8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

"الواقعية" الأميركية في لبنان لم تجر الى دمشق أي تبديل

على الرغم من انتهاج الادارة الأميركية ما تصفه أوساط ديبلوماسية غربية بارزة، بالسياسة الواقعية تجاه لبنان، الا ان اي تعديل يذكر في سياستها تجاه سوريا أو تغيير لم يظهر، لاسيما منذ اتفاق الدوحة حتى الآن.
وتقوم السياسة الواقعية هذه، على دعم المؤسسات خصوصاً أركان الحكم الجديد والجيش، ودعم الاستقرار في لبنان وأي مقتضيات يمكن ان يستفيد منها الاستقرار. ومن بين مظاهر هذا الدعم، اصبح لبنان ومنذ ثلاث سنوات ونصف السنة الدولة العربية الثالثة بعد العراق ومصر التي تستفيد من المساعدات الأميركية.
انما لم تتزامن السياسة الواقعية للادارة حيال لبنان مع بوادر أو مؤشرات الى انفتاح ما على دمشق في المدى المنظور، لاسيما في ظل مناخ الاسترخاء الذي ساهمت المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل في خلقه ليس بين البلدين فحسب، انما أيضاً على المستوى الاقليمي.
وتفيد الأوساط ان الادارة الأميركية لا تزال على موقفها الثابت من النظام السوري، الذي تدعوه الى التعاون بايجابية مع المطالب الدولية قبل ان يتم أي تعديل في سياستها تجاهه. وتشير الادارة الى انها ليست في وارد التراجع عن سياستها ولو ان الفترة المتبقية من حكم الرئيس جورج بوش ستنتهي بعد نحو 5 أشهر من الآن. ولا يزال انعدام الثقة قائماً بين واشنطن ودمشق، بحيث ترى الادارة انها غير مضطرة لاجراء اي تغيير في سياستها مع سوريا حالياً ما دامت لم تغير اداءها. ودمشق، بحسب الأوساط، تعتبر انه من غير المجدي التعاون مع ادارة شارفت ولايتها على الانتهاء، وتفضل انتظار ادارة جديدة وما يمكن ان تكون عليه سياستها المرتقبة علها تحمل بعض التغيير الذي يناسبها.
وفي مسألة السلام في المنطقة، وما يحصل على الخط السوري ـ الاسرائيلي، جهدت الادارة في الآونة الأخيرة على خط المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي، الا ان جهودها لم تترجم الى وقائع. لكن واشنطن غير مكترثة لما يحصل على المستوى السوري ـ الاسرائيلي، انطلاقاً من تفضيلها عدم التدخل في أمور المسارات الأخرى للتفاوض مع اسرائيل، لا سيما المسار السوري، لأنها تعتبر ان مقاربة سوريا للسلام ليست استراتيجية، بل تكتيكية، وانها مهتمة بالعملية التفاوضية في حد ذاتها، وليس بالسلام. ولا تزال الادارة تمارس سياسة عزل سوريا، ولم ينتج شيء عن الضغوط التي قام بها الحزب الديموقراطي على الادارة لإعادة فتح الحوار مع دمشق.
وتشير الأوساط الى ان جدية ما قد تكون عبر التفاوض السوري ـ الاسرائيلي الا انه لن يؤدي الى نتيجة حالياً، انما يمثل نوعاً من فتح الأبواب تحضيراً لمجيء الادارة، التي يكون امامها اتخاذ القرار، اما برعاية هذه المفاوضات توصلا الى اتفاق سلام، أو الاستمرار في سياسة عدم التورط في المسارات الأخرى.
ولا يمكن الجزم منذ الآن بسياسة الادارة الجديدة، بسبب وجوب انتظار ترجمة عناوين الحملات الانتخابية للمرشح الفائز، اثناء تولي السلطة، لكن الأكيد ان لا عودة الى الوراء في الملف اللبناني والثوابت الدولية حياله، وينسحب ذلك على رفض مبدأ المقايضة عليه.
وتنعكس العلاقات الأميركية ـ السورية الراهنة، على واقع تنفيذ اتفاق الدوحة والعراقيل في وجه تأليف الحكومة، على الرغم من توقع تحرك ما لرئيس الجمهورية ميشال سليمان في ضوء نتائج مقررات القمة الروحية، قد يكون على المستوى العربي، بحيث سيلقى دعماً كبيرا. وتتخوف الأوساط من استمرار العراقيل طلباً لأثمان جديدة بعد تمرير الرئاسة.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00