8 آذار 2019 | 00:00

أرشيف

وجود موسى في بيروت يمهد لأسبوع مفصلي يجوجل نتائج التحركات والمشاورات

يشكل الأسبوع المقبل محطة مفصلية على صعيد ما ستفضي إليه المبادرة العربية حول الحل في لبنان، وسيُظهر نتائج المشاورات العربية ـ العربية، والعربية ـ الإقليمية والدولية، في إطار هذا الحل، الذي لن يبرز حل آخر بديل له، إلا بعد استنفاد عنصر الضغط الذي تكرّسه القِمة العربية حتى انتهاء أعمالها.
ولا تنفي مصادر ديبلوماسية عربية بارزة، المصاعب التي تحوط بمفاعيل عنصر الضغط هذا، لكن برغم ذلك سيُبذَل أقصى الجهد لإنجاح المبادرة العربية حتى النهاية، بغضّ النظر عما سيحققه الأمر، ان بشأن الدول العربية، أو المخاطر على القمّة نفسها، وما قد يؤدي إليه إخفاق المبادرة من مؤثرات.
تمسك سوري باستضافتها
وأوضحت المصادر، انه في الوقت الذي أبلغت دمشق أكثر من طرف عربي تمسكها القوي بعقد القمّة في سوريا، وإصرارها على استضافتها، وانها لن تتخلى عن دورها في هذا الموضوع، تنطلق المبادرة العربية من جديد، من خلال زيارة الأمين العام للجامعة عمرو موسى لبيروت نهاية الأسبوع الجاري، ويكاد الموقف السوري من التمسّك باستضافة القمّة، الورقة الوحيدة التي يتم العمل عليها مع دمشق في شأن تسهيل تنفيذ المبادرة حول لبنان. وتتمثل هذه الورقة، بمعادلة ان عدم حصول الانتخابات الرئاسية اللبنانية قبل القمّة سيطيح القمّة، وإذا لم تحصل فلن تشارك السعودية ومصر والأردن ومعظم دول الخليج على مستوى القمّة. وبما ان هناك إصرارا عربيا كبيرا على ان تكون القمّة هذه السنة، فاعلة ومؤثرة، فإن اضطرار الدول العربية الكبرى لعدم المشاركة فيها في دمشق إذا لم تتجاوب، سيؤدي إلى نقلها إلى القاهرة. وبما انه في حالة تعثّر المسعى العربي حول تجاوب دمشق مع المبادرة، لن يُمكّن الدول العربية والمناخ العربي الذي سيسود، من استساغة ان يترأس الرئيس السوري بشار الأسد القمّة في القاهرة، فإن أحد السيناريوات المطروحة، إذذاك، تأجيل القمّة أو إلغاء عقدها.
ما يعني ان مصير القمّة، مرتبط ارتباطاً مباشراً بمصير الانتخابات الرئاسية في لبنان، وبنجاح المبادرة العربية. ويغدو هذا الوقت بالتحديد، وهذه المرحلة التي تتسم بالدقة والحساسية، أكثر حسماً في الربط بين مصيري الرئاسة والقمة في سوريا، أو حتى خارجها.
وبما ان أرفع اجتماع عربي مستوى، قبل القمّة، هو الدورة العادية للجامعة على مستوى وزراء الخارجية في 1 و2 آذار المقبل، فإن مهمة هذا الاجتماع ستكون فاصلة. إذ سيبت الاجتماع، مصير القمّة ويحسم انعقادها أو عدمه، ومكان هذا الانعقاد، وظروفه كافة.
خصوصاً انه في الأساس فإن الدورة العادية للجامعة التي تسبق انعقاد القمة في آذار، يُدرَج في جدول أعمالها بند مهم وهو إقرار جدول أعمال القمّة العربية بحد ذاتها، وتكون بالتالي، قد تجوجلت كل المشاورات والاتصالات ومهمة موسى في بيروت، والتي يتم استباقها بمرحلة شد حبال، سياسي لان كل الأفرقاء يدركون أهمية توقيتها، وما سيستتبعها من موقف عربي بشأن بت مصير القمّة. ويقوم الفريق المعطل للمبادرة بتوزيع الأدوار وباعتماد اللعب بورقة حافة الهاوية وايصال الوضع اللبناني إلى هذه المرحلة، من دون إخراجه عن السيطرة، وما يؤدي الأمر به إلى الحرب الأهلية والمذهبية.
اللعب بحافة الهاوية
ويدفع لبنان ثمن اللعب بورقة حافة الهاوية، سياسياً واقتصادياً ولناحية عوامل الاستقرار.
وتبعاً لذلك، فإن الجلسة النيابية المقررة في 26 شباط الجاري لانتخاب الرئيس، هي بمثابة موعد مفصلي، وان وجود عمرو موسى في بيروت في الأيام التي ستسبق هذا الموعد، خصوصاً لجمع الأكثرية والمعارضة من خلال الاجتماع الرباعي في 24 الجاري، جاء خصيصاً، للمحاولة وللتفاهم على انتخاب قائد الجيش العماد ميشال سليمان في جلسة 26 شباط. وقد حصل موسى على دعم دولي وعربي شامل لمبادرته، وهو يوفد اليوم مدير مكتبه السفير هشام يوسف لإجراء اتصالات مع القيادات اللبنانية تمهيداً وتحضيراً لزيارته بيروت، وكسباً للوقت الذي يبدو داهماً مع اقتراب موعد 26 شباط حيث يؤمل حصول الانتخاب، وحيث سيرفع تقريراً حول مساعيه إلى دورة الجامعة.
وتتسابق المواقف وتتسارع بين الدول العربية التي تصرّ على الرئاسة قبل القمّة، من جهة، وسوريا التي تتمسّك بالقمّة في دمشق من جهة أخرى. ولن تتخلى الدول العربية عن وجود رئيس للبنان في القمّة، وهذا ليس فقط مسألة مبدأ، بل أيضاً مسألة متصلة بدعوة لبنان إلى القمّة على مستوى رئيس الجمهورية، وعدم تهميشه من خلال عرقلة الانتخاب، أو عدم العزم على دعوة رئيس مجلس وزرائه إذا تعثّر الانتخاب، الذي يبقى أولوية في كل الأحوال.

يلفت موقع Mustaqbal Web الإلكتروني إلى أنّه ليس مسؤولًا عن التعليقات التي ترده ويأمل من القرّاء الكرام الحفاظ على احترام الأصول واللياقات في التعبير.

8 آذار 2019 00:00