اعتبار انه لا يجوز السماح بتأزم الأمور في ظل استمرار العديد من التعقيدات الاقليمية.
ولاحظت الأوساط، ان الدور القطري كان محدوداً بالنسبة الى ازالة التوتر بين السعودية وسوريا، وبدلاً من أن يحصل تطبيع للعلاقات بينهما وبين كل من مصر وسوريا في آن، بحسب ما كانت تتوقع دمشق بعد اتفاق الدوحة، على سبيل الثمن لتمريره بدءاً بانتخاب رئيس للجمهورية كمرحلة أولى، حصل مزيد من التشنج، أكدته التطورات على الأرض بين السفارة السعودية و"حزب الله" أخيراً. ولم تتمكن الدوحة من التوصل، في مسعاها بين هذه الأطراف، الى تقدم جوهري، مع الاشارة الى ان دمشق أبلغت موسى، لدى زيارته اليها اثر التوقيع على اتفاق الدوحة، انها قامت بما عليها، وهي تنتظر تحسن الأمور على المستوى العربي.
وتجري في غضون ذلك، اتصالات فرنسية ـ قطرية بعيدة عن الأضواء لمواكبة تطور الموقف في لبنان، لا سيما في مرحلة التحضير الجيد للقمة المتوسطية.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00